في مؤشر إلى تصاعد التوتر بين البلدين، قررت وزارة الخارجية الأذربيجانية، اليوم الخميس، طرد 4 دبلوماسيين إيرانيين يعملون في السفارة الإيرانية، بعدما أعلنت أنهم "عناصر غير مرغوب فيهم"، معطية مهلة 48 ساعة لهم لمغادرة الأراضي الأذربيجانية.
وأفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية نقلاً عن وسائل إعلام أذربيجانية بأنّ الخارجية الأذربيجانية استدعت، اليوم الخميس، السفير الإيراني عباس موسوي، مبلغة إياه القرار بطرد الدبلوماسيين الأربعة.
يأتي ذلك في الوقت الذي اعتقلت فيه باكو خلال الأيام الماضية عدداً من مواطنيها بتهمة "التجسس" لصالح إيران.
يشار إلى أنّ العلاقات الإيرانية الأذربيجانية يشوبها توتر منذ أكثر من عامين على خلفية تطورات القوقاز الجنوبي والحرب التي جرت في هذه المنطقة عام 2020 بين أرمينيا وأذربيجان، حيث تتهم الأخيرة طهران بأنها تدعم يريفان، التي تربطها علاقات جيدة مع طهران.
غير أنّ إيران التي تعتبر إقليم ناغورنو كاراباخ منطقة أذربيجانية محتلة، ظلت تنفي الاتهامات الأذربيجانية، متهمة باكو بأنها تسعى إلى تغيير حدود القوقاز وإلغاء حدود إيران مع أرمينيا، البالغة نحو 44 كيلومتراً لربط جمهورية نخجوان بأراضيها.
وخلال العام الماضي، أجرت إيران مناورات متعددة على الحدود مع أذربيجان، محذرة إياها من مغبة تغيير الحدود الجغرافية في منطقة القوقاز.
وظلت إيران تتهم إسرائيل بأنها تسعى إلى إثارة تشنجات وتوترات بينها وبين جمهورية أذربيجان، التي تربطها علاقات جيدة مع تل أبيب توجت أخيراً بفتح سفارة فيها.
وفي سياق هذا التوتر، جاء الهجوم المسلح على السفارة الأذربيجانية في طهران، في يناير/ كانون الثاني الماضي، ليعمق الأزمة والشرخ بين البلدين، حيث قررت باكو بعد ذلك سحب موظفي سفارتها. وأدى الهجوم إلى مقتل حارس أمن أذربيجاني وإصابة آخرين.
وأعلنت طهران أنّ الهجوم كان بدافع شخصي، واعتقلت المهاجم الإيراني الذي قال في تصريحات إنه هاجم السفارة ظناً منه أنّ زوجته الأذربيجانية موجودة في السفارة، مضيفاً أنه عدة مرات راجع السفارة لكنها أعلنت أنّ زوجته ليست هناك. وتبين لاحقاً أنّ زوجته كانت قد عادت إلى أذربيجان بعد خلافات شخصية مع زوجها، الأمر الذي دفع وسائل إعلام إيرانية إلى اتهام باكو بالتواطؤ لتهريب المواطنة الأذربيجانية من دون علم زوجها الإيراني.
بيد أنّ باكو اتهمت طهران بالتفريط في توفير الأمن لسفارتها، وعقب الهجوم على سفارة أذربيجان، بدأ تراشق إعلامي في وسائل الإعلام، احتدم أخيراً، إذ وجه السفير الإيراني عباس موسوي انتقادات لـ"الحملات الإعلامية" ضد بلاده.
والجمعة الماضي، اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إسرائيل بأنها تسعى إلى تحويل أراضي أذربيجان إلى "ساحة لتهديد الأمن القومي لإيران"، وذلك تعليقاً على تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، الخميس الماضي، في مؤتمر صحافي مع نظيره الأذربيجاني جيحون بيراموف.
وقال كوهين خلال حفل افتتاح السفارة الأذربيجانية في تل أبيب: "اتفقت مع وزير الخارجية بيرموف على تشكيل جبهة موحدة أمام إيران".
وأكد كنعاني تنديد بلاده بهذه التصريحات، قائلاً إنّ تصريحات الوزير الإسرائيلي بشأن تشكيل هذه الجبهة وحديث نظيره الأذربيجاني عن "مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية" بين إسرائيل وأذربيجان، تؤكد "الاتجاه المعادي لإيران للتعاون بينهما"، داعياً سلطات أذربيجان إلى تقديم إيضاحات بشأن ذلك.