أحزاب برلمانية في الدنمارك تطالب باستقبال مرضى غزة وجرحاها

20 مارس 2024
من تظاهرة في الدنمارك ضد العدوان على غزة (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أحزاب يسارية دنماركية تدعو الحكومة لاستقبال جرحى ومرضى من غزة للعلاج، مستلهمة من المبادرة الإيطالية التي استقبلت 90 فلسطينياً.
- منظمة "التعاون بين الشعوب" تؤكد على الحاجة الماسة للمساعدة الطبية في غزة، مع تحذيرات من اقتراب الوضع من حافة المجاعة.
- وزيرة الصحة الدنماركية توضح عدم تلقي طلبات محددة للإجلاء الطبي من غزة، وسط انتقادات للحكومة بتجنب دورها الإنساني.

طالبت أحزاب في الدنمارك، أمس الثلاثاء واليوم الأربعاء، بضرورة استقبال كوبنهاغن لجرحى ومرضى من قطاع غزة، متخذين من التجربة الإيطالية نموذجاً. وكانت روما استقبلت حتى الآن نحو 90 من مرضى وجرحى فلسطينيين من غزة.

والتقى حزب "راديكال فينسترا"(يسار وسط) مع الحزبين اليساريين "الشعب الاشتراكي" و"اللائحة الموحدة" في مطالبتهم لحكومة الائتلاف في الدنمارك برئاسة ميتا فريدركسن لأجل "التخفيف عن القطاع الصحي في غزة، من خلال جلب مرضى وجرحى إلى العلاج في المستشفيات الدنماركية".

ونبّه المتحدث باسم الشؤون الخارجية لـ"راديكال فينسترا"، كريستيان فريس باك، إلى أوضاع القطاع الصحي في غزة بقوله لهيئة البث العام (دي آر) إن "نظام الرعاية الصحية (في غزة) يتعرض لضغوط شديدة، وهناك حاجة كبيرة جدا. هذا هو القطاع الذي يجب أن تتدخل فيه الدنمارك".

وأشارت الأحزاب اليسارية إلى أن إيطاليا تعهدت بجلب أكثر من 100 طفل لعلاجهم في مشافيها بينما الدنمارك لم تقم بشيء بعد في هذا المجال. ويحكم روما اليمين القومي المتشدد بزعامة رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني، بينما الدنماركية فريدركسن تنتمي إلى حزب الاجتماعي الديمقراطيين يسار وسط.

 وكانت الخارجية الإيطالية قد أعلنت سابقا عن استقبال 86 جريحا ومريضا معظمهم من الأطفال وعائلاتهم من خلال نقلهم إلى روما بطائرات عسكرية وتوزيعهم على عدة مشافي حول إيطاليا.

ويرى الأمين العام لمنظمة "التعاون بين الشعوب" الدنماركية، تيم هيوتا، أنه "سيكون من الجيد أن تتبع الدنمارك النموذج الإيطالي". وتعتبر هذه المنظمة غير الحكومية منظمة مرموقة في مجال العمل الإغاثي الخارجي، وتحظى باحترام داخل الدنمارك.

وشدد هيوتا في تصريحات متزامنة مع مطالب الأحزاب السياسية على أن المشكلة يجب أن تحل من جذورها وليس فقط أعراضها، داعيا كغيره لوقف الحرب فورا. وأكد على أن الحديث عن مليون شخص على شفا المجاعة "ونقل بضعة مرضى جوا إلى الدنمارك لن يكون بنفسه ما سيحل المشكلة الاساسية".

وأكدت منظمة "التعاون بين الشعوب"، المدعومة من اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية والاتحاد الأوروبي، الاثنين الماضي أن شمال غزة يعيش بالفعل على حافة مجاعة.

وعلى ضوء السجال الذي تحركه وقفات تضامنية مع قطاع غزة وفلسطين في الدنمارك، والتي فرضت نوعا من التغيير في لهجة السياسيين، بمن فيهم وزير الخارجية الدانماركي، الذي دعا إلى وقف فوري للنار، ورفض شديد اللهجة للهجوم على رفح، ذكرت وزيرة الصحة الدنماركية صوفي لود، من حزب فينسترا (يمين وسط) أن "الدنمارك لم تتلق طلبات محددة للإجلاء الطبي للمرضى من غزة. وبالتالي لم تتخذ الحكومة قرارا بشأن ما إذا كان يتعين على الدنمارك أن تتلقى المرضى من غزة".

حزب راديكال فينسترا: يجب على الدنمارك التدخل صحياً

من جهته، رأى فريس باك من حزب راديكال فينسترا (يسار الوسط) أنه "يجب عدم انتظار أن يطلب منا أحد التدخل لأجل أن نقوم بنقل المرضى"، مضيفاً "جميعنا يعلم مدى ضخامة الحاجة إلى هذه المساعدة، وينبغي على الدنمارك أن تتدخل وتقدم مساعدتها من نفسها".

 وشدد باك، وهو المسؤول عن السياسات الخارجية في الحزب على أن "الدنمارك سبق أن عالجت مرضى من أوكرانيا في المستشفيات الدنماركية". وتوقع أن يكون طلب السلطات في غزة هذا الأمر ليس واقعيا، مع الانهيار الحاصل في قطاع غزة.

بدوره، رأى المتحدث باسم الشؤون الخارجية في الحزب "الاجتماعي الديمقراطي" (حزب فريدركسن) يسبر بيترسن خلال تصريحات صحافية، أنه "إذا كان هناك طلب للدنمارك لنقل جرحى ومرضى لعلاجهم فيتعين علينا أن نكون إيجابيين بشأن الأمر، ونرى ما يمكن أن تقدمه الدنمارك".

وينتقد المتضامنون مع فلسطين تلك المواقف الحكومية المتذرعة بأنه "لا تواصل رسميا مع حماس" (المصنفة في تصريحاتهم بأنها إرهابية) لتبرير عدم قيام الدنمارك بدور إنساني مطلوب لمساعدة الفلسطينيين. ويعتبر كثيرون أن الحكومة الدنماركية "تعترف بالسلطة الفلسطينية في رام الله ويمكنها أن تتواصل مع سفارة فلسطين في الدنمارك وأن تنسق معهم، لكن الموقف هو مجرد ذرائع للاستمرار بلعب دور سلبي"، بحسب ما أكد لـ"العربي الجديد" عضو قيادة حزب "اللائحة الموحدة" هانس يورن فاد.

المساهمون