تبادلت أرمينيا وأذربيجان، اليوم الخميس، اتهامات بإطلاق نار على الحدود بين البلدين الواقعين في القوقاز أوقع قتيلاً وأربعة جرحى قبل أيام من محادثات مرتقبة في بروكسل بين باكو ويريفان، اللتين تتنازعان منذ نحو ثلاثين عاما على منطقة ناغورنو كاراباخ.
وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية، في بيان، إنّ "جندياً في الجيش الأذربيجاني قتل إثر استفزاز من القوات الأرمينية"، متهمة أرمينيا بإطلاق النار من "أسلحة من عيار ثقيل" على مواقع أذربيجانية على الحدود.
من جهتها، أشارت يريفان إلى إصابة أربعة جنود أرمينيين بجروح في هذه المواجهات.
وكانت وزارة الدفاع الأرمينية قالت في بيان صباحاً، إنّ "القوات الأذربيجانية تطلق نيران المدفعية وقذائف الهاون على المواقع الأرمينية في منطقة سوتك" بشرق أرمينيا.
ويأتي ذلك بينما تُجرى محاولات لتخفيف حدة التوتر بين الجارتين وإعادة إطلاق مفاوضات السلام.
وفي هذا الإطار، يُفترض أن يلتقي رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان ورئيس أذربيجان إلهام علييف الأحد في بروكسل، حسب الاتحاد الأوروبي الذي سيتولى رعاية الاجتماع.
وهذا الاجتماع يأتي بعد مناقشات مكثفة، استمرت أربعة أيام في بداية مايو/ أيار في واشنطن بين وفدين من البلدين.
واتهم باشينيان الخميس أذربيجان بالسعي إلى "نسف المحادثات" في بروكسل، مؤكداً في الوقت نفسه أنه لا يزال مستعداً للتوجه إلى هناك.
وقال في مداخلة أمام الحكومة الأرمينية: "لم أغيّر قراري التوجه إلى بروكسل". لكنه اعتبر أن هناك فرصة "ضئيلة جدا" لتوقيع اتفاق سلام مع أذربيجان خلال هذا الاجتماع.
وأضاف رئيس الوزراء الأرميني أنّ مشروع اتفاق سلام "لا يزال في مرحلة أولية، ومن المبكر جدا الحديث عن توقيع محتمل".
الكرملين يحض على ضبط النفس عقب الاشتباكات
إلى ذلك، حض الكرملين، اليوم الخميس، أرمينيا وأذربيجان على تهدئة التوتر على حدودهما المضطربة. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين: "نتوقع نهجا منضبطا من الطرفين ونحضهما على عدم اتخاذ أي خطوات من شأنها زيادة التوتر. سنواصل اتصالاتنا مع باكو ويريفان".
وخاضت أرمينيا وأذربيجان، الجمهوريتان السوفييتيتان السابقتان في القوقاز، حربين، أولاهما مطلع تسعينيات القرن الماضي، والثانية عام 2020، بهدف السيطرة على منطقة ناغورنو كاراباخ التي تقطنها غالبية أرمينية وانفصلت أحادياً عن أذربيجان قبل ثلاثة عقود.
وبعد حرب خاطفة استولت فيها باكو في خريف 2020 على أراض في منطقة ناغورنو كاراباخ، وقّعت باكو ويريفان وقفاً لإطلاق النار بوساطة موسكو. ومذاك ينتشر جنود روس للإشراف على التقيّد بوقف النار في ناغورنو كاراباخ، لكن أرمينيا تشكو منذ أشهر من عدم فعاليتهم.
وتجدد التوتر حين أعلنت باكو في 23 إبريل/ نيسان أنها أقامت أول نقطة تفتيش عند مدخل ممر لاتشين، الرابط البري الوحيد بين أرمينيا ومنطقة ناغورنو كاراباخ التي خضعت لحصار أشهراً عدة تسبب بنقص في السلع والتيار الكهربائي. وهي خطوة اعتبرتها أرمينيا خرقا لوقف النار الأخير المعلن بين الجانبين.
(فرانس برس)