أسبوع انتخابي واعد لكامالا هاريس.. وتوترات المنطقة قد تفسد عليها صعودها

03 اغسطس 2024
هاريس خلال حملتها الانتخابية في أتلانتا / 30 يوليو 2024 (كايلي مازا/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **ترشيح كامالا هاريس للرئاسة:** ضمنت كامالا هاريس تأييد أغلبية مندوبي الحزب الديمقراطي بعد انسحاب بايدن، لتصبح أول امرأة ملونة تخوض معركة الرئاسة ضد ترامب.

- **التحديات والفرص أمام هاريس:** تواجه هاريس تساؤلات حول قدرتها على الحفاظ على الزخم الانتخابي، مع تحذيرات من تأثير اختيار نائب رئيس غير مناسب أو تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.

- **التوترات في الشرق الأوسط وتأثيرها على الانتخابات:** تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل قد يؤثر سلباً على حملة هاريس، خاصة مع محاولات الإدارة الأميركية لضبط الوضع وحشد القوات في المنطقة.

ضمنت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، الجمعة، تعهّد أكثرية مندوبي مؤتمر الحزب الديمقراطي (أكثر من أربعة آلاف مندوب) بتأييد ترشيحها للانتخابات الرئاسية الأميركية عندما تنعقد هيئته العامة. وبذلك، أصبحت هاريس رسمياً مرشحة الحزب الديمقراطي، وأول امرأة من الملونين الأميركيين تخوض معركة الرئاسة. فوزها بالترشيح جاء ولأول مرة أيضاً عن غير طريق انتخابات المرحلة الأولى (انتخابات التصفية الحزبية) التي فات أوانها، والتي جرى اختصارها بصورة توافقية فرضها انسحاب الرئيس جو بايدن المتأخر من السباق. وساعد في قبول هذه الصيغة المبتورة غياب المنافسة لها من داخل الحزب، إضافة إلى أن انطلاقتها فاقت التوقعات، حيث تمكنت من سد الفجوة مع مرشح الحزب الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب خلال أقل من أسبوعين.

قفزتها السريعة طرحت التساؤل عما إذا كان بمقدورها الاحتفاظ بزخم الانطلاقة، على اعتبار أن قفزتها المفاجئة لا تعود إلى نجوميتها ومواصفاتها الرئاسية، بقدر ما جاءت نتيجة لانسحاب بايدن، وعطش الديمقراطيين إلى بديل له، كما جاءت رداً على النفور المتزايد من ترامب في أوساط المترددين والمستقلين. القراءات مختلفة، منها ما يقول إن "شهر عسل" صعودها لن يطول لأسباب كثيرة، من بينها أن أميركا ليست مستعدة بعد لرئاسة امرأة، وأنها لا تمثل البديل الدسم عن ترامب، فضلاً عن أن دورها وحضورها بصفتها نائبةً للرئيس بايدن كان بالكاد ملحوظاً في السنوات الثلاث ونصف السنة السابقة. وثمة في المقابل من يرجح استمرار تقدمها، على أساس أن هذه الانتخابات فريدة لناحية المقاييس التي تحكم خيارات الكتلة الانتخابية المقرِّرة، والتي بدأت تظهر ترجمتها في "تبخّر فائض قوة ترامب". ومن بين هذا الفريق، جمهوريون بدأوا يتحسسون أن المعركة تسير في هذا الاتجاه حتى الآن، من أبرزهم المخطط الجمهوري المخضرم كارل روف الذي لا يستبعد "أن تخرج هاريس من مؤتمر حزبها بزخم يضعها في الطليعة"، بعد أن تمكنت في الأيام القليلة الماضية من تقليص تقدم ترامب من ثلاث نقاط إلى 0.8 نقطة حالياً. وفي تقديره أن هاريس تبدو قادرة على تحسين موقعها هذا، إلا إذا حصل ما لم يكن بالحسبان، كاختيارها نائبَ رئيس (الثلاثاء المقبل) يثير اعتراض شريحة أو جناح من حزبها. وهناك احتمال آخر قد يؤدي إلى اعتراض أوسع، لو اندلعت مواجهة واسعة في الشرق الأوسط وجرّ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واشنطن إليها، وهو احتمال غير مستبعد في ضوء الاستهدافات الإسرائيلية الأخيرة، من بيروت إلى طهران.

المؤكد في واشنطن أن الرد الإيراني على إسرائيل مسألة وقت قريب لا أكثر، ولا يقل تأكيداً أن نتنياهو عازم على رفع عيار الرد على الرد، وبما يكفل خروج الوضع على السيطرة. الإدارة تعرف أن دعوتها إلى "ضبط النفس" حبر على ورق. ولأنها ليست في وارد ردع نتنياهو "الذي بات يدير سياسة أميركا في المنطقة" بتعبير أحد المراقبين، تراهن الآن على "ضبط" إيران، بحيث يأتي جوابها على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية مخففاً إلى حدّ يمكّن الإدارة من لجم نتنياهو، ووقف المواجهة عند هذه النقطة. المراهنة تجري من خلال حشد المزيد من القوات البحرية والجوية الأميركية في المنطقة، بحيث تكون كافية لحمل طهران على عدم الذهاب بعيداً في عمليتها المرتقبة ضد إسرائيل. والاعتقاد أن إيران قد تلجأ إلى ضربة مختلفة عن الهجوم الجوي على إسرائيل في 13 إبريل/ نيسان الماضي.

ووفق بعض الروايات، فإن لديها الآن أسلحة روسية متقدمة قد تستخدمها في العملية، وفي ذلك ما يعطي الذريعة لإسرائيل كي تمعن في الانتقام. خشية الإدارة أن يؤدي مثل هذا الانفلات إلى زجها في الحرب إلى جانب إسرائيل، وهي التي جددت التزامها ليس فقط بدعم هذه الأخيرة في أي مواجهة، بل أيضاً في النزول إلى جانبها ميدانياً لو انفجر الصراع على مداه. هذا السيناريو عملت الإدارة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على استبعاده، وهو آخر ما تحتاجه هاريس عشية الانتخابات. تغطية إدارة بايدن لفتك إسرائيل بغزة تسببت بهبوط رصيد بايدن في أوساط حزبه وبابتعاد قيادات في الكونغرس عنه بما ساهم في انسحابه. فقط خروجه من السباق الرئاسي ساعد في عودة أصوات العرب والمسلمين واليسار إلى الالتفاف حول هاريس، ما عزز وضعها ونقلها إلى موقع المنافس الجدي لترامب. العودة إلى دعم نتنياهو في حربه يهدد القفزة التي حققتها، ولهذا تنهمك الإدارة حالياً في بذل محاولات وضغوط وتحذيرات لاجتناب توسيع الحرب وانعكاساتها على حملة هاريس. كله بدأ برفض بايدن ردع إسرائيل، وقد ينتهي لو بقي كذلك بخسارة الانتخابات.

المساهمون