شيع آلاف الفلسطينيين، اليوم الأربعاء، جثامين خمسة شهداء قتلوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانها أمس الثلاثاء على مخيم جنين شمال الضفة الغربية، ومخيم عقبة جبر جنوب أريحا شرق الضفة الغربية.
وانطلق موكب تشييع الشهداء محمود علي نافع السعدي (23 عاماً)، ومحمود خالد عرعراوي (24 عاماً)، ورأفت عمر خمايسة (22 عاماً)، من أمام مستشفى جنين الحكومي.
وحُمل الشهداء الثلاثة السعدي وخمايسة وعرعراوي على الأكتاف، وجابت بهم مسيرة حاشدة شوارع مدينة جنين وصولاً إلى دوار جنين الرئيس، ثم أكمل المشيعون طريقهم نحو مخيم جنين بالشهيدين السعدي وعرعراوي، بينما واصل المشيعون حمل جثمان الشهيد خمايسة باتجاه مسقط رأسه في الحي الشرقي من مدينة جنين.
بعدها، ألقت عائلتا الشهيدين السعدي وعرعراوي نظرة الوداع الأخيرة عليهما، ونقلا إلى مسجد مخيم جنين الكبير، وجرى أداء صلاة الجنازة عليهما، ثم حملا على الأكتاف، وصولاً إلى مقبرة شهداء مخيم جنين، حيث ووري جثماناهما في الثرى.
وبالتزامن، ألقت عائلة الشهيد خمايسة نظرة الوداع الأخيرة عليه في منزله بالحي الشرق من مدينة جنين، ثم نقل جثمانه إلى مسجد جنين الكبير للصلاة عليه، بعدها حُمل الشهيد على الأكتاف، وجاب به المشيعون شوارع مدينة جنين والحي الشرقي، وصولاً إلى مقبرة الشهداء في الحي الشرقي، حيث ووري جثمانه في الثرى.
وفي وقت لاحق، شيّع الفلسطينيون، عصر الأربعاء، جثمان الشهيد الرابع في جنين، عطا ياسر موسى، في مسقط رأسه بقرية مركة، جنوب جنين، شمال الضفة الغربية، بمشاركة شعبية وفصائلية، بحسب ما أكده الناطق الإعلامي باسم حركة "فتح" في مدينة جنين، فراس أبو الوفا لـ"العربي الجديد".
وأوضح أبو الوفا أن تشييع جثمان الشهيد عطا موسى حتى عصر اليوم تأخر في انتظار وصول شقيقه من السفر من خارج فلسطين.
ووفق أبو الوفا، جرى نقل جثمان الشهيد عطا موسى من مركز قباطية الطبي إلى مسقط رأسه بقرية مركة، حيث ألقت عائلته نظرة الوداع الأخيرة عليه، ومن ثم حمله المشيعون على الأكتاف وصولاً إلى أحد مساجد قرية مركة لأداء صلاة الجنازة عليه، بعدها حمله المشيعون مجدداً وساروا به بمسيرة جابت شوارع القرية، وصولاً إلى مقبرة مركة، حيث ووري جثمانه في الثرى.
وشنت قوات الاحتلال، مساء الثلاثاء، عدوانًا على مخيم جنين وسط اندلاع اشتباكات مسلحة بينها وبين مقاومين، ما أدى لاستشهاد أربعة شبان وإصابة 30 آخرين، بينهم حالات حرجة، وجرى اعتقال فلسطينيين اثنين، بينهما والد أحد المطاردين أفرج عنه بعد تعرضه لذبحة صدرية.
من جانب آخر، انطلق موكب تشييع جثمان الشهيد ضرغام الأخرس (19 عاماً) من أمام مستشفى أريحا الحكومي بمدينة أريحا، حيث حمله المشيعون على أكتافهم، وصولاً إلى مسقط رأسه بمخيم عقبة جبر، حيث ألقت عائلته نظرة الوداع الأخيرة عليه، بحسب ما أفاده لـ"العربي الجديد" الصحفي عادل أبو نعمة.
بعد ذلك، نقل جثمان الشهيد الأخرس إلى مسجد مخيم عقبة جبر للصلاة عليه، ثم إلى مقبرة الشهداء في المخيم لمواراته الثرى.
وتخلل تشييع جثامين الشهداء الخمسة في جنين وأريحا هتافات وطنية ومنددة بجرائم الاحتلال، وأطلق مسلحون النار في الهواء تحية لأرواح الشهداء، بينما عمّ الإضراب الشامل مناحي الحياة كافة، خاصة في مخيم ومدينة جنين وقرية مركة ومخيم عقبة جبر، حدادًا على أرواح الشهداء.
ومنذ مساء أمس الثلاثاء، استشهد 6 فلسطينيين، بينهم 4 شهداء في مخيم جنين، وشهيد في قطاع غزة، وشهيد في أريحا.
من جانبه، أفاد مركز معلومات فلسطين (مُعطى) في حصيلة له، بأنه سجل استشهاد 250 فلسطينيًا في كافة أنحاء فلسطين منذ بداية العام الحالي، بينهم 4 شهداء خلال الإعداد والتجهيز بمناطق الضفة الغربية.
وأشار "معطى" إلى أنه من بين مجموع الشهداء 13 شهيداً في أريحا والأغوار، و75 شهيدًا بمحافظة جنين.