استمرّت قوات النظام السوري، اليوم الأربعاء، في عملية التسوية والانتشار في بلدات ومدن ريف درعا الغربي التي خضعت للاتفاقات المفروضة برعاية روسية بين النظام واللجان الممثلة للأهالي، حيث بلغ عدد المسوّين لأوضاعهم أكثر من ألفي شخص في المحافظة منذ دخول درعا البلد بموجب التسوية في السادس من سبتمبر/ أيلول الجاري.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن قرابة 300 شخص من أبناء بلدة تل شهاب بريف درعا الغربي أجروا تسوية مع النظام السوري خلال الساعات الماضية، فيما تستمرّ قوات النظام بعملية التسوية والانتشار، تمهيداً لتفتيش البلدة لاحقاً، بناءً على اتفاق تسوية تم مع وجهاء المنطقة.
ودخل عدد من مدن وبلدات ريف درعا الغربي في عمليات تسوية مع النظام السوري برعاية روسية، عقب تمكن النظام من إخضاع درعا البلد لشروطه، وإجبارها على الدخول في تسوية تحت التهديد بالخيار العسكري.
وذكرت المصادر أن قرابة ألف شخص أجروا تسوية خلال الأسبوع الماضي وحتى مساء أمس الثلاثاء، في البلدات والمدن التي خضعت للتسوية بريف درعا الغربي، وجرى تسليم المئات من قطع السلاح الخفيف، كما انتشرت قوات النظام في العشرات من المواقع، وذلك يمهّد للنظام بسط سيطرته الكاملة على درعا. وأضافت المصادر أن عدد الأشخاص الذين أجروا التسوية منذ خضوع درعا البلد وحتى اليوم في عموم درعا تجاوز ألفي شخص، وليس هناك عدد دقيق حتى الآن حيث إن العملية لا تزال مستمرة.
ودخلت بلدات ومدن طفس والمزيريب واليادودة وتل شهاب في اتفاقات التسوية بعد اتفاق درعا البلد، وانتشرت قوات النظام فيها وفي محيطها، ومن المتوقع أن تبدأ عمليات التسوية أيضاً في مدن وبلدات نوى وجاسم وإنخل خلال الأيام المقبلة.
وقال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن النظام لم يكشف بعد عن العدد الحقيقي لمن أجروا التسوية، ومن المتوقع أن يبالغ أيضاً في الأرقام، مضيفاً أن معظم الذين يقومون بالتسوية هم مطلوبون للتجنيد الإجباري وليس لديهم نشاط ضد النظام، وسيتم منحهم مدة ثلاثة أشهر من أجل الالتحاق بـ"شعب التجنيد".
تسوية جديدة في زيزون
وبدأ النظام السوري، اليوم الأربعاء، بعملية تسوية جديدة في بلدة زيزون بريف درعا الغربي جنوبي البلاد بعد بلدة تل شهاب.
وقال الناشط أبو محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن النظام السوري بدأ صباح اليوم بعملية تسوية جديدة في ريف درعا الغربي، حيث أقام مركزاً للتسوية في بلدة زيزون، وبدأت قواته بالانتشار هناك تطبيقاً لاتفاق التسوية مع وجهاء البلدة. وأضاف الناشط أن قوات النظام بدأت أيضاً بحملة تمشيط وتفتيش في محيط البلدة بناءً على اتفاق التسوية مع اللجنة المركزية.
وحتى صباح اليوم، كانت قد دخلت بلدات ومدن طفس والمزيريب واليادودة وتل شهاب في اتفاقات التسوية بعد اتفاق درعا البلد، وانتشرت قوات النظام فيها وفي محيطها، ومن المتوقع أن تبدأ عمليات التسوية أيضاً في مدن وبلدات نوى وجاسم وإنخل والعجمي ونهج والفوار خلال الأيام القادمة.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن عدد الذين أجروا تسوية حتى صباح اليوم في بلدة تل شهاب بلغ قرابة 400 شخص، فيما بلغ عدد الذين أجروا تسوية في عموم درعا وريفها الغربي قرابة 2500 شخص.
وفي إطار تنفيذ التسويات، زار محافظ درعا التابع للنظام ابراهيم شربك، مع عدد من مدراء المؤسسات الخدمية والمسؤولين، برفقة الشرطة الروسية، عدداً من المدارس والمشفى الوطني في مدينة طفس. في حين استمرت قوات النظام في عمليات إزالة السواتر الترابية من حاجز السرايا الفاصل بين أحياء درعا البلد وطريق السد والمخيمات، ومركز مدينة درعا، كما أخلت قوات النظام حاجز المخابرات الجوية الواقع بين المنطقة الصناعية ومخيم درعا.
