قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، مساء اليوم الخميس، إنّ ما نُشر على لسان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في برنامج تلفزيوني حول المسألة اليهودية، كان اقتباساً من كتابات لمؤرخين وكتاب يهود وأميركيين وغيرهم، ولا يعتبر "إنكاراً بأي شكل من الأشكال للمحرقة النازية".
وأكد أبو ردينة في بيان صحافي، أن موقف عباس من هذا الموضوع واضح وموثق، وهو الإدانة الكاملة للمحرقة النازية ورفض معاداة السامية.
وأضاف أبو ردينة: "نحن نعبر عن استهجاننا وإدانتنا الشديدة لهذه الحملة المسعورة لمجرد اقتباسات لكتابات أكاديمية وتاريخية".
وكانت الولايات المتحدة وألمانيا والاتحاد الأوروبي قد ندّدت، اليوم الخميس، بتصريحات صدرت مؤخراً عن عباس بشأن الهولوكست، واتهموه بتشويه التاريخ والترويج لصور نمطية معادية للسامية، بحسب وكالة "أسوشييتد برس".
وفي خطابه الشهر الماضي أمام قادة حركة فتح، قال عباس إنّ أدولف هتلر قتل اليهود الأوروبيين ليس بسبب معاداة السامية، وإنما بسبب دورهم في المجتمع، مثل إقراض المال بالربا.
وأضاف أن هؤلاء الناس تم التصدي لهم بسبب هذا الدور، وكان من وجهة نظر هتلر تخريباً، لذلك كرههم، وفقاً لعباس.
وترجم معهد أبحاث الإعلام في الشرق الأوسط ومقره واشنطن، الخطاب، واتهم منتقدون المعهد بالترويج لأجندة موالية لإسرائيل.
إلى ذلك، دانت عدة وسائل إعلام ومحللون إسرائيليون تصريحات عباس، وقالت إنها تعتبر "معاداة للسامية".
وادعى معلق الشؤون العربية في القناة الإسرائيلية "13"، إنّ تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية هي "امتداد للأطروحات التي يتبناها منذ كان شاباً، التي أنكر فيها المحرقة النازية".
ومع أن عباس كان قد ألقى بتصريحاته في كلمة له أمام المجلس الثوري لحركة فتح أواخر شهر أغسطس/ آب الماضي، إلاّ أن القناة الإسرائيلية "13" تناولتها في برنامج تلفزيوني، أمس الأربعاء، وهو ما أثار جدلاً واسعاً في إسرائيل.