أحيا أكراد العراق، اليوم السبت، الذكرى الرابعة لاستفتاء انفصال الإقليم عن العراق، والذي جرى في محافظات كردستان العراق، إضافة إلى مدينة كركوك والمناطق المتنازع على إدارتها بين حكومتي بغداد وأربيل، محذرين من استمرار السياسات الخاطئة في البلاد.
وفي الـ25 من سبتمبر/ أيلول 2017، كان الإقليم قد أجرى الاستفتاء الذي دعا إليه رئيس الإقليم حينذاك مسعود البارزاني، والذي أحدث انقلابا في العلاقة بين حكومتي بغداد وأربيل، إذ دخل الجيش العراقي و"الحشد الشعبي" إلى كركوك والمناطق المتنازع عليها، وأجبروا قوات البشمركة على الانسحاب منها. كما فرضت عقوبات اقتصادية واسعة وأخرى إدارية، منها فرض منطقة حظر جوي على الإقليم وإغلاق الحدود. كما استجابت كل من طهران وتركيا لطلب بغداد إغلاق حدودها مع محافظات الإقليم ووقف التعامل معها.
واليوم السبت، أثنى البارزاني على "المشاركة الواسعة للسكان في إقليم كردستان بالاستفتاء"، وقال في تغريدة له "كانت نسبة التصويت بنعم 93 بالمائة من الكردستانيين في يوم الاستفتاء"، معتبرا ذلك "انتصارا عظيما وتاريخيا".
وأضاف "في ذكرى ذلك الانتصار أوجه التهاني لشعب كردستان، وأشد على أيدي المناضلين الذين لم ينحنوا، وأقبل عيونهم".
The positive response of 93% of the participants of the Kurdistan Independence Referendum was a historic achievement. On the 4th anniversary of that spectacular victory, I commend the heroic people of Kurdistan for invariably refusing to bow down.
— Masoud Barzani (@masoud_barzani) September 25, 2021
رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني دعا من جهته إلى "ضرورة أن يكون الإقليم شريكا حقيقيا في الدولة الاتحادية العراقية، من خلال المشاركة بالسلطة بأشكالها كافة، وهذا سيضمن استقرار العراق الجديد والحفاظ على وحدة أراضيه".
وقال في كلمة له خلال مؤتمر أطلق عليه اسم "العراق: قدر مأساوي"، عقد في أربيل، إن "شعب كردستان عانى كثيرا على مدى 100 سنة، وللأسف، لا يزال الشعب الكردي يكافح لنيل حقوقه، كما أنه كان يخشى دائما من الماضي، واليوم لا يزال خائفا من الحاضر والماضي".
وشدد على أن "الصراع على السلطة هو المشكلة الرئيسية في العراق، وكذلك عندما يريد طرف فرض وجهة نظره على الأطراف الأخرى أو يلجأ إلى استخدام القوة أو العقاب لحسم المشاكل التي كانت دائماً ما تحدث في العراق".
وحذر من أنه "إذا استمرت الأخطاء السياسية نفسها، وتهميش المكونات بنفس عقلية فرض القوة، فإنه من المؤكد سيولد غدا تنظيم مماثل لداعش"، مشيرا إلى أن "العراق بلد المكونات، ومنذ تأسيسه تشكل وفق ثلاث ولايات (الموصل، وبغداد، والبصرة)، واستندت هذه الولايات إلى التوزيع الجغرافي والموروث الثقافي، وأن الكرد في الشمال من العراق".
أما النائب عن "الحزب الديمقراطي الكردستاني" بشار الكيكي، فقال في تغريدة له، "في ذكرى الاستفتاء الكردستاني، أثبت الحزب الديمقراطي بما لا يقبل الشك، المصداقية في الشعارات، والاستقلالية في القرارات".
في ذكرى الاستفتاء الكوردستاني،
— Bashar Al kiki (@BasharKiki) September 24, 2021
الحزب الديمقراطي الكوردستاني اثبت بما لايقبل الشك :
* المصداقية في الشعارات
* الاستقلالية في القرارات
د ساڵڤەگەرا ڕیفڕاندۆما کوردستانێ دا ، بێ گۆمان پارتی دیمۆکراتی کوردستان سەلماند کو :
* ڕاستگۆیە د دروشمێت خۆدا.
٭سەربخۆیە دبڕیارێت خۆدا.
يشار إلى أن أزمات كثيرة ما زالت عالقة بين بغداد وأربيل، وتتجدد في كل عام، بعضها اقتصادية تتعلق بحصة الإقليم من الموازنة الاتحادية للبلاد، وواردات نفط الإقليم، وواردات المنافذ الحدودية له، وأخرى سياسية تتعلق بالمناطق المتنازع عليها، وغيرها من الملفات التي لم يتوصل الطرفان فيها إلى أي حل لها على مدى الحكومات السابقة.