شيّع آلاف الفلسطينيين، ظهر اليوم الأحد، جثماني الشهيدين أسيد فرحان أبو علي (جبعاوي) (21 عاماً) وعبد الرحمن سليمان أبو دغش (32 عاماً)، بعد ساعات من استشهادهما برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم نور شمس، شرق مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية.
وانطلق موكب تشييع الشهيدين من أمام مستشفى "الشهيد ثابت ثابت" الحكومي بمدينة طولكرم بمشاركة شعبية وفصائلية، وحُمل الشهيدان على الأكتاف وصولاً إلى مسقط رأسيهما بمخيم نور شمس، حيث ألقت عائلتيهما نظرة الوداع الأخيرة عليهما، بحسب ما أفاد منسق فصائل العمل الوطني في محافظة طولكرم فيصل سلامة "العربي الجديد".
وأوضح سلامة أن جثماني الشهيدين نُقلا بعد ذلك على الأكتاف إلى مسجد أبو بكر الصديق بمخيم نور شمس، حيث أُديت عليهما صلاة الجنازة بعد صلاة الظهر، ثم حملهما المشيعون على الأكتاف مجدداً وجابوا بهما شوارع المخيم، وصولاً إلى مقبرة شهداء المخيم حيث ووريا الثرى.
وشارك نحو 3 آلاف فلسطيني في تشييع الشهيدين على وقع ترديد هتافات غاضبة منددة بجرائم الاحتلال وأخرى تمجد الشهداء والمقاومة، فيما رُفعت أعلام فلسطين ورايات الفصائل الوطنية، وأطلق مقاومون مسلحون النار في الهواء تحية لروح الشهيدين.
وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت مخيم نور شمس، فجر اليوم الأحد، برفقة جرافات ضخمة، وفرضت حصاراً مشدداً على المخيم.
ودمر الاحتلال ممتلكات الأهالي والبنية التحتية، وداهمت قواته عددا من المنازل وفتشتها ونشرت قناصتها على أسطح عدد من المنازل، ودمرت الجرافات شوارع وممتلكات خاصة في المخيم، كما انقطع التيار الكهربائي عدة ساعات فيه، وتخللت ذلك اشتباكات عنيفة وتفجير عبوات من قبل مقاومين، واستمر العدوان على المخيم أكثر من خمس ساعات متواصلة.
صور| تشييع الشهيد أسيد أبو علي، الذي ارتقى خلال عدوان الاحتلال على #مخيم_نور_شمس ب #طولكرم بمشاركة مقاومين من كتائب القسام. pic.twitter.com/SERu17GSGL
— وكالة سند للأنباء - Snd News Agency (@Snd_pal) September 24, 2023
وقال رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم نور شمس طه الإيراني، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن خسائر المخيم تقدر بأكثر من مليون دولار. ووفق الإيراني، هذا هو الاجتياج الثالث لمخيم نور شمس هذا العام، والذي دُمرت فيها البنية التحتية وممتلكات المواطنين، حيث تقدر الخسائر جميعها في تلك الاجتياحات بنحو مليونين ونصف مليون دولار.
وأشار الإيراني إلى أن "الاحتلال يتعمد تدمير البنية التحتية وممتلكات المواطنين، حتى إن هناك أحياء بالمخيم ليس فيها مقاومون، ومع ذلك دمر الاحتلال البنية التحتية والممتلكات فيها، في عقاب جماعي واضح"، مضيفاً أنه "كان من المفترض أن تبدأ اليوم ورشات إصلاح ما دمره الاحتلال في الاجتياحات السابقة بقرار من مجلس الوزراء الفلسطيني، لكن اجتياح اليوم أخّر كل شيء".
ودعا الإيراني إلى ضرورة الاهتمام بمخيم نور شمس، وأن يزور مسؤولون فلسطينيون المخيم لتعزيز صمود الأهالي، وكذلك ضرورة العمل على إطلاع المجتمع الدولي على ما يجري في المخيم من عدوان للاحتلال.
في هذه الأثناء، أكدت "كتيبة طولكرم"، في بيان صحافي، أن مقاتليها نفذوا اشتباكات وكمائن وتفجير عبوات ناسفة خلال اقتحام مخيم نور شمس اليوم، وحققوا إصابات مباشرة ومؤكدة في صفوف الاحتلال، بينها إصابات خطيرة، فيما نعت "الكتيبة" الشهيدين جبعاوي وأبو دغش.
ومن جانبها، أكدت "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، أن الشهيد أسيد أبو علي هو أحد مقاتليها الذين خاضوا اشتباكات مسلحة برفقة مقاومين آخرين ضد قوات الاحتلال في مخيم نور شمس.
في شأن منفصل، أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، بوقف البناء في 17 منزلاً غالبيتها مأهولة، و4 منشآت في قرية سرطة غرب سلفيت شمالي الضفة، بحجة البناء في منطقة مصنفة "ج"، وفق اتفاقية أوسلو، بحسب ما أكدته محافظة سلفيت في بيان صحافي.