يعيش أهالي الجولان المحتل حالة من التأهب بعد قرار رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الخميس الماضي، السماح باستئناف مصادرة أراضيهم لبناء مشروع للمراوح الهوائية في المنطقة الزراعية الشرقية، والتي تقع بين قرى مجدل شمس، ومسعدة، وعين قنيا.
وفوجئ أهالي الجولان بعد نشر قرار نتنياهو القاضي باستئناف العمل في أراضيهم، وبناء 8 مراوح هوائية (توربينات) من أصل 21 كانت مقررة سابقاً.
وتوقفت أعمال بناء التوربينات في شمال الجولان المحتل في يونيو/ حزيران الماضي، عقب مواجهات عنيفة بين أهالي الجولان وشرطة الاحتلال، أسفرت عن إصابات في صفوف الأهالي.
وأصدرت الحكومة الإسرائيلية تعليماتها عقب الاحتجاجات بوقف العمل في المشروع، وبدأت بعدها في مفاوضات للتوصل إلى صيغة لتجديدها.
وقال الناشط، ثائر أبو صالح، وهو من أهالي المجدل لـ"العربي الجديد": "صدر قرار بإعطاء الضوء الأخضر لبناء 8 توربينات بدلا من 21، ولكن تحديد موعد استئناف العمل في المشروع هو بيد الشرطة".
وأضاف "نحن مستعدون وهم مستعدون وفي حالة ترقب، ولكن حتى الآن لا يوجد أي تحرك على الأرض"، مشيراً إلى أن "المفاوضات كانت مستمرة وفوجئنا بقرار نتنياهو، يبدو أنه قرر أن يوقف المفوضات، لا أعرف ما الهدف؟ أعتقد أن السبب هو الضغط علينا".
وأكد أبو صالح "الحل الوحيد بالنسبة لنا إبعاد المراوح عن أرضنا"، لافتاً إلى أن لجنة المفاوضات تضم محامين وممثلين عن أهالي الجولان، وبحضور الشيخ موفق طريف رئيس الطائفة الروحية للدروز في الجليل، ورؤساء مجالس محلية درزية في الجليل.
وأضاف "نحن أهالي الجولان الطرف الأضعف في القضية، ولا نستطيع الضغط على الحكومة والدروز في الجليل فقط هم من يستطيعون الضغط على الحكومة".
بدوره، قال الناشط اميل مسعود من قرية مسعدة لـ"العربي الجديد": "لا يوجد قبول للمشروع مطلقا، وأصلا المفاوضات ما زالت مستمرة ولم تنته"، معتبراً أن ما ينشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الموضوع "نوع من التخدير أو نوع من التلاعب بالعقول"، محذراً من أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تستغل المفاوضات "لتمتص غضب الناس وتُميت القضايا، وهذا ليس حديثا على المؤسسة الحاكمة".
وشدد مسعود بالقول "موقفنا ثابت من الأول، وفي النهاية لا نريد توربينات في الجولان".
كانت بلدات الجولان الثلاث المستهدفة بمشروع المراوح الإسرائيلية؛ مجدل شمس ومسعدة وعين قنيا، شهدت تظاهرات قابلتها اعتداءات عنيفة من قبل شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وأدت إلى إصابات عدة أشخاص ومنها إصابات خطيرة.
ويحذر أهالي الجولان من أن مشروع توربينات الرياح سوف يؤدّي إلى مصادرة سلطات الاحتلال الإسرائيلية 4500 دونم من الأراضي الزراعية في القرى الثلاث التي يقطنها الآلاف، علماً أنّ عدد سكان الجولان المحتل يُقدَّر بنحو 27 ألف نسمة.