قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت للمسؤولين الأميركيين، الأسبوع الماضي، إنه والجيش الإسرائيلي لن يسمحا بإعادة بناء البؤر الاستيطانية أو المستوطنات غير القانونية من قبل المستوطنين الإسرائيليين داخل قطاع غزة، بحسب ما ذكره موقع "أكسيوس"، اليوم الاثنين، نقلاً عن أربعة مسؤولين أميركيين وإسرائيليين.
وتشعر إدارة جو بايدن بالقلق من منطقة عازلة، تخطط إسرائيل لإنشائها داخل القطاع لإعادة بناء المستوطنات التي جرى تفكيكها خلال الانسحاب الإسرائيلي منه في عام 2005.
وسبق أن صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، في ديسمبر/ كانون الأول، بالقول: "إذا كانت هناك أي منطقة عازلة مقترحة داخل غزة، فسيكون ذلك انتهاكاً لمبدأ الحفاظ على أراضي القطاع، وهو أمر نعارضه".
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد نقلت عن مسؤول أميركي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي أبلغت الولايات المتحدة بأن المنطقة العازلة التي يجري بناؤها داخل غزة ليست سوى مكان أمني مؤقت للقضاء على مواقع إطلاق النار التابعة لحماس بالقرب من الحدود.
ووفقاً للقناة 12 الإسرائيلية، فإن مما مجموعه 2850 مبنى موجوداً في المنطقة العازلة المخطط لها، دمر جيش الاحتلال ما يقرب من 1100 مبنى منها.
ورصدت "واشنطن بوست" مقاطع نشرها جيش الاحتلال وصوراً بواسطة أقمار صناعية تظهر تدمير عشرات المنازل والمجمعات السكنية والمدارس وتسويتها بالأرض في المناطق الشرقية للقطاع المحاصر من جهتي الشمال والجنوب.
"منطقة مؤقتة لأغراض أمنية"
وبحسب "أكسيوس"، تزايد القلق الأميركي في الأسابيع الأخيرة، بعد أن بدأ اللوبي الاستيطاني في إسرائيل، وأعضاء الائتلاف الحاكم، في زيادة الضغط والدعوة إلى الاحتلال الكامل للقطاع وإعادة بناء المستوطنات.
والتقى غالانت، الأسبوع الماضي، بالسفير الأميركي لدى إسرائيل جاك لو، والمبعوث الأميركي للشؤون الإنسانية ديفيد ساترفيلد، لمناقشة الوضع في غزة، حسبما قال المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون لـ"أكسيوس".
وأضاف "أكسيوس" أن لو وساترفيلد سألا غالانت عما إذا كانت المنطقة العازلة أساساً للمستوطنات، مشددين على تصريحات وزير الخارجية أنتوني بلينكن العلنية التي رفضت أي تغيير في أراضي غزة، وعارضت أي ضرر للبنية التحتية المدنية.
وبحسب الموقع، قال مسؤول إسرائيلي كبير ومسؤولون أميركيون إن غالانت التزم بأنه لن يسمح بإعادة بناء المستوطنات في غزة، وشدد على أن المنطقة العازلة ستكون مؤقتة ولأغراض أمنية فقط.
وحسب المسؤول الإسرائيلي، قال عوديد باسيوك، رئيس فرع عمليات الجيش الإسرائيلي الذي حضر الاجتماع، إن الجيش الإسرائيلي لن يسمح للمدنيين الإسرائيليين بدخول المنطقة العازلة، لأن ذلك يتعارض مع الغرض الأمني منها.
والأحد، شارك اثنا عشر وزيراً إسرائيلياً، بينهم ثلاثة من حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في مؤتمر في القدس، دعا إلى إعادة بناء المستوطنات في غزة، وشجّع على نزوح الفلسطينيين من القطاع.
كما شارك ثمانية عشر نائباً في الائتلاف الحكومي بالمؤتمر الذي كان، بحسب الموقع، أكبر مظاهرة سياسية لدعم إعادة بناء المستوطنات في غزة، واقتلاع السكان الفلسطينيين في القطاع، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
وأدان عضوا مجلس وزراء الحرب، بيني غانتس وغادي إيزنكوت، المؤتمر. لكن نتنياهو قال إن "أعضاء الليكود الذين شاركوا في المؤتمر لهم الحرية في التعبير"، لكنه شدد على أن مجلس الوزراء يحدد "السياسة الإسرائيلية".