قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، صباح اليوم الجمعة، إنه وفقا لفحص قامت هي بإجرائه، إثر تقرير صحيفة وول ستريت جورنال بشأن استهداف إسرائيل لـ 12 ناقلة نفط إيرانية، فإن إسرائيل استهدفت في الواقع أكثر من ذلك بكثير خلال العامين ونصف العام الأخيرين، وأنها ضربت عشرات ناقلات النفط الإيرانية في سياق الحرب الاقتصادية على إيران وليس فقط 12 ناقلة وفق التقرير الأميركي لصحيفة وول ستريت جورنال.
وأضافت الصحيفة: "يبدو أنه وقعت عشرات الهجمات الإسرائيلية التي نجحت في تشويش حركة عشرات السفن وألحقت بالإيرانيين ضررا اقتصاديا متراكما يقدر بمليارات الدولارات".
ووفقا للصحيفة الإسرائيلية، فإن حمولة كل سفينة تصل إلى مليون برميل أو أكثر، يمكن أن يصل ثمنها، تبعا لتردد أسعار النفط إلى 50 مليون دولار لكل حمولة، وتبدأ حركة هذه السفن في موانئ إيران وتمر عبر البحر الأحمر وقناة السويس ومنها إلى البحر المتوسط. وكانت هناك حالات تم فيها إرسال شحنات النفط عبر مسارات بحرية أطول من خلال الالتفاف حول أفريقيا ثم عبر جبل طارق ثم تتجه شرقا لاجتياز المتوسط وصولا إلى شواطئ سورية بهدف تفادي ضربها في البحر الأحمر.
وبحسب التقرير، فإن أجهزة الاستخبارات الغربية والإسرائيلية أيضا رصدت هذا المسار الذي حاولت إيران من خلاله الالتفاف على العقوبات الدولية منذ العام 2018 ومواصلة بيع النفط وتمويل "حزب الله"، حيث تم نقل المال لـ"حزب الله" عبر رجال أعمال سوريين مقابل نقل النفط الإيراني إلى النظام في سورية.
وقدرت الصحيفة أن السفن تم ضربها واستهدافها في مواقع كثيرة ومختلفة على امتداد هذا المسار من البحر الأحمر أو عبر الالتفاف على القارة الأفريقية وصولا إلى مضيق جبل طارق.
وقد اتهم الإيرانيون كلا من إسرائيل والولايات المتحدة والسعودية كما حدث عندما تم استهداف إحدى السفن الإيرانية في انفجار في البحر الأحمر مقابل السواحل اليمنية في أكتوبر من العام 2019.
ويمكن الافتراض أنه في حالات أخرى تمت عمليات تخريب هادئة عبر تعطيل وضرب معدات حساسة وضرورية لتفعيل هذه السفن، دون أن يكون ذلك عبر تفجير هذه السفن أو استهدافها بقصف صاروخي.
وتم في بعض الحالات حسب "هآرتس" إتلاف سفن إيرانية بشكل لا يمكن فيه إصلاح الأضرار التي لحقت بها، حيث اضطر الإيرانيون إلى جر هذه السفن للعودة إلى الموانئ الإيرانية.
وتشير الصحيفة إلى أنه لعدم رغبة منفذ الهجمات كشف الموضوع على الملأ وإبقاء هذه الضربات سرية، لم تجر محاولات للسيطرة على هذه السفن، كما كان الحال في عمليات أخرى قامت دولة الاحتلال بالسيطرة خلالها على سفن إيرانية، حيث زعمت إسرائيل أنها كانت تنقل السلاح لقطاع غزة.
وتضر ب الصحيفة مثالاً على ذلك، سفينة "كارين إيه" التي اعترضتها البحرية الإسرائيلية في البحر المتوسط وقامت بجرها لميناء إسرائيلي والادعاء بأنها كانت محملة بالسلاح الموجه للفلسطينيين عام 2002، وادعت أنها دليل على تورط الرئيس الراحل ياسر عرفات في طلب هذه الأسلحة لمواجهة إسرائيل، وأيضا كما في حالة السفينة "كلوز سي" في العام 2014، أو عملية اعتراض اسطول الحرية والسفينة مافي مرمرة عام 2010.