ذكر موقع "والاه" الإسرائيلي، الأربعاء، أنه على الرغم من أن المحادثات التي يجريها الوفد الإسرائيلي في واشنطن مع المسؤولين الأميركيين لم تنجح في تقليص مستوى الخلاف بشأن عودة إدارة الرئيس جو بايدن المرتقبة إلى الاتفاق النووي مع إيران، إلا أن الطرفين اتفقا على مواجهة التهديدات الإقليمية التي تمثلها طهران، لاسيما دعمها للجماعات التابعة لها بأسلحة متطورة.
وفي تقرير أعده معلقه السياسي باراك رفيد، أشار الموقع إلى أنّ الطرفين اتفقا على تجنب المواجهة العلنية "حتى لا يتم المس بالتعاون الثنائي في مواجهة تحديات أخرى"، مؤكداً أنّ التقدير السائد في تل أبيب، في أعقاب المحادثات التي أجراها رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شابات، في واشنطن مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أنّ الاتفاق الأميركي الإيراني على العودة إلى الاتفاق النووي الأصلي "قادم"، على الرغم من أن محادثات فيينا تواجه مصاعب.
ونقل الموقع عن مصادر إسرائيلية قولها إنّ بن شابات حمل إلى واشنطن رسالة واضحة مفادها أنّ إسرائيل تعارض العودة للاتفاق النووي، ومصممة على احتفاظها بحرية العمل ضد إيران؛ مستدركاً بالقول إنه على الرغم من هذا الموقف إلا أنّ الجانب الإسرائيلي لم يخطط للتركيز فقط على مسألة العودة إلى الاتفاق النووي، بل فضّل أيضاً مناقشة قضايا أخرى يوجد اتفاق وتعاون بين الطرفين بشأنها.
وذكّر الموقع بالمواجهة التي اندلعت بين إسرائيل وإدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عند التوقيع على الاتفاق النووي عام 2015، وأدت إلى المسّ بكل منظومة العلاقات بين الجانبين.
وحسب المصدر ذاته، فقد حضر اللقاء بين بن شابات وسوليفان، الذي استمر لساعتين، عن الجانب الإسرائيلي السفير الإسرائيلي في واشنطن جلعاد أردان، ورؤفين عيزر، مستشار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في حين شارك عن الجانب الأميركي مستشارا الرئيس جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك وباربرا آي ليف.
وأضاف أنّ المبعوث الأميركي لإيران روبرت مالي شارك في جزء من اللقاء بين بن شابات وسوليفان، لإطلاع الوفد الأميركي على التقدم الذي أحرز في محادثات فيينا.
واستند الموقع إلى ثلاثة مصادر إسرائيلية وأميركية أكدت أنّ محادثات فيينا "تشهد خلافات كبيرة تحول دون التوصل لاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران، بخلاف التصريحات المتفائلة الصادرة عن الرئيس الإيراني حسن روحاني والمسؤولين الروس والأوروبيين".
وقد رجّح مصدر إسرائيلي ألا يتم الاتفاق على العودة للاتفاق الأصلي قبل إجراء الانتخابات الرئاسية الإيرانية، في يونيو/ حزيران المقبل.
وحسب المصادر التي استند إليها الموقع، فإن أحد العوائق التي تحول دون التوصل لاتفاق تتمثل في إصرار إيران على أن تقوم إدارة بايدن برفع كل العقوبات الأميركية، وضمنها تلك التي فرضتها إدارة أوباما رداً على سجل حقوق الإنسان في إيران وتدخلاتها الإقليمية.
ووفق الموقع، فقد حذر كل من بن شابات وأردان الجانب الأميركي من أنّ عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي الأصلي ستقلص في المستقبل فرص التوصل إلى اتفاق "محسن"، وأشارا إلى استعداد إسرائيل لتقديم الاستشارات والنصائح بشأن الاتفاق المحسن.
ولاحظ الموقع أن بحث مثل هذه القضايا كان يتم في عهد الإدارات الأميركية السابقة على مستوى الرئيس الأميركي ورئيس الحكومة الإسرائيلية، مشيراً إلى أن كون إسرائيل باتت تشغل موقعاً متدنياً في سلم أولويات إدارة بايدن، جعل البحث في هذه القضايا يتم على مستوى المسؤولين الكبار في الجانبين.
وأبرز الموقع أن المسؤولين الإسرائيليين الذين شاركوا في اللقاء مع سوليفان عبروا عن رضاهم عن الأجواء التي سادت فيه، والنتائج التي تمخضت عنه، وأنهم اكتشفوا أن المسؤولين الأميركيين يتبنون توجهات إيجابية تجاه إسرائيل "وبدون انحيازات شخصية أو أيديولوجية" ضدها.
ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي قوله إن تل أبيب راضية عن البيان الذي صدر بعيد اللقاء عن البيت الأبيض، والذي شدد على خطورة التهديد الإيراني في المنطقة، ودعم الولايات المتحدة لـ"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، معتبراً أن "هذا يعكس احترام الإدارة الحالية لمواقف إسرائيل رغم الخلافات بين الجانبين".
وأضاف: "لا أحد من الطرفين معني بافتعال مواجهة علنية كل أسبوع على خلفية الموقف من إيران بحيث يحول دون تطوير التعاون بشأن قضايا أخرى".
وحسب الموقع، فإن النتيجة العملية للقاء بن شابات وسوليفان هي الاتفاق على تشكيل فريق أميركي إسرائيلي لبحث سبل مواجهة التهديدات الإقليمية التي تمثلها إيران، سيما إنتاجها طائرات بدون طيران وصواريخ ذات دقة إصابة عالية، وتزويد الجماعات التابعة لها في المنطقة بها، سواء المليشيات العراقية، أم "حزب الله" في لبنان، أم الحوثيون في اليمن.
وفي السياق، ذكرت صحيفة "معاريف" أنّ رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" يوسي كوهين، الذي يتواجد في واشنطن حالياً على رأس وفد إسرائيلي آخر، سيلتقي، اليوم الخميس، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، لمناقشة توجه إدارة بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي.