- الشرطة الإسرائيلية اعتدت بالضرب على مصلين، وفرضت غرامات مالية على مركبات المواطنين، بينما أقيمت صلاة الغائب على أرواح شهداء غزة.
- الحرب الإسرائيلية على غزة خلفت أكثر من مائة ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً، وسط تجاهل لقرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار واتهامات بارتكاب إبادة جماعية.
أدى أكثر من 60 ألف فلسطيني، اليوم الأربعاء، صلاة عيد الفطر في المسجد الأقصى في القدس المحتلة من دون أيّ أجواء احتفالية، حزناً على ضحايا الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 6 أشهر.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إنّ أكثر من 60 ألف شخص أدّوا اليوم صلاة العيد في المسجد الأقصى المبارك، وسط انتشار كبير لقوات الاحتلال الإسرائيلي على أبواب المسجد والبلدة القديمة من القدس. وخلت المدينة من أي أجواء احتفالية، في ظلّ حرب إسرائيلية مستمرة على غزّة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقال شهود عيان لوكالة الأناضول إنّ الشرطة الإسرائيلية اعتدت بالضرب على مصلين أثناء دخولهم إلى المسجد وخروجهم منه في منطقتي باب الأسباط وباب السلسلة في البلدة القديمة. وأقام عدد من المبعدين عن الأقصى بقرارات من الشرطة الإسرائيلية الصلاة عند الأبواب الخارجية للمسجد. وبينما كان المصلون يؤدون الصلاة في الأقصى حرّرت طواقم من بلدية الاحتلال في القدس مئات المخالفات بقيمة 500 شيكل (نحو 150 دولاراً) لكلّ مخالفة بحق مركبات المواطنين المتوقفة عند بابي العامود والأسباط.
وأدى المصلون صلاة الغائب على أرواح شهداء غزّة الذين استشهدو خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع. ومع انتهاء الصلاة، توجه فلسطينيون إلى المقابر القريبة من البلدة القديمة لقراءة الفاتحة على أرواح أقاربهم. وركّز خطيب المسجد الأقصى في خطبة صلاة العيد على جرائم الاحتلال ضد المدنيين في غزّة، موجّهاً النقد الشديد لـ"الظالمين والمتآمرين والمنبطحين"، ووجّه التحيّة للغزيين بقوله: "سلام على أهل غزّة في رمضان وصبيحة العيد، إنّ صمود أهل فلسطين شاهد على وفائهم وهم على الحقّ ظاهرين".
وكانت الفعاليات المقدسية قد أعلنت اقتصار الاحتفال بعيد الفطر هذا العام على الشعائر الدينية، بالنظر إلى ما يعانيه الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة في ظلّ حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزّة. واختفت معظم مظاهر الاحتفال التي كانت تجري سنوياً للأطفال داخل باحات الأقصى بهذه المناسبة، على خلاف العادة.
وتزامناً مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، تشهد مدن وبلدات الضفة الغربية بما فيها القدس، اقتحامات متواصلة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، ترافقها حملات اعتقال ودهم وتخريب للبنية التحتية. وإضافة إلى المعتقلين، استشهد 459 شخصاً وجرح نحو 4 آلاف و750 جريحاً، وفق بيان لوزارة الصحة الفلسطينية، الأحد.
وخلّفت الحرب على غزّة أكثر من مائة ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية. وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".