بدأ مئات المتظاهرين العراقيين، التابعين للتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، الاستعداد للمبيت داخل المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، التي هُدمت أجزاء واسعة من سورها الخارجي واثنان من مداخلها الخاصة خلال عملية اقتحام المنطقة، صباح اليوم السبت.
ورغم إعادة القوات العراقية عملية انتشار واسعة بمحيط المنطقة الخضراء التي تضم البعثات الدبلوماسية الغربية، وأبرزها الأميركية والبريطانية وبعثة الأمم المتحدة، إلى جانب مقرات الحكومة والبرلمان ورئاسة الجمهورية، إلا أن المئات من أنصار الصدر ما زالوا داخل البرلمان وفي أروقته الخارجية وعدد من المنشآت العامة فيها.
وقال مراسل "العربي الجديد" إن ناشطي التيار الصدري أدخلوا إلى المنطقة الخضراء شاحنات تحمل قدور طعام وأغطية للذين سيبقون داخلها.
وأكد عضو بارز في التيار الصدري، لـ"العربي الجديد"، أنهم سيعتصمون داخل البرلمان ولا يوجد أي توجه للانسحاب منه بالوقت الحالي.
وهذه المرة الأولى التي يهدم فيها السياج الرئيسي للمنطقة المحصنة منذ عام 2003 إبان الغزو الأميركي للبلاد، والتي تأسست على إثرها ما يعرف اليوم بالمنطقة الخضراء على نهر دجلة وسط بغداد.
من جهته، أوضح عضو التيار الصدري أحمد الوحيدي، لـ"العربي الجديد"، أن "السور الخارجي لن يتم إغلاقه للسماح بدخول السيارات والأشخاص بسهولة".
وأشار في الوقت ذاته إلى "التعاون مع قوات الأمن"، مبيناً أنه "لن يتم الوصول إلى مباني البعثات الدبلوماسية أو الدوائر الحساسة ومنازل المسؤولين داخل المنطقة الخضراء".
إلا أن مصادر أخرى تحدثت عن مغادرة بعض المسؤولين العراقيين، خاصة من المحسوبين على تحالف "الإطار التنسيقي"، المنطقة الخضراء، تحسباً من أي ردود فعل غير محسوبة لأنصار الصدر.
وهذا الاقتحام هو الثاني من نوعه في غضون ثلاثة أيام، إذ اقتحم أنصار الصدر الأربعاء الماضي المنطقة وسيطروا على البرلمان ومقرات أخرى لعدة ساعات قبل أن يدعوهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى "العودة إلى منازلهم".
في السياق، وبخطوة اعتبرت محاولة لتخفيف التوتر، قالت وسائل إعلام محلية إن "الإطار التنسيقي قرر تأجيل تظاهرات مضادة دعا إليها أنصاره في وقت سابق من هذا اليوم".
ووفقاً لبيان صدر عن "اللجنة التحضيرية للتظاهرات"، المرتبطة بالتحالف المدعوم من طهران، فإنه "تقرر تأجيل موعد التظاهرات المقررة يوم غد الأحد إلى إشعار آخر وإعطاء وقت للحوار والحلول الإيجابية السياسية".
وعزا ذلك إلى أنه بعد "تدخل شيوخ العشائر الكريمة ورجال الدين الأفاضل تقرر تأجيل موعد التظاهرات المدافعة عن الدولة ومؤسساتها إلى إشعار آخر".
ولفت البيان إلى أن هذه الخطوة جاءت من أجل "إعطاء وقت للحوار والحلول الإيجابية السياسية لضمان وحدة الصف وتجنباً للفتنة وتفويت الفرصة على مدعيها".