أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، عن اعتقاده بأن بلاده تفتح أبواب حقبة جديدة مع الولايات المتحدة على أسس "إيجابية وبنّاءة".
وقال، عقب ترؤسه اجتماعاً للحكومة في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة: "عازمون على الاستفادة القصوى من الأجواء الإيجابية التي توصلنا إليها مع الرئيس الأميركي جو بايدن عبر تعزيز قنوات الحوار مع الولايات المتحدة على المستويات كافة"، مشدداً على أن القضايا الخلافية بين تركيا والولايات المتحدة "ستُحل مع مرور الوقت".
وأكد أن مطلب تركيا الوحيد هو احترام حقوقها السيادية في كلّ المجالات السياسية والاقتصادية، ودعم كفاحها ضد التنظيمات الإرهابية.
وأعرب أردوغان عن استعداد بلاده عندئذ لتأسيس وتطوير تحالف وثيق مع الولايات المتحدة، كما هو الحال مع كل دولة، مشدداً على أن العلاقات التي تؤسسها تركيا مع أي دولة ليست بديلاً من علاقاتها مع الدول الأخرى. وتابع: "أعتقد بأننا نفتح أبواب حقبة جديدة مع الولايات المتحدة على أسس إيجابية وبنّاءة".
وأكد أردوغان أن تركيا، صاحبة أكبر جيش بعد الولايات المتحدة داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أوفت بمسؤولياتها كافة تجاه الحلف، معتبراً أن الحلف فشل في إظهار الإرادة القوية المتوقعة منه في العديد من قضايا المنطقة، بدءاً من سورية والعراق وفلسطين وليبيا، وصولاً إلى القرم وكاراباخ.
وأشار إلى أهمية رؤية "ناتو 2030" التي تشكل خريطة طريق الحلف للسنوات العشر القادمة. وتابع: "قمنا بتوجيه انتباه حلفائنا (خلال قمة زعماء الناتو) إلى أولويات بلادنا المتعلقة بمجالات مسؤوليات الحلف، ولا سيما مكافحة الإرهاب".
ولفت أردوغان إلى دور تركيا في مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي، مؤكداً أن بلاده لن تسمح أبداً بتشكيل كيان خطير عبر منظمة إرهابية أخرى (ي ب ك/ بي كا كا) على حدودها الجنوبية.
وأشار إلى مدّ بلاده يد العون لـ9 ملايين طالب لجوء، داخل تركيا وخارجها، وإلى المبادرات التي أقدمت عليها لإرساء الاستقرار والسلام في مناطق شمال أفريقيا وشرق المتوسط والقوقاز. وأردف: "ثبت مجدداً خلال القمة (قمة الناتو) أن من الصعوبة بمكان أن يحافظ حلف شمال الأطلسي على وجوده دون تركيا، فضلاً عن الحفاظ على قوته الحالية".
وذكر أردوغان أنه التقى خلال قمة الناتو مع كل من المستشارة الألمانية ورؤساء لتوانيا ولاتفيا وفرنسا والولايات المتحدة، ورؤساء حكومات المجر وبريطانيا وإسبانيا واليونان وهولندا. واستطرد: "كل هذه اللقاءات عقدت في أجواء إيجابية وبنّاءة لجميع الأطراف".
وعلى صعيد آخر، تطرق الرئيس التركي في حديثه عن زيارته الأخيرة لأذربيجان، معرباً عن فخره بسرعة الشركات التركية في إعادة إعمار المناطق المحررة من الاحتلال الأرميني. وأضاف: "مع البدء بفتح الطرق وحفر الأنفاق وإعادة إنشاء المدن والبنية التحتية للإنتاج، أعتقد أن المنطقة سيكون لها وجه جديد كلياً في غضون عام واحد على أبعد تقدير".
وأشار أردوغان إلى أهمية مدينة شوشة المحررة، لافتاً إلى تخريب مئات الآثار التاريخية فيها إبان الاحتلال الأرميني، وذلك لمحو هويتها التركية.
وشدد على أن أرمينيا، إذا تمكنت من اغتنام الفرصة التي أمامها، ستكون أحد أكثر المستفيدين من عودة السلام والاستقرار للمنطقة.
(الأناضول)