شكك أعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، أمس الثلاثاء، في استراتيجية الرئيس جو بايدن في التعامل مع هجمات الحوثيين على السفن التجارية، وأكدوا أنه يجب عليه الحصول على تفويض للعمل العسكري المستمر ضد الجماعة المتمركزة في اليمن.
وتنفذ الولايات المتحدة ضربات شبه يومية على الحوثيين الذين يسيطرون على المناطق الأكثر كثافة سكانية في اليمن. وتقول الجماعة المتحالفة مع إيران إن هجماتها على السفن تأتي تضامناً مع الفلسطينيين الذين تشن إسرائيل عليهم حرباً في غزة.
ولم تفلح الضربات حتى الآن في وقف هجمات الحوثيين التي أشاعت الاضطراب في التجارة العالمية وزادت كلفة الشحن.
وقال السيناتور الديمقراطي تيم كين، خلال جلسة استماع بالكونغرس مع مسؤولي البنتاغون ووزارة الخارجية، إنّ لديه مخاوف جدية بشأن السلطة القانونية التي كانت إدارة بايدن تعتمد عليها في الضربات وكذلك تأثيرها.
وقال كين "عند السعي لإرساء الردع، لا أعتقد أنك ستفعل ذلك إذا أصبحت الضربات المئتان 400 ضربة، أو 800، أو 1200 ضربة".
وأضاف "أعتقد أنكم ستعيدون إرساء الردع عندما نحصل على صفقة رهائن تقودنا إلى هدنة، وتقودنا إلى إيصلل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتقودنا إلى القدرة على مناقشة إمكانية تمديد فترة الهدنة مهما كانت".
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس الثلاثاء، إن ضرباتها التي بدأت في يناير/ كانون الثاني دمرت أو عطلت حتى الآن 150 صاروخاً ومنصة إطلاق بالإضافة إلى رادارات ومخازن أسلحة وطائرات مسيرة.
وقال الحوثيون، أمس الثلاثاء، إنهم لن يعيدوا النظر في هجماتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة على الملاحة الدولية في البحر الأحمر إلا بعد أن تنهي إسرائيل عدوانها في قطاع غزة.
وقال السيناتور كريس ميرفي، الذي يرأس اللجنة الفرعية للشرق الأوسط التابعة للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، في جلسة استماع للنظر في العمل العسكري: "يقتضي الدستور أن يفوض الكونغرس بأعمال الحرب... أقسمنا يميناً على اتباع الدستور. إذا كنا نعتقد أن هذا عمل عسكري عادل وأنا أعتقد ذلك، فيجب علينا إذن إجازته".
وقال ميرفي، عضو الحزب الديمقراطي، إنه سيجري محادثات مع زملائه لتقديم مثل هذا التفويض.
وقال السيناتور الجمهوري تود يونغ إن لديه شكوكاً بشأن استراتيجية الإدارة الأميركية.
وقال يونغ "من الضروري أن ترد الإدارة على هذه التصرفات مع إظهار أنها استراتيجية لردع العدوان وكذلك عقيدة قانونية مناسبة". وأضاف "حتى الآن، لم أر مثل هذه الاستراتيجية مطروحة".
ويمنح الدستور الأميركي الكونغرس، وليس الرئيس، الحق في التفويض بالحرب، لكن بنوداً في القانون الأميركي تمنح البيت الأبيض سلطة شن عمل عسكري محدود في الخارج.
ليندركينغ: نشطاء إيرانيون في اليمن يساندون الحوثيين
وفي السياق، أفاد مسؤول أميركي، الثلاثاء، بأنّ نشطاء من إيران و"حزب الله" اللبناني يقدمون الدعم داخل اليمن للحوثيين لشن هجماتهم ضد الملاحة الدولية.
ونقلت وكالة فرانس برس عن المبعوث الأميركي الخاص لليمن تيموثي ليندركينغ قوله، أمام لجنة فرعية في مجلس الشيوخ، إنّ إيران "تجهّز وتسهّل" هجمات الحوثيين التي استدعت رداً عسكرياً من الولايات المتحدة وبريطانيا.
وأضاف ليندركينغ "تشير تقارير عامة موثوقة إلى أن عدداً كبيراً من نشطاء حزب الله الإيرانيين واللبنانيين يدعمون هجمات الحوثيين من داخل اليمن"، وتابع "لا أستطيع أن أتخيّل أن الشعب اليمني يريد هؤلاء الإيرانيين في بلاده. هذا يجب أن يتوقف".
وكان البيت الأبيض قد اتهم، في ديسمبر/ كانون الأول، إيران بأنها "متورطة إلى حد كبير" في التخطيط للهجمات التي يقول الحوثيون إنهم يشنونها تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.
وليندركينغ، الذي تعامل مع الحوثيين منذ وصول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض، أقرّ بأنه لم يتم ردع الحوثيين.
واعتبر المبعوث الأميركي أن مواصلة الحوثيين شن الهجمات "وقولهم علناً إنهم لن يتوقفوا حتى يتم وقف إطلاق النار في غزة، مؤشر إلى أننا لسوء الحظ لم نصل بعد إلى النقطة التي يعتزمون فيها التراجع".
وللولايات المتحدة تحالف، أطلق عملية "حارس الازدهار"، التي تهدف إلى حماية حركة المرور التجارية من هجمات الحوثيين. وأطلق الاتحاد الأوروبي مهمة بحرية إلى البحر الأحمر "لاستعادة حرية الملاحة وحمايتها".
(رويترز، فرانس برس)