أبرز المرشحين لخلافة ستولتنبرغ في حلف شمال الأطلسي بينهم امرأة

12 فبراير 2023
لم يتم الإعلان عن أي ترشيحات رسمية (Getty)
+ الخط -

أكد حلف شمال الأطلسي (الناتو)، اليوم الأحد، أن أمينه العام الذي خدم لفترة طويلة سيترك منصبه في أكتوبر/ تشرين الأول، مما يطلق تكهنات جديدة بشأن خلفه.

يقول دبلوماسيون في بروكسل، إنه لا إجماع حول من يجب أن يحل مكان رئيس الوزراء النرويجي الأسبق ينس ستولتنبرغ، بصفته أكبر مسؤول مدني في التحالف الغربي.

كان بعض الحلفاء يدرسون خطة لتمديد ولايته، للإشراف على تعامل الناتو مع الأزمة التي بدأت مع الحرب الروسية على أوكرانيا. لكن بعيد عودة ستولتنبرغ من اجتماعات رفيعة المستوى في واشنطن، اليوم الأحد، أكدت المتحدثة باسمه أنه سيترك منصبه في وقت لاحق من هذا العام.

وقالت الناطقة باسمه أوانا لونغيسكو، إن ستولتنبرغ "لا ينوي طلب تمديد إضافي لولايته" على رأس المنظمة، موضحةً أن "ولاية الأمين العام مددت ثلاث مرات وخدم حوالى تسع سنوات".

واضافت: "تنتهي ولاية الامين العام في أكتوبر/ تشرين الأول من هذا العام وليس لديه نية لتمديد ولايته مجدداً".

سيسلط قرار الرجل البالغ 63 عاماً الضوء على السباق بين كبار المسؤولين الأوروبيين لاستبداله مع قيام الحكومات بتسريب أسماء مرشحين في وسائل الإعلام.

لطالما كان الأمين العام أوروبياً حتى لو كان لواشنطن التصويت الحاسم على ترشيحه، أو ربما هذه المرة على ترشيحها، إذ من الممكن أن تشغل منصب الأمين العام للناتو امرأة للمرة الأولى منذ تأسيسه.

وعلى الرغم من أن المهمة اليومية تكمن في التنسيق والسعي إلى توافق بين الحلفاء الثلاثين، فإن الخيار نفسه سيُعتبر رمزياً لتوجه الناتو.

هل حان وقت ترشيح امرأة لقيادة الناتو؟

في المرة الأخيرة التي كان مستقبل ستولتنبرغ موضع تساؤلات، في فبراير/ شباط من عام 2022، وعندما تم تعيينه رئيساً مستقبلياً للبنك المركزي النرويجي ثم انسحب لاحقاً، برزت تكهنات حول اختيار امرأة في هذا المنصب.

لسبعة عقود متتالية، ترأس الحلف رجال من أوروبا الغربية، ورأى العديد من المراقبين أن الوقت حان لتتولى امرأة و/أو شخصية من أوروبا الشرقية هذا المنصب.

وتحول التركيز الاستراتيجي للحلف إلى أوروبا الشرقية، حيث يواجه أعضاء جدد في المنظمة على سواحل البلطيق والبحر الأسود دولة روسية عدوانية.

ترى بولندا ودول البلطيق الآن أن تحذيراتها السابقة والمتكررة بشأن موسكو مبررة، ودعت لتسليح ودعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي.

أدى ذلك إلى دعوات للحلف لتعيين شخصية مثل رئيسة وزراء ليتوانيا إنغريدا سيمونيت، أو نظيرتها الإستونية كايا كالاس. واتخذت كلتاهما نهجاً دبلوماسياً متشدداً حيال روسيا.

لكن البعض يرى أن تعيين شخصية من دول البلطيق سيعتبر استفزازاً لروسيا، مما سيدفع الحلفاء الذين يقومون بتسليح وتمويل قوات كييف إلى صراع مباشر مع موسكو.

ويشير مراقبون بسخرية، وبينهم مسؤولون في الناتو، إلى أن كالاس نجحت في الدفاع عن موقف الدول الشرقية، مما أثار استياء العواصم الغربية. 

لم يتم الإعلان عن أي ترشيحات رسمية، لكن دبلوماسيين في بروكسل أشاروا إلى أن هولندا سترشح وزيرة الدفاع كايسا أولونغرن.

فيما ترغب المملكة المتحدة في أن ترى نفسها تقليدياً كجسر بين أوروبا والولايات المتحدة.

وغالباً ما يتم التداول باسم وزير الدفاع البريطاني بين والاس كمرشح محتمل، لكن هذا الأمر لن يروق لـ21 بلداً هم أعضاء في الناتو.

عززت بريطانيا خصوصاً في عهد رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون، صداقتها مع أوكرانيا، لأنها هبت إلى الدفاع عن هذا البلد علناً في المراحل الأولى من الغزو الروسي، لكن بريكست أضر بعلاقات لندن مع العديد من عواصم الاتحاد الأوروبي.

وورد اسم كل من رئيس الوزراء الإيطالي السابق ماريو دراغي البالغ من العمر 75 عاماً، والرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، في الدول الجنوبية الأعضاء في الناتو.

والورقة الأخيرة المفاجئة ستتجلى في اختيار الناتو لأول مرة أميناً عاماً غير أوروبي، بحيث يكون كندياً مثلاً، على غرار نائبة رئيس الوزراء كريستيا فريلاند.

واعترف أحد كبار المسؤولين في حلف شمال الأطلسي بأن "لا إجماع"، وسط معلومات بأن الرئيس الأميركي جو بايدن لم يفكر ملياً بعد في خلف لستولتنبرغ.

تولى ستولتنبرغ منصبه في مقر الناتو ببروكسل في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2014، وأشرف على التحالف الغربي خلال عدة أزمات دولية.

غادر آخر أفراد الناتو والقوات الأميركية أفغانستان في أغسطس/ آب من عام 2021، قبيل سقوط العاصمة كابول بأيدي قوات "طالبان"..

وأشرف ستولتنبرغ أيضاً على رد الناتو على الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/ شباط من عام 2022، والذي تعتبر الحرب الأكثر وحشية على الأراضي الأوروبية منذ أربعينيات القرن الماضي.

كان ستولتنبرغ يشكل جسر تواصل بين الحلفاء الأوروبيين وواشنطن في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي كان ينتقد الناتو باستمرار.

(فرانس برس)

المساهمون