أهالي دير جرير الفلسطينية يخشون تمدد نفوذ بؤرة استيطانية على أراضيهم

26 فبراير 2021
صورة أرشيفية لمتظاهرين يؤدون صلاة ظهر الجمعة خلال احتجاج ضد المستوطنات (فرانس برس)
+ الخط -

احتجزت قوات الاحتلال خمسة شبان لبعض الوقت بعد اقتيادهم في جيب عسكري أثناء مواجهات اندلعت في قرية دير جرير شرق رام الله وسط الضفة الغربية، اليوم الجمعة، كما صادرت مركبة فلسطينية كانت في المكان، بعد مباغتة جنود الاحتلال مسيرة القرية الأسبوعية ضد بؤرة استيطانية أقيمت قبل أشهر على جبل الشرفة، حيث يخشى الأهالي امتداد تلك البؤرة إلى المزيد من أراضيهم. 

ولاحق جيش الاحتلال الشبان قبل انطلاقهم في المسيرة، وهاجم الصحافيين الذين كانوا في المكان، حيث قطع الجنود طريق المسيرة مانعين وصولها إلى جبل الشرفة وهاجموها بأعداد كبيرة من قنابل الغاز المسيلة للدموع، ما أدى إلى اختناقات، بينما هاجم عدد من الجنود مركبتين للصحافيين وأشهر السلاح بوجه سائق إحدى المركبتين، مصادرا مفاتيح مركبته وهواتف وبطاقات هوية عدد من الصحافيين، محاولا مصادرة الكاميرات التي حاول الصحافيون توثيق الهجوم بها، قبل أن يتم إخلاء سبيلهم وطردهم من المكان.

في هذه الأثناء، انتشرت قوات الاحتلال على أعالي الجبال والتلال المحيطة بالمكان الذي استطاع الأهالي الوصول إليه، من دون تمكنهم من الوصول إلى جبل الشرفة.

مواطنون عبروا خلال المسيرة، لـ"العربي الجديد"، عن خشيتهم من امتداد نفوذ البؤرة الاستيطانية التي تقتصر الآن على خيمة وبركس للأغنام، والخشية تكمن من منع المواطنين من الوصول إلى أراضيهم.

ويروي عبد الدايم عجاج لـ"العربي الجديد"، والذي يملك حوالي 100 دونم حول البؤرة الاستيطانية، المعاناة التي ألقيت على عاتقه والآخرين من ملاك الأراضي، حيث يقول إن وجود البؤرة في المكان غيّر كل شيء، فهو وأولاده وأهل قريته كانوا يصلون إلى المكان بأمان، لكن بعد إقامة المستوطنة لا ضمانات لذلك.

وأضاف عجاج "يصل هذا المستوطن الذي أقام البؤرة إلى الأراضي التي تطل على القرية، فضلا عن محاولات التعرض للناس، خصوصا مع وجود حراس للبؤرة يواصلون التحرك في المنطقة والطريق، وبالتالي يخشى الناس الذهاب وحدهم إلى المنطقة".

ويسعى مجلس دير جرير، بعد أشهر من تنظيم المسيرات، إلى القيام بأعمال مساحة في المكان وتوثيق وجود المستوطنين للتقدم بقضية إلى القضاء الإسرائيلي ضد المستوطن، بحسب حديث رئيس المجلس القروي عبدو شجاعية لـ"العربي الجديد"، حيث تقام البؤرة على أراضي ملكية خاصة للمواطنين.

وتابع شجاعية أن المسيرات استطاعت وقف تمدد المستوطن أو جلب مستوطنين آخرين إلى المكان، مشيرا إلى ضرورة استمرار الحراك الحالي.

سجن جديد للأهالي

وبقاء المستوطنة الجديدة يعني بالنسبة للأهالي السيطرة على باقي جبل الشرفة، ما يعني فقدان شريان الحياة الحقيقي للقرية، حيث إن جزءا كبيرا من أراضي القرية مصادر بالفعل، ولن يبقى للأهالي سوى حدود المنطقة السكنية للقرية، ما يؤدي، كما يقول المواطن عيد حماد لـ"العربي الجديد"، إلى سجن جديد للأهالي.

وشرع مستوطنون بإقامة البؤرة الاستيطانية في كانون الأول/ ديسمبر الماضي على أراضي جبل الشرفة في دير جرير شرق رام الله، ليشرع الأهالي بحراك ضد الاستيطان هناك، تمكنوا خلاله، في أول فعالية لهم بعد أيام من إقامة البؤرة، من الوصول إليها والاشتباك بالأيدي مع المستوطنين، قبل استخدام قوات الاحتلال الطائرات المسيرة لإلقاء قنابل الغاز باتجاههم.

وكان مسؤولون في "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" حذروا من أن البؤر الاستيطانية، وخصوصاً شرق رام الله، تقام على قمم جبال تطل على الأغوار قد تكون تنفيذاً لخطة قديمة تعود إلى العام 1967، وهي خطة "ألون" الاستعمارية للسيطرة على التلال والأغوار، حيث أقام المستوطنون،خلال الأشهر الماضية، بؤرة أخرى على أراضي قرية كفر مالك المجاورة.

المساهمون