أصدرت حركة "طالبان"، اليوم الخميس، قراراً، تمنع فيه جميع مقاتليها، من مداهمة منازل المدنيين أو مقرات الشركات في أفغانستان، وخصوصاً في العاصمة كابول، بحجة التفتيش والتدقيق أو المراقبة، مؤكدة أن كلّ من خرق القانون في السابق من مقاتلي الحركة ستجري محاسبته. وأمر مرسوم آخر صدر عن رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال التي أعلنتها "طالبان" في 7 سبتمبر/أيلول الحالي، الملا محمد حسن أخوند، جميع قوات الحركة التي تتمركز في كابول، بإخلاء المناطق العامة والتوجه إلى ثكناتهم.
صدر الأمران عن رئيس الوزراء في حكومة "طالبان"، الملا محمد حسن أخوند
ونشر رئيس لجنة الثقافة والإعلام في سلطة "طالبان"، أحمد الله وثيق، في تغريدة له عبر "تويتر"، أن الملا محمد حسن أخوند أصدر مرسوماً بمنع جميع مقاتلي الحركة من مداهمة المنازل ومقرات الشركات. وجاء في المرسوم الموقع من الملا أخوند، أن "لا أحد يستطيع مداهمة المنازل أو الدخول إلى مقرات الشركات بحجة التفتيش، وأن يخرج منها سيارات أو معدات أخرى".
وشهدت كابول منذ وصول "طالبان" إلى الحكم في أغسطس/آب الماضي، مداهمات ليلية بشكل متواصل، حيث كان مسلحو الحركة يبحثون خصوصاً عن السيارات الحكومية، ما ضيّق كثيراً على سكان العاصمة.
وفي هذا الخصوص، يقول روضت الله، وهو أحد سكان الشارع رقم 7 من منطقة تيمني القديمة، قرب مدينة شهر نو، لـ"العربي الجديد"، إن حركة "طالبان" داهمت هذا الأسبوع فقط منزلين في الشارع، يعودان إلى مسؤولين أفغانيين سابقين (لم يوضح هويتهما أو عملهما)، حيث كان مقاتلوها يبحثون عن السيارات الحكومية، ما أثار الخوف في أوساط قاطني هذا الشارع.
في غضون ذلك، أصدر الملا محمد حسن أخوند مرسوماً آخر أمر فيه جميع قوات وزارة الدفاع والداخلية والاستخبارات في حكومة تصريف الأعمال التابعة لـ"طالبان"، بإخلاء كابول والمنازل السكنية والتوجه إلى ثكناتهم الخاصة. وكان مقاتلو الحركة، منذ سيطرتها على كابول في 15 سبتمبر الماضي، قد تمركزوا في منازل مسؤولين في الحكومة الأفغانية السابقة، وفي منازل قادة "الجهاد" السابقين (ضد حكم "طالبان" سابقاً)، وذلك في كل أنحاء العاصمة.
وجاء صدور القرارين، مع قيام قوات "طالبان" صباح اليوم، بمداهمة منزل القائد "الجهادي" السابق، الله كل مجاهد، وهو قيادي في "الحزب الإسلامي" بزعامة قلب الدين حكمتيار، وذلك في منطقة بولجرخي في ضواحي كابول. وأكد مصدر قبلي في المنطقة، لـ"العربي الجديد"، مداهمة قوات "طالبان" منزل الله كل مجاهد، واعتقاله، بالإضافة إلى إخراجهم من المنزل سيارات ومعدات عسكرية عدة.