أسلحة متطورة لدى حزب العمّال الكردستاني شمالي العراق

14 يونيو 2024
تدريبات لمقاتلين من "الكردستاني" جنوب كركوك، 15 أكتوبر 2015 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حزب العمال الكردستاني طور تسليحه بأسلحة متقدمة كصواريخ "ستريلا" وطائرات مسيرة مفخخة، مستفيدًا من مصادر متعددة ومخلفات داعش، مع تصاعد قدراته الهجومية ضد الجيش التركي.
- القوات التركية نفذت عمليات عسكرية في شمال العراق، مستهدفةً مواقع الحزب وأعلنت عن تحييد 931 عنصرًا خلال عملية "المخلب - القفل"، مؤكدة استمرار العمليات لتأمين الحدود.
- مصادر تمويل وتسليح الحزب تشمل الحصول على الأسلحة من فصائل ضمن الحشد الشعبي وقوات سوريا الديمقراطية، والسيطرة على معابر حدودية، مشكلةً تحديًا أمنيًا لتركيا وإقليم كردستان والعراق.

شهدت ساحة المواجهات المسلحة بين حزب العمّال الكردستاني والقوات التركية، تطورات عدة، بعد ما برز من أسلحة متطورة لدى حزب العمّال الكردستاني كان أبرزها صواريخ "ستريلا" المُضادة للطائرات، وطائرات مسيّرة مفخخة، إلى جانب الصواريخ الحرارية المضادة للدروع. ويعني ذلك حصول مسلحي الحزب على السلاح من مصادر داخل العراق أو سورية، كما استفادوا من مخلفات ما تركه تنظيم "داعش" من أسلحة، لكن السلاح المستعمل حالياً بدا لافتاً من حيث نوعيته.

أسلحة متطورة لدى حزب العمّال الكردستاني

واستهدفت طائرة مسيّرة مفخخة، في الرابع من يونيو/حزيران الحالي، موقعاً للجيش التركي في قضاء العمادية التابع لمحافظة دهوك على الحدود مع تركيا، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام كردية عراقية محلية، قالت إنه لم يتسن معرفة ما أسفر عنه الهجوم. في الأثناء، تواجه فصائل مسلحة في "الحشد الشعبي"، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الاتهامات بمدّ مسلحي حزب العمال الكردستاني بالسلاح، إلى جانب وجود أسلحة متطورة لدى حزب العمّال الكردستاني اشتراها من شبكات بيع أسلحة موجودة في العراق وسورية. كما أن مسلحي الحزب يسيطرون على معابر حدودية مثل معبر بنجوين الحدودي مع إيران.

تواجه فصائل في الحشد الشعبي، إلى جانب قوات قسد، الاتهامات بمدّ مسلحي الكردستاني بالسلاح

وتواصل القوات التركية، منذ منتصف يونيو 2021، سلسلة من العمليات العسكرية الجوية والبرّية في الشمال العراقي، ضمن نطاق نينوى وإقليم كردستان، تتركز في سنجار، وقنديل، وسيدكان، وسوران، والزاب، وزاخو. وتضمنت العمليات الأخيرة قصفاً جوياً واغتيالات طاولت قيادات بارزة في "الكردستاني".

وخلال الشهرين الماضيين، دمّر الطيران التركي الحربي أكثر من 30 هدفاً لمسلحي حزب العمال الكردستاني في مناطق متفرقة من إقليم كردستان العراق، بما فيها مناطق متين، وغارا، وهاكورك، وزاب، وقنديل، بالإضافة إلى تحييد عدد كبير من عناصر حزب العمال الكردستاني، وتدمير مواقع وتحصينات للحزب شمالي العراق، وفقاً لبيانات وزارة الدفاع التركية. كما أعلنت وزارة الدفاع التركية، في 14 مايو/أيار الماضي، عن تحييد 931 عنصرا من حزب العمال الكردستاني خلال عملية "المخلب - القفل" المستمرة شمالي العراق (اسم العملية التركية شمالي العراق)، وذلك منذ 17 إبريل/نيسان نيسان 2022. وتواصل الحكومة التركية تأكيد استكمال تأمين حدودها مع العراق حتى الصيف المقبل، كما استكمال عملياتها العسكرية في سورية (ضد المسّلحين الأكراد).

وبرزت خلال الفترة الماضية أسلحة متطورة لدى حزب العمّال الكردستاني ومنها الصواريخ المضادة للطائرات والدروع، بالإضافة إلى المسيّرات المفخخة، في انتقال لافت على مستوى التسليح، يفتح باب التساؤلات عن مصادر حصوله على هذه الأسلحة، ومصادر التمويل. وفي هذا الإطار، أفاد مراقبون ومسؤولون ومصادر محلية من مناطق نفوذ حزب العمال الكردستاني، "العربي الجديد"، بأن "تفاهم العمال الكردستاني مع فصائل منضوية ضمن الحشد الشعبي، وفّر للمسلحين غطاءً أمنياً معلوماتياً، وتسهيلات في الحصول على الأسلحة، بما فيها الأسلحة الذكية".

