أهالي الشيخ جراح يطالبون العاهل الأردني بمزيد من الدعم لمنع الاستيلاء على منازلهم
طالب أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، الإثنين، العاهل الأردني عبد الله الثاني، بتقديم مزيد من الدعم السياسي والقانوني لهم، والضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لمنع الاستيلاء على منازلهم، ووقف سياسة التهجير القسري التي تمارسها ضد أهالي الحي.
وفي رسالة تلاها المواطن المقدسي نبيل الكرد، وهو من لجنة أهالي الحي، خلال مؤتمر صحافي عقده أهالي حي الشيخ جراح اليوم، أمام منازلهم في الحي، موجهة للعاهل الأردني عبد الله الثاني، الذي زار رام الله اليوم والتقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وفي حديث خاص لـ"العربي الجديد"، قال الكرد "إن مطلب أهالي الحي المُلحّ، بالإضافة إلى الدعم السياسي المرجو من المملكة الأردنية، هو تثبيت ملكية الأهالي لمنازلهم، من خلال تزويدهم بالمستندات والوثائق اللازمة".
واستعرضت الرسالة الأوضاع التي يعيشها أهالي حي الشيخ جراح، على ضوء ممارسات المستوطنين وسلطات الاحتلال بحق الأهالي هناك، وآخر التطورات المتعلقة بالقضية، وصولاً إلى قرار محكمة الاحتلال الأخير الذي أرجأ البت النهائي في قضية منازلهم.
وقال الأهالي في الرسالة "لا يخفى على حضرتكم أن القدس تواجه تطهيراً عرقياً ممنهجاً ومستمراً، وأن سرطان الاستيطان ينهشها من كل الزوايا لتهويدها وإحلال شعب آخر محل شعبها الأصلي اليوم".
وأضاف الأهالي في رسالتهم "بعد أن حولت محكمة الاحتلال قرار البت في الملكية على كرم أرض الجاعوني، ضمن إجراء منفصل لتحقيق ما يسمى تسوية وتسجيل الحقوق في الأراضي، أصبحت قضيتنا أصعب، لا سيما أن المستوطنين زادوا شراسة وقاموا بتهديدنا علانية بالقتل وحرق منازلنا، وهم عصابات مسلحة ومنظمة سبق أن اعتدوا على ممتلكاتنا وأطفالنا من دون أي تحرك يذكر من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بل إن الانتهاكات تتم بحماية شرطة الاحتلال بشكل واضح ومباشر، ولا يخفى عليكم أن قضيتنا مع المستوطنين ليست قضية ملكية، بل قضية استيطان تقوم على محونا وتطهيرنا عرقياً".
وتابع الأهالي "استكمالاً للدعم المستمر من قبل الحكومة الأردنية، فإننا نناشدكم باستمرار الدعم السياسي والضغط على حكومة الاحتلال، لإيقاف التطهير العرقي في القدس، وتأمين الحماية لنا ضد عصابات المستوطنين المتطرفة والتي قد تنفذ جريمة بحقنا في أية لحظة".
والتقى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الإثنين، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بمقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله. وبحسب وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا"، تأتي هذه الزيارة استمراراً لسياسة التنسيق والتشاور المستمر بين الرئيس عباس والملك عبد الله الثاني، لمواجهة التحديات كافة في العديد من القضايا التي تهم البلدين.
وتدّعي جماعات استيطانية أن منازل أهالي حي الشيخ جراح أقيمت على أرض كانت بملكية يهودية قبل عام 1948، لكن الأهالي ينفون ذلك، ويؤكدون أنهم مقيمون في منازلهم وفق اتفاق أبرم منذ عام 1956، بين الحكومة الأردنية ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ثم بدأت القضايا أمام محاكم الاحتلال من أجل إثبات ملكية منازل عائلات الشيخ جراح للمستوطنين وإخلاء الأهالي من منازلهم منذ عام 1970.