استمع إلى الملخص
- تسعى تركيا لاستكمال العمليات العسكرية في شمال شرق سوريا وتأسيس مناطق آمنة، وتواصل العمل على صفقة مقاتلات "إف 16" مع الولايات المتحدة، مما يعكس العلاقات المبنية على القيم المشتركة.
- شهدت العلاقات توتراً بسبب اقتناء تركيا صواريخ إس 400، لكن بعد التقارب عقب الحرب الروسية الأوكرانية، تم تمرير صفقة جديدة لمقاتلات "إف 16"، مما يعكس تحسن العلاقات.
قالت أنقرة، اليوم الخميس، إنها تعتقد أن العلاقات التركية الأميركية ستستمر في التقدم على أساس التحالف الاستراتيجي، بغض النظر عن نتائج الانتخابات الأميركية. وجاء ذلك عقب مؤتمر صحافي عقده زكي آكتورك، مستشار الإعلام والعلاقات العامة في وزارة الدفاع، في مقر الوزارة في أنقرة، حيث ردت وزارة الدفاع على أسئلة الصحافيين حول توقعات أنقرة من الإدارة الأميركية ومصير صفقة طائرات "إف 16"، وإمكانية انسحاب أميركا من شمال شرق سورية.
وأوضحت وزارة الدفاع في حديثها: "كانت الولايات المتحدة قد قررت في السابق الانسحاب من سورية، لكن هذا لم يحدث عمليا.. يجب النظر إلى الأفعال، وليس إلى الأقوال". وأكملت: "نتابع من كثب جميع التطورات المتعلقة بالدفاع والأمن في منطقتنا، ونتخذ الإجراءات وفقا لذلك، وكانت الولايات المتحدة قد قررت سابقا الانسحاب من سورية، لكن هذا لم يحدث عمليا". وشددت: "توقعاتنا من الدول الحليفة هي وقف دعم حزب العمال الكردستاني، ووحدات حماية الشعب، وقوات سوريا الديمقراطية، وتقديم الدعم الصادق لمعركتنا ضد الإرهاب".
وتأمل أنقرة في الفترة المقبلة تطبيق التفاهمات مع أميركا في ما يتعلق بإنشاء المناطق العازلة على الحدود بعمق 30 كيلومترا، استكمالا لعملية نبع السلام التي جرت عام 2019 بفترة رئاسة ترامب الأولى عقب سحب قوات أميركية من المنطقة، كما ترغب أنقرة باستكمال العمليات المسلحة في المنطقة ومواصلة تأسيس مناطق آمنة في ظل اعتقاد بإمكانية التفاهم مع ترامب كما حصل خلال عملية نبع السلام.
وفي ما يخص صفقة مقاتلات "إف 16" المتواصلة مع أميركا منذ بداية العام الجاري، قالت الوزارة: "جرى توقيع العقود المتعلقة بطائرات إف 16، وتستمر العملية بشكل إيجابي، العلاقات التركية الأميركية مبنية على القيم والمصالح المشتركة، على الرغم من المشاكل التي تنشأ من وقت إلى آخر". وشددت: "إن البلدين عضوان مهمان في حلف شمال الأطلسي، وهما أكبر دول العالم في المنظمة الأمنية الأكثر هيمنة، والتي كانت موجودة منذ 75 عاما، ونعتقد أن العلاقات الأميركية ستستمر في التقدم على أساس التحالف الاستراتيجي، بغض النظر عن نتائج الانتخابات الأميركية".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقدمة مهنئي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، حيث وصفه بداية بـ"صديقي" في منشور التهنئة بمنصة إكس، ولاحقا أجرى به اتصالا هاتفيا للتهنئة. وكانت تركيا قد انضمت إلى برنامج تصنيع المقاتلات في العام 2002، وتسلمت أولى المقاتلات عام 2018، ولكن اقتناء تركيا في العام 2019 صواريخ إس 400 الروسية دفع واشنطن لمعاقبة أنقرة وإخراجها من برنامج تصنيع المقاتلات، وسحبت المقاتلات التي كان يجري الطيارون تدريبات عليها في أميركا. وتقول أنقرة إنها دفعت ملياراً و400 مليون دولار ثمن مقاتلات إف 35 اشترتها من أميركا ولم تسلمها الأخيرة لها، فيما شكلت هذه الحادثة نقطة شرخ علاقات بين تركيا وأميركا قبل سنوات، وما زالت تداعياتها حتى اليوم.
وبعد التقارب التركي الأميركي عقب الحرب الروسية في أوكرانيا عام 2022، ورغبة توسعة "ناتو" بدخول السويد وفنلندا وقبول تركيا دخولهما مقابل عدة شروط، جرى تمرير صفقة مقاتلات إف 16 جديدة وتحديث قرابة 80 مقاتلة عاملة في تركيا، وموافقة الكونغرس عليها، وهي مرحلة لا تزال مستمرة من دون مشاكل.