قال تقرير نشرته صحيفة هآرتس لمحللها للشؤون الأمنية، عاموس هرئيل، بعد ظهر اليوم الأحد، إنه يتضح أن هناك فرقا بين التوجيهات التي أعلن عنها، ليلة الجمعة، وزير الأمن الإسرائيلي، بني غانتس، بشأن إصداره توجيهات للجيش للاستعداد لمواجهة سيناريوهات تصعيد على الجبهة اللبنانية، وبين حقيقة التقديرات الاستخباراتية للجيش والمؤسسة الأمنية في إسرائيل.
وبحسب هرئيل فإن التقديرات السائدة في الجيش والمنظومة الأمنية ترى أن الاحتمالات بشأن التوصل لاتفاق مع لبنان تتراوح بين متوسطة وحتى مرتفعة، وأنه في أواخر المداولات للكابينت السياسي والأمني، في المناسبة السنوية لحرب الغفران، وفشل الاستخبارات العسكرية في توقع اندلاع الحرب، عُرضت تقديرات تشير إلى احتمال ضعيف لنشوب حرب.
وأضاف محلل الصحيفة أن المنظومة الأمنية في إسرائيل لا ترى خطرا أمنيا في الاتفاق نفسه، وتعتقد أن ترسيم الحدود، وفق الخط 1 وغربا (خط العوامات الإسرائيلية) ثم الاتجاه جنوبا وغربا باتجاه الخط 23، لا يشكل خطرا ولو على ميليمتر واحد على المصالح الأمنية الإسرائيلية.
وتابع المصدر ذاته، أن سلاح البحرية الإسرائيلي يقوم بدوريات ثابتة وعند الحاجة يتم إرسال "أدوات بحرية" أيضا شمالي الخط المذكور. وأكد هرئيل أن الاتفاق لا يمس بحرية الحركة البحرية لقطع الجيش الإسرائيلي في المنطقة.
وأشار إلى أن ممثلي الجيش الذين شاركوا في مداولات الكابينت قالوا إنهم يعتقدون أن "الاتفاق جيد جدا أمنيا".
ولفت التقرير إلى أنه وفق الاتفاق الجديد وما يتعلق بحقل قانا، والتعويض الذي تحصل عليه إسرائيل من الشركة الفرنسية فإن الخسارة المادية المتوقعة في إسرائيل ليست عالية، وأن المنظومة الأمنية تقارن ذلك بالفائدة المرجوة والمتمثلة بحسبها بتثبيت استقرار أمني مقابل لبنان. كما أن الضرر الاقتصادي المتوقع حصوله لإسرائيل نتيجة لحرب مستقبلية مع حزب الله حتى لو كانت لأيام معدودة، قد يكون أكبر بدرجة لا يمكن تحديدها، ناهيك عن الخسائر المتوقعة بالأرواح.
وكشف هرئيل أنه في ظل كون الجدول الزمني لتوقيع الاتفاق مع لبنان ينتهي مع نهاية الشهر الجاري، بسبب نهاية ولاية الرئيس اللبناني ميشال عون، فإن الجيش، يرى أنه في حال عدم توقيع الاتفاق، لا ينبغي بأي حال تأجيل موعد بدء استخراج الغاز من حقل كريش (الذي يتركه الاتفاق في الجانب الإسرائيلي)، حتى لا يعتبر ذلك خضوعا لتهديدات حزب الله.
كما سيضر ذلك حسب التقرير بقوة الردع الإسرائيلية ضد حزب الله، الذي من شأنه في الحالة هذه أن يبادر لرد عسكري على غرار المرات السابقة التي أطلق فيها أربع طائرات مسيرة في مطلع يوليو/ تموز الماضي، والتي تم إسقاطها من قبل الجيش الإسرائيلي.
ويخلص هرئيل إلى القول إن الانطباع في إسرائيل هو أن حسن نصر الله لم يقرر بعد كيف سيتصرف في حال بدأت عمليات التنقيب واستخراج الغاز من حقل كريش قبل التوصل لاتفاق. إذ يقدر الجيش أن نصر الله لا يتوق لحرب (لا شهية كبيرة لديه لشن حرب، وأنه يدرك الوضع الاقتصادي والسياسي الخطير في لبنان).
ومع ذلك - يرى هرئيل - يدركون في الجيش أن قسما كبيرا من الحروب والعمليات التي وقعت في العقدين الأخيرين (حرب لبنان الثانية وسلسلة الاعتداءات الإسرائيلية في قطاع غزة) نشبت بدون تخطيط مسبق، وإنما كرد على تصعيد خرج عن السيطرة. على هذا الأساس يقول هرئيل إنه "تم في الشهر الأخيرة تكثيف وسائل الحماية الدفاعية على الحدود الشمالية وحول مواقع ومنشآت الغاز في البحر، وتم إنجاز الخطط العملياتية لهجوم ضد لبنان ردا على تحرك محتمل لنصر الله".