أرمينيا تحض الأمم المتحدة على إرسال بعثة إلى ناغورنو كاراباخ لمراقبة وضع حقوق الإنسان
حضت أرمينيا، السبت، الأمم المتحدة على إرسال بعثة لمراقبة وضع الأرمن في ناغورنو كاراباخ، بعد أن استعادت أذربيجان السيطرة على الإقليم الذي حكمه الانفصاليون على مدى عقود.
وخاطب وزير الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلاً "يجب على المجتمع الدولي بذل كل الجهود من أجل النشر الفوري لبعثة مشتركة من وكالات الأمم المتحدة في ناغورنو كاراباخ بهدف مراقبة وتقييم حقوق الإنسان والوضع الإنساني والأمني على الأرض".
من جهته، أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، السبت، عن "القلق العميق" للولايات المتحدة حيال السكان الأرمن في إقليم ناغورنو كاراباخ وسعيها لتأمين الحماية لهم مع تعزيز أذربيجان سيطرتها على الإقليم.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إنّ بلينكن أعرب، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، "عن قلق الولايات المتحدة العميق حيال السكان الأرمينين في ناغورنو كاراباخ".
وبحسب آخر حصيلة صادرة عن الانفصاليين الأرمن، فإنّ العملية العسكرية الأذربيجانية، التي انتهت خلال 24 ساعة ظهر الأربعاء، خلّفت ما لا يقل عن 200 قتيل و400 جريح.
ويؤجج انتصار أذربيجان المخاوف من رحيل سكان الإقليم البالغ عددهم 120 ألفاً، ولو أنّ أرمينيا أكدت أنّه من غير المتوقع تنفيذ أي عملية إجلاء جماعية.
وأشارت يريفان إلى أنها لا تتوقع تدفقاً واسعاً للاجئين حالياً، لكنها مستعدة لاستقبال 40 ألف أسرة إذا لزم الأمر.
والسبت، دخلت أول قافلة مساعدات تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر ناغورنو كاراباخ، حيث عرض الجيش الأذربيجاني أمام صحافيين على مرتفعات "العاصمة" ستيباناكيرت مئات الأسلحة التي صادرها من الانفصاليين منذ هجومه الخاطف مطلع الأسبوع على هذه المنطقة الانفصالية ذات الغالبية الأرمينية.
وقالت مسؤولة في الصليب الأحمر الدولي التقتها "فرانس برس" عند نقطة التفتيش الأرمينية في كورنيدزور لدى عبور القافلة، إنّ "اللجنة الدولية للصليب الأحمر عبرت ممر لاتشين لتنقل خصوصاً سبعين طناً من المساعدة الإنسانية للسكان".
وتتهم يريفان باكو منذ أواخر عام 2022 بإغلاق هذا الطريق الوحيد الرابط بين كاراباخ وأرمينيا والتسبب بنقص كبير في المواد الأساسية هناك.
وأعلنت أذربيجان السبت أنها تعمل مع روسيا على "نزع سلاح" قوات منطقة ناغورنو كاراباخ، خلال جولة للصحافيين شاركت فيها وكالة فرانس برس.
وفي محيط مدينة شوشا التي تسيطر عليها أذربيجان في ناغورنو كاراباخ والواقعة بالقرب من ستيباناكيرت "المحاصرة" بحسب مسؤولين محليين، عُرضت أمام الصحافيين مئات الأسلحة الخفيفة التي صودرت من الانفصاليين ودبابات تحمل إشارة صليب أبيض.
وفي الساحة حيث عُرضت الترسانة العسكرية، كُتب بأحرف سوداء كبيرة "كاراباخ أذربيجانية". وقال المتحدث باسم جيش أذربيجان آنار ايفازوف للصحافيين في مدينة شوشا إنّ "بالتعاون الوثيق مع جنود حفظ السلام الروس، نعمل على نزع سلاح" القوات الانفصالية و"دعم المدنيين".
وأصيب جندي أذربيجاني في انتهاك لوقف إطلاق النار، وفق ما أعلنت السبت القوة الروسية لحفظ السلام المنتشرة في المنطقة، ما يشير إلى هشاشة الوضع ميدانياً.
(فرانس برس، العربي الجديد)