مصادر التمويل

وتحدثت مصادر عراقية عدة لـ"العربي الجديد"، عن طرق حصول حزب العمال الكردستاني على أسلحة جديدة ومؤثرة في مواجهته مع تركيا. وقال مسؤول عسكري عراقي في قيادة عمليات نينوى، إن مناطق غرب نينوى الخاضعة لسيطرة فصائل في الحشد الشعبي، ومناطق شمال غرب سنجار، وهي الحدود مع سورية، حيث محافظة الحسكة الخاضعة لسلطة قسد، تعتبر ممرات دخول السلاح والمسلحين لمناطق سيطرة حزب العمال الكردستاني الممتدة من سيدكان وسوران مرورا بقنديل وانتهاء بمنطقة سنجار، وعلى طول يمتد إلى 200 كيلومتر من المناطق والبلدات والتضاريس المعقدة في الشمال العراقي.

مسؤول عراقي: الكردستاني يفرض إتاوات على التجار، ويسيطر على منفذ حدودي مع سورية

من جهته، تحدث مسؤول في وزارة الداخلية العراقية ببغداد، لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم ذكر اسمه، عن أن "الزيارة الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى العراق (إبريل الماضي)، ضمّت وفداً أمنياً، وقد طرح قضية سلاح حزب العمال الكردستاني الجديد ومصادر حصولهم عليه".

وأضاف المسؤول: "غير علاقاته مع فصائل في الحشد ومع قسد السورية، يمتلك العمال الكردستاني نفوذا كبيرا في معبر بنجوين بالسليمانية (مع إيران)، ويحصل من خلاله على تمويل مهم من خلال فرض الإتاوات على التجار، وتهريب المطلوبين لإيران، وتهريب الدولار الأميركي". وأكد أن المبالغ التي يحصل عليها "الكردستاني" توفر له غطاءً كافياً للحصول على الأسلحة بأقل من أسعارها الحقيقية بتأثيرات من فصائل عراقية. وبيّن المصدر أن "حزب العمال الكردستاني يسيطر أيضاً على منفذ حدودي مع سورية يقع في قرية أم الذيبان في قضاء سنجار، وهو على تنسيق مع قوات قسد، ناهيك عن تهريب الأغنام ومواد الحديد والصلب وحتى المخدرات". وأشار إلى أن أسلحة متطورة لدى حزب العمّال الكردستاني تأتي من كل هذه المداخيل.

في السياق، حذّر عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، ريبين سلام، من أن امتلاك حزب العمال الكردستاني للأسلحة المتطورة، "يعدّ تحولا خطيرا يهدد أمن إقليم كردستان". وقال سلام لـ"العربي الجديد"، إن "أسلحة متطورة لدى حزب العمال الكردستاني لا تختلف اليوم كثيراً عن الأسلحة التي تمتلكها الفصائل المسلحة ضمن الحشد الشعبي، وبصراحة يعدّ هذا التداخل خطيراً بالنسبة لأمن العراق ومقدراته المالية التي تصرف على مؤسسة الحشد الشعبي، بالإضافة إلى أن العمال الكردستاني لديه أنشطة اقتصادية وتجارية تمكنه من الحصول على أسلحة من جهات محلية في العراق، وأخرى خارجية".

وأضاف سلام، أن "أسلحة متطورة لدى حزب العمال الكردستاني مثل الطائرات المسيّرة المفخخة والصواريخ المضادة للدروع، تستخدم في مناطق النزاع مع القوات التركية، وعادة ما تترك توترات وضحايا من المدنيين والمزارعين في تلك المناطق، بالإضافة إلى أنها تهدد القوات العراقية من حرس الحدود". وأضاف أن "مسؤولية حماية المناطق من أسلحة العمال الكردستاني والانتشار المسلح لهذا الحزب، تقع على عاتق الحكومة الاتحادية في بغداد، ولا بد من فكّ شفرة التحالف غير المعلن ما بين الفصائل العراقية ضمن الحشد الشعبي ومليشيات العمال الكردستاني".

وبحسب كاميران حسن، وهو ضابط متقاعد من قوات البيشمركة الكردية، فإن "حزب العمال الكردستاني، كان قد حصل على أسلحة من معسكرات ومقرات القوات العراقية (الجيش والشرطة) التي انسحبت من محافظة نينوى إبان اقتحام عناصر داعش للمحافظة في عام 2014، ثم استولى على أسلحة كثيرة بعد طرد عناصر التنظيم وتحرير نينوى عام 2017، وجرّاء ذلك فقد حصل على أسلحة خفيفة ومتوسطة كثيرة". وأضاف حسن في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "أسلحة متطورة لدى حزب العمال الكردستاني في العراق، حصل عليها مسلحوه من فصائل الحشد الشعبي وتحديداً الفصائل التي تعرف بالولائية، وهي شديدة القرابة بإيران، وتمتلك معامل ومصانع لإنتاج الأسلحة والصواريخ والطائرات المسيّرة".