نقلت مجلة "نيوزويك" عن ثلاثة مسؤولين غربيين أن المعلومات الاستخبارية المتوفّرة تشير إلى أن العاصمة الأوكرانية كييف ستسقط في يد القوات الروسية المهاجمة في غضون أيام، وأن الهدف من الغزو هو تغيير الحكومة الأوكرانية الحالية وفرض أخرى موالية لموسكو.
وقال المسؤولون للصحيفة، الذين تحدّثوا تحت شرط السريّة، أن خطّة الهجوم الروسية تتركّز على محاصرة القوّات الأوكرانية وإجبارها على الاستسلام، أو القضاء عليها بالكامل، وهو ما يلبّي غاية الرئيس فلاديمير بوتين، والتي كشف عنها في خطاباته المتكررة، بنزع سلاح أوكرانيا.
وأردف المسؤولون قائلين إن المعلومات المتوفّرة تشير إلى أن العاصمة لن تصمد أكثر من 96 ساعة، وسيتبع ذلك تفكك الحكومة الأوكرانية وسقوطها بالكامل في مدّة لا تتجاوز أسبوعًا.
وبدت مجمل التوقعات الأميركية دقيقة حتى اللحظة، سواء لجهة استشراف غايات الروس من الانتشار قرب الحدود الأوكرانية، أو سيناريوهات الغزو، أو لحظة بدء الهجوم، وهو ما يشي بامتلاك الولايات المتحدة قاعدة بيانات واسعة عن المخططات الروسية من جهة، وقدرات الجيش الأوكراني من جهة ثانية.
ونقلت المجلة المذكورة عن ضابط استخبارات أميركي سابق قوله: "بعد انتهاء القصف الجوي والمدفعي وبدء الحرب البرية الحقيقية، أعتقد أن كييف تسقط في غضون أيام قليلة فقط"، مستطردًا "قد يصمد الجيش (الأوكراني) لفترة أطول قليلاً، لكن هذا لن يدوم".
ومضى قائلًا إن السيطرة الروسية "قد تكون متبوعة بتمرد كبير أو لا"، مضيفًا أن ذلك يعتمد بالأساس على ما سيقرره الرئيس الأميركي جو بايدن لجهة دعم نواة المقاومة الأوكرانية المتشكلة.
واتفق مصدر مقرب من حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع تلك التقديرات، متحدّثًا للمجلة تحت شرط السريّة، لكنه رفض التسليم بانهيار الحكومة.
ورداً على سؤال من "نيوزويك" عما إذا كانت الحكومة واثقة من قدرتها على كسر حصار روسي محتمل، قال المصدر "أعتقد أنه من السابق لأوانه الجزم بذلك... هم يقولون إن الجانب الأوكراني أكثر صمودًا مما توقعوا".
وعقّب مسؤول في "الناتو" على تلك التقديرات قائلًا: "رأيي الشخصي: لسوء الحظ ، تبدو تلك القراءة معقولًة إلى حد ما. ومع ذلك، أعتقد أن الـ24 ساعة الأولى هي الأكثر أهمية".
وبحسب التقديرات، فإن السيطرة على مطار أنتونوف قد تكون الحلقة الفاصلة في تحديد مصير العاصمة، وهو الذي يبعد عنها مسافة 15 ميلاً، ويمكن أن يتحول، في حال سقوطه في يد الروس، إلى نقطة انطلاق لشن هجوم على العاصمة.
"قطع رأس الحكومة"
ويتقاطع ذلك مع ما نقلته "رويترز" عن مسؤول أميركي كبير في وزارة الدفاع، اليوم الخميس، والذي قال إن واشنطن ترى أن الغزو الروسي لأوكرانيا يهدف إلى قطع رأس الحكومة الأوكرانية، وإن أحد محاور الهجوم الرئيسية الثلاثة يتركز على العاصمة كييف.
وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته "المؤشرات التي رأيناها حتى الآن في الساعات الأولى فقط، وقبل حتى الاثنتي عشرة ساعة الأولى، تتماشى مع تقييمنا السابق وهو أن هدف الغزو سيكون قطع رأس هذه الحكومة".
وقال المسؤول إن تحركات القوات الروسية حالياً تبدو في سياق مرحلة أولية لغزو واسع النطاق حيث تضمنت أكثر من 100 صاروخ أطلقتها روسيا، من بينها صواريخ كروز وصواريخ أرض-جو وصواريخ يتم إطلاقها من البحر.
وأضاف المسؤول أنه لم يكن هناك ما يشير إلى أي هجمات برمائية من قبل القوات الروسية لكنها استخدمت نحو 75 طائرة حربية في المرحلة الأولى من الغزو.
وتابع قائلاً "الأهداف حتى الآن...ركزت بشكل أساسي على الدفاعات العسكرية والجوية. لذلك تم استهداف الثكنات ومستودعات الذخيرة وحوالي 10 مطارات"، مضيفاً أن الولايات المتحدة لم تتمكن بعد من تحديد حجم الخسائر البشرية أو الأضرار.