كشف الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، في مقابلة مصورة، عن وجود "عصابة أمنية تعمل على شكل شبكة واسعة" في إيران، قائلاً إنها تقف وراء عمليات فساد منظمة وتهريب واغتيال علماء نوويين وانفجارات في منشآت نووية.
وفي حديثه عن مستوى الاختراق في المؤسسة الأمنية الإيرانية، تحدث الرئيس الإيراني السابق، الجمعة، عن أن "أعلى مسؤول لمكافحة التجسس في وزارة الاستخبارات نفسه كان جاسوساً لإسرائيل"، مضيفا أن هذه الشبكة سهلت لإسرائيل تنفيذ "عمليات معقدة كثيرة"، مشيراً إلى سرقة "الموساد" الإسرائيلي أهم الوثائق النووية والفضائية من المراكز الحساسة.
وأوضح أحمدي نجاد، في هذه المقابلة المصورة التي نشرت في يوتيوب، أنه رغم وجود "رجال أمن مخلصين"، إلا أن "العصابة الأمنية هذه لها نفوذ واسع وتمنع الوقوف ضدها"، مؤكداً أن تهديدات هذه العصابة لن تخيفه، متهماً إياها بـ"إحداث الشرخ في الشارع".
وأضاف أنه سيواصل عمله في فضح هذه الشبكة، لافتاً إلى أنه "لم يبق وقت كثير لفضحها"، منتقدا في الوقت ذاته عدم مواجهتها، قائلاً: "عندما سرقت الوثائق من منظمة الفضاء، كتبوا سيناريو لتصوير السرقة على أنها أمر عادي، والحديث عن أن الخزنة لم تفتح ولم تسرق أي وثيقة، بغية الحفاظ على عناصر التجسس وخط الاختراق".
وتساءل الرئيس الإيراني السابق عن اغتيال العلماء النوويين، متهماً وزارة الاستخبارات بالتناقض بعد حادث اغتيال كبير العلماء النوويين الإيرانيين محسن فخري زادة العام الماضي، ومتهماً أيضاً شبكة الاختراق بمنع الكشف عن المتورطين في الاغتيالات. وقال إن الوزارة أحضرت حينها سجناء سابقين وأجبرتهم على التعاون والاعتراف (في التلفزيون) بضلوعهم في الاغتيالات، وجرى تحميلهم المسؤولية، مشيراً إلى أنه اعترض على الأمر في حينه.
وانتقد عدم تحمل أي طرف مسؤولية سرقة الوثائق من "طورقوز أباد" ومنظمة الفضاء، مضيفاً أن "العصابة تمنع المكافحة الحقيقية للفساد في البلاد، وتستغل جهود رجال أمن مخلصين في ذلك، فيما تواجه بعض الفاسدين للتظاهر بمكافحة الفساد، وتعقد صفقات مع الآخرين لتبرئتهم".
وحذّر الرئيس الإيراني السابق من مخاطر "العصابة الأمنية" والأضرار والخسائر التي حملتها على البلاد، قائلا إنه دعا وزارة الاستخبارات إلى "التوجه نحو نطنز (المنشأة النووية) و"طورقوز أباد" لتأمينها بدلا من السعي لكبح الشارع".
من جهتها، علقت وزارة الاستخبارات على تصريحات قديمة لنجاد عن ذات الموضوع، عبر إصدار بيان يوم 31 مايو/أيار الماضي، انتقدت فيه تصريحات الرئيس السابق ضدها، قائلة إن هذه التصريحات "باطلة وغير واقعية وتستهدف تضليل الرأي العام".
وأضافت وزارة الاستخبارات الإيرانية أنه "في الظروف الراهنة وبناء على تأكيد قائد الثورة الإسلامية، يعتبر تعزيز الأمن والوحدة الوطنية، والمشاركة القصوى في الانتخابات، وعدم خلق أرضية لاستغلال الأعداء، من الضروريات الأساسية للنظام"، مؤكدة أنها ستقدم الرد المناسب على المزاعم "المتناقضة مع الحقائق الأمنية".
وجاء كلام الرئيس الإيراني السابق بعد يوم من حديث رئيس "الموساد" السابق يوسي كوهين، الذي تحدث للقناة العبرية الـ12، الخميس، عن استهداف إسرائيل البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك قوله إن "الموساد" كان يراقب العالم النووي محسن فخري زاده لسنوات، وکان قریباً منه جسدياً قبل اغتياله في ديسمبر/كانون الأول الماضي".
واعترف رئيس جهاز "الموساد" السابق بعملية اقتحام الأرشيف النووي الإيراني في قلب العاصمة الإيرانية، في مقر في إحدى ضواحي طهران، احتوى على أسرار المشروع النووي الإيراني، وكيف تم تهريبه رقمياً إلى إسرائيل، حتى قبل خروج عملاء "الموساد" من مقر الأرشيف الإيراني نفسه.
وقال كوهين إن العملية، التي كان من المفترض أن تنتهي في سبع ساعات، كان فيها عشرون شخصاً من عملاء "الموساد" حاضرين في موقع العملية، ولم يكن أحد منهم إسرائيلياً، و"كل هؤلاء العملاء على قيد الحياة، وبعضهم غادر إيران"، وفقاً لقوله.