أصدرت المحكمة الإسرائيلية في حيفا، اليوم الاثنين، أحكاما بالسجن على ثلاثة من فلسطينيي الداخل على خلفية منشورات متضامنة مع غزة على شبكات التواصل الاجتماعي.
وهذه الأحكام هي الأولى من نوعها التي تستهدف فلسطينيين من الداخل على خلفية منشورات تتعاطف مع غزة على منصات التواصل الاجتماعي.
وحكمت المحكمة على المعتقل يوسف ذياب (38 عاما)، من مدينة حيفا، بالسجن الفعلي ثمانية أشهر مع غرامة قدرها 3 آلاف شيكل (قرابة 850 دولاراً)، على خلفية منشور على وسائل التواصل أبدى فيه تعاطفه مع غزة.
وكان ذياب قد اعتقل منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، وقدمت النيابة العامة الإسرائيلية لائحة اتهام ضده بتهمة "التحريض والتماهي مع منظمة إرهابية".
المحامية أفنان خليفة للجرمق: "اليوم القاضي أعطى حكم 8 أشهر بحق الشاب يوسف ذياب على تهمة واحدة وهي منشور واحد على الفيسبوك، قرار القاضي مجحف وراح نفحص وندرس القرار لتقديم استئناف". pic.twitter.com/RO7L0ZYAjL
— الجرمق الإخباري (@aljarmaqnet) February 5, 2024
وعلى خلفية التهمة نفسها، حكمت المحكمة على الشاب محمد بدران، من قرية البعنة في الجليل، بالسجن 9 أشهر، والشاب بكر عطور 6 أشهر، ودفع كل منهما غرامة قدرها "3 آلاف شيكل". واعتقل الاثنان منذ أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال المحامية أفنان خليفة الموكلة بالدفاع عن المعتقل ذياب، في حديث لـ"العربي الجديد، إن "هذا الحكم جائر ويعتبر عالياً جداً. سنستأنف القرار بالتأكيد".
واندلعت الحرب على غزة في السابع من أكتوبر 2023 بعد شن المقاومة الفلسطينية هجوماً، أطلقت عليه اسم "طوفان الأقصى"، على مواقع عسكرية ومستوطنات قرب حدود القطاع، رداً على انتهاكات الاحتلال ضد المسجد الأقصى والفلسطينيين في الضفة الغربية، واستمرار الحصار على القطاع.
ومنذ ذلك الوقت، شنّ الاحتلال حرب إبادة على القطاع المكتظ بالسكان، مخلفاً حتى اليوم أكثر من 27 ألف شهيد جلهم من الأطفال والنساء، ودماراً شبه شامل في البنية المدنية ومنازل الفلسطينيين.
وقالت المحامية: "قبل 7 أكتوبر كان الحكم على نشر منشور عمل جماهيري لمدة ستة أشهر. اليوم فُرض سجن فعلي"، مضيفة: "هناك تغيير في الجهاز القضائي وقرارات القضاة بعد 7 أكتوبر".
في سياق آخر، عقدت المحكمة بحيفا جلسة في ملف أسيرة من فلسطيني الداخل حررت في صفقة التبادل الأخيرة مع حركة حماس. وقالت المحامية خليفة إنه "أُجّلت الجلسة لأن النيابة ادعت أنه ليست لديها تعليمات حول كيفية العمل على هذا الملف".
عائلة عبد الحي تفنّد رواية الاحتلال حول قتل ابنها
وفي سياق آخر، فنّدت عائلة عبد الحي، من مدينة الطيرة، رواية شرطة الاحتلال بشأن اغتيال الأخيرة ابن العائلة الشاب مرشد في مدينة بئر السبع، صباح اليوم الاثنين. وقال معاذ عبد الحي شقيق الشهيد لوسائل إعلام محلية: "أفراد الشرطة قتلوه بدم بارد لكونه مواطناً عربياً".
ووفقاً لادعاء الشرطة فإنه "قبل وقت قصير، وصل بلاغ إلى الخط 100 التابع للشرطة الإسرائيلية حول مشتبه به صرخ (الله أكبر) أثناء أعمال شغب ومهاجمة مدنيين في شارع (تسفي) في بئر السبع. ولدى وصول القوات إلى مكان الحادث، تم إلقاء القبض على المشتبه به، بعد أن بدأ بأعمال شغب ومهاجمة أفراد الشرطة، وحاول سرقة سلاح أحد أفراد الشرطة وسيارة للشرطة المدنية".
وزعمت الشرطة أنه "بعد أن استخدموا مسدس الصعق ووسائل أخرى واستمر الشاب في هجومه، أطلقت الشرطة طلقة تحذيرية في الهواء، ثم على ساقه، وجرى إلقاء القبض على المشتبه به وهو من سكان الطيرة، ونقله لتلقي العلاج الطبي وأثناء العلاج جرى اعتقاله، وأعلنت وفاته".
وأضاف شقيقه عبد الحي: "لا نصدق رواية الشرطة بأنه حاول خطف سلاح عنصر من الشرطة وأنه اعتدى عليهم، هذا ليس من سماته، مرشد قتل بدم بارد".
وأوضح عبد الحي أن "مرشد خرج من البيت، وأبلغت الشرطة أن حالته النفسية ليست على أفضل حال، وقام أفراد الشرطة باحتجازه في منطقة الرملة، وقاموا بالتواصل معي، ولكن فوجئت بأنهم أطلقوا سراحه، ثم تواصلوا معي مرة أخرى وقالوا إنه موجود في منطقة بئر السبع، وإنه علي القدوم فتوجهت ووصلت إلى هناك، وعلى مدخل المدينة بدأت الأخبار تتوارد بأن هناك شاباً من الطيرة تم قتله، مباشرة عرفت أن الحديث يدور عن شقيقي".
وقال: "الشرطة تصدر كل فترة تصريحات مختلفة... قالت إنها واجهت أخي بسلاح كهربائي، ومن ثم قام شقيقي المرحوم واعتدى على الناس، ومشى وصرخ في الشارع، ومن ثم أطلقوا الرصاص الحي عليه.. ننفي كل هذه الادعاءات.. ونطالب بأن يسلمونا الكاميرات".
وختم عبد الحي بالقول "لن نسكت على هذه الجريمة، اليوم مرشد وغداً أنا وأنت، لذا يجب علينا أن نقف أمام سفك دمنا، فالجو العنصري يشرعن قتلنا. سنتابع القضية ونطالب بتشكيل لجنة تحقيق، وأن نحصل على كل التوثيقات والأدلة من مكان الجريمة".
وعقّب وزير الأمن القومي، المتطرف إيتمار بن غفير، على جريمة قتل الشاب في بئر السبع: "أنا أدعم الشرطي الذي استخدم سلاحه لحماية نفسه ومحيطه، هكذا يجب التصرف بالضبط: اليقظة ورباطة الجأش. يعمل أفراد شرطتنا ليلاً ونهاراً لتوفير الأمن لمواطني إسرائيل، وبالنيابة عن الدولة بأكملها أحييهم".