شيّع آلاف الفلسطينيين، اليوم الثلاثاء، جثامين ثلاثة شهداء ارتقوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي. والثلاثة هم: الشقيقان جواد وظافر الريماوي من بلدة بيت ريما شمال غرب رام الله وسط الضفة الغربية، ومفيد اخليل من بلدة بيت أمر شمال الخليل جنوبيّ الضفة الغربية.
بعد وداع عائلي للشهيدين الريماوي في مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله، قبيل ظهر اليوم، انطلق موكب تشيع جثمانيهما ملفوفين بعلم فلسطين، بعد جنازة عسكرية، بمسيرة سيارات وصولاً إلى جامعة بيرزيت شمال رام الله، حيث أُقيمت لهما مسيرة وداع داخل حرم الجامعة.
بعد ذلك انطلق موكب التشييع باتجاه مسقط رأسيهما في بلدة بيت ريما، وعلى الطريق حيّا أهالي قرية النبي صالح الشهيدين حاملين أعلام فلسطين ورايات حركة فتح.
وبعد الصلاة عليهما، حُمل الشهيدان على الأكتاف، وانطلقت مسيرة شارك فيها الآلاف جابت شوارع البلدة، رفعت خلالها أعلام فلسطين ورايات الفصائل الوطنية، وتخللتها هتافات غاضبة تمجد الشهيدين وتندد بجرائم الاحتلال، وتدعو إلى تصعيد المقاومة، وأُلقيت العديد من الكلمات، بما فيها كلمة مسجلة لعم الشهيدين الأسير ظافر الريماوي (محكوم بالسجن 32 عاماً، ومضى على اعتقاله 21 عاماً). وقد ووري جثمانا الشهيدين الثرى في مقبرة بيت ريما.
واستشهد الشقيقان جواد وظافر عبد الرحمن عبد الجواد الريماوي (21 و22 عاماً) بعد إصابتهما بجروح بالرصاص الحيّ، أطلقته قوات الاحتلال خلال مواجهات شهدتها قرية كفر عين المجاورة.
كذلك شيّع آلاف الفلسطينيين، ظهر اليوم الثلاثاء، جثمان الشهيد مفيد محمد محمود اخليل (44 عاماً) في مسقط رأسه ببلدة بيت أمر بمشاركة شعبية، وأقيمت له جنازة عسكرية أمام مستشفى الأهلي بمدينة الخليل، قبل أن تنطلق بجثمانه مسيرة مركبات باتجاه منزل ذويه في بيت أمر.
وبعدما ألقت عائلته وأصدقاؤه نظرة الوداع على جثمانه، صُلي عليه، وحُمل على الأكتاف ملفوفاً بعلم فلسطين، في مسيرة حاشدة جابت شوارع البلدة على وقع الهتافات الغاضبة التي تمجد الشهيد وتندد بجرائم الاحتلال، وصولاً إلى مقبرة البلدة، حيث ووري جثمانه الثرى.
ولدى وصول الجثمان إلى مقبرة بيت أمر، حاولت قوات الاحتلال قمع مسيرة التشييع، لكن الأهالي أصروا على إكمال المسيرة ومواراة الشهيد الثرى، وجرت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، أُصيب خلالها 3 شبان بجروح بالرصاص الحيّ، فنُقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج، وأُصيب العشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، عولجوا ميدانياً، وفق ما أكده لـ"العربي الجديد" الرئيس الأسبق لبلدية بيت أمر، نصري صبارنة.
واستشهد الشاب اخليل في وقت متأخر من مساء الاثنين، خلال مواجهات شهدتها بلدة بيت أمر، وأصيب خلال تلك المواجهات 22 فلسطينياً آخرين، بينهم 9 إصابات بجروح بالرصاص الحي، و5 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
ووصل عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام حتى اليوم إلى 209 شهداء، بينهم 153 شهيداً من الضفة الغربية، بما فيها القدس، بينهم 20 شهيداً من محافظة رام الله والبيرة، و52 شهيداً من قطاع غزة، إضافة إلى 4 شهداء من الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.