وذكر "تجمع أحرار حوران" (تجمع لصحافيين وناشطين ينقل أحداث الجنوب السوري) أن قوات النظام أزالت السواتر الترابية وفتحت كافة الطرقات الرئيسية والفرعية في مدينة درعا، وفق الاتفاق بين لجنة النظام الأمنية ولجنة درعا البلد.
قتيل وجرحى في ريف الرقة
إلى ذلك، قالت مصادر مقربة من "قسد"، إن قصفاً من مناطق سيطرة الجيشين التركي والوطني السوري استهدف قرية دبس في ناحية عين عيسى بريف الرقة بعد منتصف الليلة الماضية، ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة، وذكرت المصادر أن القصف المدفعي وقع على القرية أثناء مناوشات بين "قسد" و"الجيش الوطني السوري" قرب الطريق الدولي "إم 4".
وقالت المصادر إن مقاتلين من "الجيش الوطني السوري" حاولوا التقدم على محور الطريق الدولي إلى قرية دبس، لكنهم لقوا مواجهة من عناصر "قسد"، ما دفعهم للتراجع، مضيفة أن مدنياً أصيب بجروح جراء استهدافه من قبل قناص في ناحية فاطسة في المنطقة ذاتها، حيث تشهد خطوط التماس بين "قسد" و"الجيش الوطني" توتراً مستمراً.
إلى ذلك، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن مجهولين يُرجح أنهم من خلايا تنظيم "داعش" هاجموا رجلاً وزوجته وابنته في بلدة البصيرة الخاضعة لـ"قسد" بريف دير الزور، ما أسفر عن مقتل الرجل بعد إصابته بجروح خطيرة. وذكرت مصادر أن الرجل كان سابقاً عنصراً لدى "قسد".
وذكرت المصادر ذاتها أن مجهولين أيضاً ألقوا بقنبلة يدوية على فرن للخبز في حي الشبكة بمدينة الشحيل الخاضعة لـ"قسد" في ريف دير الزور الشرقي أيضا، ولم تنتج عنها أضرار بشرية، ولفتت المصادر إلى أن حالة الفلتان الأمني في مناطق "قسد" لا تزال مستمرة والهجمات تطاول المدنيين والعسكريين دون تمييز.
وتتهم "قسد" خلايا تنظيم "داعش" بالوقوف وراء الهجمات، وتشنّ بذريعتها حملات اعتقال، إلا أن تلك الحملات لم تؤدِ إلى توقف الهجمات التي تختلف وتيرتها من حين لآخر، وذلك منذ سيطرة "قسد" على المنطقة وإعلانها النصر على "داعش" عسكرياً في سورية.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن "قسد" داهمت اليوم منزلاً في بلدة الهول جنوبي الحسكة واعتقلت ثلاثة أشخاص لأسباب مجهولة.
من جانب آخر، تحدثت المصادر عن إصابة شخصين بجروح جراء انفجار لغم أرضي في محيط قرية خنزير بريف الرقة الشمالي الخاضع لسيطرة "قسد".
قتيل وخسائر في إدلب
إلى ذلك، قال الناشط مصطفى المحمد في حديث مع "العربي الجديد"، إن الطائرات الحربية الروسية قصفت بالصواريخ مناطق في محيط بلدة كنصفرة بجبل الزاوية جنوبي إدلب، متسببة بمقتل شخص وإصابة آخرين بجروح، فضلاً عن أضرار مادية في الأراضي الزراعية. وذكرت مصادر أخرى أن القصف طاول كنصفرة ومحيطها بتسع غارات جوية، مشيرة إلى أن القتيل والجرحى كانوا من عناصر "هيئة تحرير الشام".
وترافق القصف الجوي مع قصف مدفعي من قوات النظام السوري لمناطق متفرقة من جبل الزاوية، وعلى قريتي القاهرة والعنكاوي في ريف حماة الشمالي الغربي المتاخم لريف إدلب الجنوبي.
في المقابل، قصفت فصائل المعارضة المسلحة مواقع لقوات النظام على محور قرية الملاجة بريف إدلب الجنوبي، وعلى محور تلال الكبينة في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، موقعة جرحى في صفوفه، كما جرحت عنصراً للنظام بنيران القناصة على المحور ذاته.
من جانب آخر، أعلنت وزارة الدفاع التركية اليوم إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص حاولوا التسلل من سورية إلى ولاية هاتاي جنوبي البلاد، مضيفة أن التحقيق مع الأشخاص الثلاثة يظهر أنهم من عناصر تنظيم "داعش".