يطلّ المرشحون الثلاثة لمنصب المستشار في ألمانيا، خلفا للمستشارة أنغيلا ميركل، مساء اليوم الأحد، في مناظرة تلفزيونية ثانية، قبل نحو أسبوعين من الانتخابات البرلمانية العامة.
وتتمحور نقاشات المرشحين الثلاثة، التي ستبث عبر القناتين الألمانيتين العامتين "إيه آر دي" و"زد دي أف"، حول الملفات الداخلية، مثل التعليم وأزمة كورونا والعدالة الاجتماعية، إضافة إلى عدد من الملفات الخارجية، من بينها بحث كيفية الاستمرار في عمليات الإجلاء من أفغانستان والعلاقات الأوروبية، مع الانتهاء من مشروع "نورد ستريم 2"، وكذا مستقبل التعاطي مع روسيا في ظل التشنج الحاصل مع دول شرق أوروبا، إلى غيرها من القضايا الأمنية والاقتصادية التي تهم المواطن الألماني.
وتأتي هذه المناظرة بعد أسبوع حافل بالمواقف والتحشيد من قبل مرشح "الاتحاد المسيحي" أرمين لاشيت، والتي لاقت ردودًا من قبل الحزب الاشتراكي.
ويعاني مرشح اتحاد ميركل من ضغوط كبيرة لتغيير توجهات المقترعين، إذ يعول على أصوات الناخبين المترددين وغير المكترثين للانتخابات في تحصيل بعض النقاط والعودة إلى الطليعة بعد أن وسع الحزب الاشتراكي الفارق لحدود 6% من النقاط.
ويستحوذ لاشيت حاليا على دعم قياديي الاتحاد المسيحي، وفي مقدمتهم رئيس الحزب الأصغر داخل الاتحاد ماركوس زودر، حيث استقبل لاشيت بترحيب حار خلال اجتماع "الاجتماعي المسيحي" الذي انعقد نهاية الأسبوع الحالي في نورمبرغ.
وقال لاشيت لصحيفة "تاغس شبيغل"، إنه "تأثر كثيرا بردود الفعل الصادقة من قبل الحزب الشقيق"، مشيرًا إلى أنه "على تواصل دائم مع رئيس الحزب ماركوس زوردر (...) أنا أعلم أنه يدعمني".
ووصف لاشيت في كلمته خلال مؤتمر الحزب الاجتماعي المسيحي، مشاركة الحكومة المحتملة لـ"حزب اليسار" في تحالف مع "الاشتراكي" و"الخضر"، بأنه تهديد للأمن الداخلي والخارجي والاقتصاد في ألمانيا، مهاجمًا مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولز وحزبه.
ولفت لاشيت إلى أنه "في جميع القرارات التي اتخذت في تاريخ ما بعد الحرب، كان الاشتراكيون الديمقراطيون دائما في الجانب الخطأ، وتحديدا في ما يتعلق بالسياسة الاقتصادية والمالية".
تصريحات لاشيت هذه أثارت ردود فعل غاضبة من "الاشتراكيين الديمقراطيين"، إذ اتهم الأمين العام للحزب لارس كلينغبايل الاتحاد المسيحي بـ"شن حملة قذرة".
قال في تغريدة له عبر "تويتر": "لا لحرب العراق (...) إدخال حد أدنى للأجور ومعاشات تقاعدية، والزواج للجميع، وما إلى ذلك (...) لقد انتصرنا على المحافظين في كل مكان (...) أنا فخور بذلك".
وأكد كلينغبايل خلال حملة انتخابية في منطقة فورمز، أن "الاشتراكي الديمقراطي" لا يحتاج إلى أي نصيحة من لاشيت، واصفًا إياه بـ"ترامب الصغير".
من ناحية أخرى، انشغل الوسط السياسي والإعلامي هذا الأسبوع بالاتهامات التي سيقت بحق مرشح "الاشتراكي الديمقراطي" أولاف شولز، بعد أن داهم مكتب الادعاء العام وزارة المالية التي يتولى قيادتها يوم الخميس الماضي على خلفية تحقيقات في احتمال تورط وحدة الاستخبارات المالية التابعة للجمارك في محاولة عرقلة سير العدالة، وتقاعسها عن التحرك بخصوص احتمال وقوع جرائم غسل أموال بملايين اليوروهات بين أعوام 2018 و2020، بينها مدفوعات بمالبغ تزيد عن مليون يورو لأفريقيا عام 2018.
وعبر شولز، في تصريح له، عن انزعاجه قائلًا: "بدلًا من المداهمة، كان من الممكن أن يحصل الأمر كتابيا"، مؤكدًا أنه يؤيد التحقيقات بهذا الملف.
أما مرشحة "الخضر" باربوك، والتي حصل حزبها على المركز الثالث في استطلاعات الرأي بنسبة 17%، فتستمر في جولاتها الانتخابية لكسب المزيد من الدعم والتأييد، إذ قالت، في مقابلة مع صحيفة "تاغس تسايتونغ"، إن الحكومة المستقبلية هي الأخيرة التي يمكن أن تؤثر بفعالية على أزمة المناخ، مشيرة إلى أن أزمة المناخ هي أكبر تهديد للحرية والأمن.
يشار إلى أنه سيتم إجراء استبيانين خاطفين من بين المشاهدين للمناظرة، وسيتم تقييم نتائجهما في وقت لاحق من الأمسية، قبل أن يعود المرشحون الثلاثة في مناظرة ثالثة وأخيرة يوم 19 سبتمبر/ أيلول الحالي.