أكبر حزب في البرلمان الأوروبي يواجه خطر الانقسام

01 مارس 2021
هدد أوربان بانسحاب كتلة حزبه المؤلفة من اثني عشر نائبا (Getty)
+ الخط -

تتصارع، منذ سنوات، عائلة حزب الشعب الأوروبي، والمكونة من 187 نائبا، غالبيتهم من حزب "الاتحاد المسيحي الألماني"، والذي يضم حزب المستشارة ميركل "المسيحي الديمقراطي"، والشقيق الأصغر "الاجتماعي المسيحي"، إلى جانب أحزاب أوروبية أخرى، مع شريكهم في التكتل الأوروبي حزب "فيديس" الذي يتزعمه المجري فيكتور أوربان.

ويبدو حاليا أن الأمور وصلت إلى طريق مسدود بين الطرفين، بعد أن وافقت كتلة الحزب على مقترح يقضي بتعديل النظام الداخلي خلال الجلسة المقررة يوم الأربعاء المقبل، الأمر الذي دفع أوربان إلى التهديد بانسحاب كتلة حزبه المؤلفة من اثني عشر نائبا من الكتلة البرلمانية لحزب "الشعب" في بروكسل، مع دخول القواعد الجديدة حيز التنفيذ.

وكتب أوربان رسالة إلى رئيس كتلة "الحزب الأوروبي" المنتمي إلى "الاجتماعي المسيحي الألماني"، مانفرد فيبر، نشرتها نائبته في الحزب كاتالين نوفاك على "تويتر"، وجاء فيها أن "التغيير في القواعد الإجرائية سيؤدي إلى تعليق مشكوك فيه قانونيا لأعضاء منتخبين في البرلمان الأوروبي، وإذا لم يكن فيديس مرحبا به، فنحن لا نشعر أننا مضطرون إلى البقاء في المجموعة".

يشار إلى أن التعديل المقترح على النظام الداخلي يهدف إلى التمكين من تعليق عمل كتل بأكملها أو استبعادها في ظروف معينة، ويتطلب ذلك أغلبية بسيطة، تزيد عن 50% من أعداد النواب الحزبيين الذين أدلوا بأصواتهم.

التعديل المقترح على النظام الداخلي يهدف إلى التمكين من تعليق عمل كتل بأكملها أو استبعادها في ظروف معينة

وتعود توجهات كتلة حزب "الشعب" لإجراء هذا التعديل، بعد أن تخلفت بعض الكتل الحزبية عن الالتزام بالقيم الأساسية للاتحاد الأوروبي، إضافة إلى التهجمات اللفظية على مسؤولين في بروكسل، في إشارة إلى أوربان، الذي هاجم خلال الفترة الماضية رئيس المفوضية السابق، جان كلود يونكر.

رسالة أوربان، وفق ما ذكرت صحيفة "دي فيلت"، لاقت انتقادات بين النواب الأوروبيين، ومن بينهم النائب النمساوي اوتمار كاراس، الذي اعتبر أن الحزب لن يكون تحت الضغط، وسيتم تعديل القواعد الإجرائية، الأربعاء المقبل، كما هو مخطط لها.

ويأتي هذا التوجه بعد أن ناقش "المسيحيون الديمقراطيون" في البرلمان الأوروبي، منذ فترة طويلة، استبعاد الحزب المجري اليميني المحافظ، إنما لم يكن هناك قرار واضح، بل مناظرات وحجج وتدخلات أدت إلى إطالة الحسم.

 إلى ذلك، أبرزت بعض التعليقات أن أوربان يحاول مرة أخرى استلام زمام الأمور، ليجبر حزب الشعب الأوروبي على اتخاذ قرار التأجيل.

وفي هذا السياق، اعتبرت الكاتبة كاترين كالفايت، في تصريحات لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ"، أن حزب "فيديس"، هو الذراع الممتدة لحكومة أوربان في بروكسل، والتي تعرضت لانتقادات بسبب ديمقراطية الأخير غير الليبرالية وازدرائه للفكرة الأوروبية، حتى إن أسلوب أوربان أصبح أكثر وضوحا ويمهد تعاطيه لانفصال عن الاتحاد الأوروبي، سواء فيما يتعلق بمكافحة الأوبئة واللقاحات أو الهجرة أو القيم، إلى مواضيع الحريات والإعلام وانتهاك سيادة القانون.

وأضافت كالفايت "يبدو أن القرار اتخذ لإجراء التعديلات، والأمور تسير بشكل أسرع من المتوقع، إنما من غير المعلوم ما إذا كان سيتم استبعاد فيديس بعد أن استنفذ الفرصة التي منحت لأوربان وحزبه للتحسين بدلا من المواجهة، وهي التي ذكاها في أوقات سابقة حزب الاتحاد المسيحي في ألمانيا، وبدلا من ذلك برهن على أنه غير مستعد لتقديم التنازلات، ولم يغير مساره، ومنعت المجر لأوقات معينة إقرار ميزانية الاتحاد الأوروبي، فارضة شروطها بخصوص كيفية صرف الأموال التي ستتلقاها".

ويستعد حزب "فيدس" لانتخابات عام 2022، وسط خشية من أن يدخل أوربان في مواجهات جديدة داخلية مع حزب "الشعب الأوروبي"، على غرار ما يحدث حاليا في بروكسل.

 
المساهمون