استمع إلى الملخص
- الرأي المخالف يشير إلى الثمن الباهظ للمقاومة، حيث ترد إسرائيل بهدم البيوت وقتل الأبرياء، وسط صمت عالمي، مما يثير تساؤلات حول جدوى المقاومة وحقوقها.
- "طوفان الأقصى" يطرح أسئلة حول دور الشعوب العربية والمجتمع الدولي، بينما تقدم الولايات المتحدة مساعدات إنسانية للبنان، متجاهلة دورها في الصراع.
صحونا في مثل هذا اليوم من العام الماضي على المستحيل، على غير المنتظر والمتوقع، على خبر المقاومة الفلسطينية تضرب إسرائيل، تهاجم إسرائيل، تُوقع قتلى وأسرى، وتُدخِل الكيان الصهيوني في حالة من الذهول والدهشة، هل بإمكان عربٍ أن يهاجمونا؟ وبعد كل هذه السنين؟ ومع سطوتنا وقوتنا وأميركاتنا وأقمارنا وطائراتنا؟ مع ذلك فقد حصل، ولم تنفع معاهدات التطبيع ولا محاصرة المساحة الجغرافية الصغيرة، غزة. لم ينفع التجويع المتواصل على مدى سنوات، لم ينفع التواطؤ العربي ولا الغطرسة الغربية، وانتفض مواطنون على بساطة ما توافر لهم من بعض قوة لقول لا، وأن بإمكان الظلم أن يتوقف.
ولكن الثمن مرتفع وباهظ جداً يقول الرأي المخالف، فإسرائيل تهدم البيوت على رؤوس أصحابها، وتقتل الأبرياء، النساء والأطفال وكل من يوجد على طريق صاروخ أو قنبلة. عشرات آلاف الشهداء والجرحى، دمار ونازحون ومجاعة، والعالم المتحضّر الإنساني جداً يتفرج. حتى أصبحت الجملة الأشهر على مواقع التواصل الاجتماعي: كيف تركتمونا وحدنا عاماً نُباد؟ واليوم، يتلقى لبنان ضربات موجعة، ولا أحد بإمكانه توقّع الحد الذي يمكن أن تصل إليه المأساة، ولا أحد بإمكانه المزايدة على الضحايا والمهجّرين والخائفين على أطفالهم وأرواحهم، ورفع شعارات النضال من خلف شاشات الهواتف.
يطرح "طوفان الأقصى" أسئلة قاسية على الجميع، على شعوب عربية (حيث لا أمل في الحكومات) خذلت غزة، واليوم لبنان، وبخلت عليها حتى برفع الصوت احتجاجاً في مدنها الهادئة، بينما تستفزها وتُنهض هممها مباراة كرة قدم. فيما جاء الدعم من شباب في الجامعات الأميركية والأوروبية لم يتوقف دعمهم إلى اليوم. ويتساءل الجميع حالياً: هل كانت المقاومة على حق عندما قامت بهجومها؟ وهو ما يطرح السؤال الأكبر في المقابل، هل المقاومة حق؟ وتُسائل غزة وبيروت، المجتمع الدولي، هل قتلت إسرائيل فكرة المجتمع الدولي وقوانينه؟ هل عاد قانون الغاب وأصبح حقيقة الأمر الواقع؟
مكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، قال في بيان له، السبت الماضي، إن "الولايات المتحدة تقدم حوالى 157 مليون دولار من المساعدات الإنسانية الجديدة لدعم السكان المتأثرين بالصراع في لبنان والمنطقة". ألا يظن الأميركيون أن منع قنابلهم أفضل من ذلك بكثير؟ لقد أصبحنا نرى أنّ بالإمكان ضرب إسرائيل، من بعيد ومن قريب، من الداخل والخارج، ويمكن إيلامها، وتهجير مواطنيها أيضاً، وهي تسعى لأن يتوقف ذلك، وأن تقتل أي فكرة للمقاومة. لكن لأن المقاومة فكرة وحق فهي لا تموت، على الرغم من كل الدمار.