حاول وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، إلغاء لقاء عائلات أسرى ومحتجزين في قطاع غزة، مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في نيويورك، بعد تصريحات قال فيها إن الهجوم الذي نفذته حماس (طوفان الأقصى) لم يأتِ من فراغ، في إشارة إلى الاحتلال الإسرائيلي المتواصل منذ 75 عاماً.
وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الأربعاء، بأن أفراداً بعض العائلات قرروا لقاء غوتيريس، وعدم تفويت فرصة الاجتماع بإحدى أبرز الشخصيات الدبلوماسية على مستوى العالم، والتقوه رغم طلب الوزير كوهين عدم لقائه.
وكان من المفترض أن تعقد جميع عائلات الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين التي شاركت في جلسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لقاء مع غوتيريس مع انتهاء الجلسة، لكن كوهين ألغى اللقاء.
وكتب كوهين عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي: "لن ألتقي الأمين العام للأمم المتحدة. بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول (تاريخ عملية طوفان الأقصى) ليس هناك مجال لمقاربة متوازنة. يجب محو حماس من العالم".
وعقد أهالي المحتجزين مؤتمراً صحافياً أمس، وردّ أحدهم على سؤال عن سبب إلغاء اللقاء مع غوتيريس، بأن "القرار جاء بعد تصريحاته الصعبة. هذا لم يكن قرارنا".
بالمقابل، قررت عائلات أخرى أن تلتقي معه، بخاصة أنها سافرت خصيصاً إلى نيويورك لإسماع صوتها. ولم يشارك في اللقاء أي مندوب إسرائيلي رسمي.
وكتب غوتيريس، عقب اللقاء، على منصة إكس أنه يكرر مناشدته "إطلاق سراح جميع المختطفين المحتجزين في غزة فوراً"، مضيفاً أنه "لا شيء يمكن أن يبرر قتل وجرح وخطف المدنيين من قبل حماس" على حد تعبيره.
من جانبه، أعلن رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية في الكنيست الإسرائيلي، النائب يولي أدلشطاين، اليوم الأربعاء، أنه بعث رسالة تنديد إلى غوتيريس، عقب كلمته أمس. واعتبر أدلشطاين أن أقوال غوتيريس "خطيرة" وأنها "تصبّ الزيت على نار معاداة السامية"، على حد تعبيره.
وقال أدلشطاين لوسائل الإعلام الإسرائيلية: "بعد كلماته المجنونة، بعثت هذا الصباح برسالة إدانة وتعبير عن الصدمة إلى الأمين العام للأمم المتحدة. وعلى خلفية تصاعد معاداة السامية في العالم، فإنّ كلماته الخطيرة هي بمثابة صب زيت على النار المشتعلة، ولهيبها ضخم".
وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة حول الوضع في الشرق الأوسط، بما فيها القضية الفلسطينية، شارك فيها فضلاً عن أعضاء المجلس أكثر من 90 متحدثاً، وفق ما هو منشور على موقع المجلس الإلكتروني.
وفي كلمته قال غوتيريس: "من المهم أن ندرك أن هجمات حماس لم تحدث من فراغ، وأن هذه الهجمات لا تبرر لإسرائيل القتل الجماعي الذي تشهده غزة". وأكد أن "الشعب الفلسطيني تحت احتلال خانق منذ 56 عاماً"، مضيفاً: "أكرر دعوتي إلى وقف إطلاق نار إنساني فوراً".
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن "قلق عميق بشأن الانتهاكات الواضحة للقانون الإنساني الدولي التي نراها في غزة"، قائلاً: "لنكن واضحين: كل طرف في أي نزاع مسلح ليس فوق القانون الإنساني الدولي".
وكان مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان، قد دعا بدوره غوتيريس إلى "الاستقالة فوراً".
وكتب أردان على منصة "إكس" يوم أمس: "يجب على الأمين العام للأمم المتحدة، الذي يظهر تفهماً لحملة القتل الجماعي للأطفال والنساء والمسنين، أن يستقيل من منصبه". ومضى يقول: "ليس هناك أي مبرر أو فائدة من الحديث مع شخص يظهر تفهماً لأفظع الأعمال المرتكبة ضد مواطني إسرائيل، بل وأكثر من ذلك من قبل منظمة إرهابية معلنة! لا كلمات. ببساطة لا كلمات" وفق زعمه.