انتخب حزب الشعب الجمهوري المعارض، اليوم الأحد، أوزغور أوزال رئيساً جديداً له، خلفاً للمرشح الرئاسي السابق كمال كلجدار أوغلو وزعيم الحزب منذ عام 2010.
وفاز أوزال برئاسة الحزب بعد جولتين من الانتخابات، إذ حصل في الجولة الثانية على 812 صوتاً مقابل 536 صوتاً لكلجدار أوغلو، فيما لم يستطع أي طرف تحقيق التفوق في الجولة الأولى، بحصول كلجدار أوغلو على 664 صوتاً، وحصول أوزال على 682 صوتاً، من إجمالي 1364 مندوباً، فيما لم تحتسب أصوات 18 مندوباً بالجولة الأولى.
ومن المنتظر انتخاب أعضاء مجلس الحزب في الاجتماعات لاحقاً. وألقى أوزال كلمة قال فيها إنه ممثل عن الحزب، فيما هنأ كلجدار أوغلو في منشور على منصة "إكس"، الرئيس الجديد، مؤكداً "تسليم الأمانة له".
وحبست الساحة السياسية التركية أنفاسها، السبت، وهي تتابع تطورات مؤتمر أكبر أحزاب المعارضة وأقدم الأحزاب التركية، حيث انقسم الحزب ما بين داعم للزعيم السابق كمال كلجدار أوغلو، وما بين مطالب للتغيير.
وقاد جناح التغيير إضافة إلى أوزال، رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وسيطرت تطورات التحالفات في الأيام السابقة على أجندة الحزب، وصولاً إلى المؤتمر الذي ينتهي الأحد.
ومن المفترض أن يعيد التغيير بعضاً من الأمل والتفاؤل للمعارضة بعد خيبة أمل كبيرة تعرضت لها في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي أُجريت في أيار/مايو الماضي، وأدت إلى خسارة تحالف الشعب وفوز التحالف الجمهوري.
وتنتظر بقية أحزاب المعارضة النتائج التي جرت اليوم من أجل التحالف مستقبلاً في انتخابات البلدية في كبرى المدن، وبخاصة إسطنبول وأنقرة، ومن بين المنتظرين الحزب الجيد الذي أصرّ على خوض الانتخابات منفرداً، ولكن التغيير في حزب الشعب الجمهوري قد يعيده إلى التحالف.
وحمّلت أطياف من المعارضة كلجدار أوغلو سبب فشل المعارضة في الفوز بالانتخابات السابقة، وعدم تمكنه من الفوز أمام حزب العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب أردوغان منذ توليه رئاسة الحزب في عام 2010، بسبب تحالفاته وقراراته المنفردة والخاطئة.
أوزغور أوزال من مواليد 1974، في ولاية مانيسا، هو سياسي وصيدلي يشغل حالياً منصب نائب برلماني عن ولاية مانيسا منذ 2011، وشغل منصب رئيس الكتلة النيابية نائباً لرئيس الحزب كلجدار أوغلو منذ 2015 وحتى ترشحه لرئاسة الحزب قبل أشهر.
بدأ أوزال العمل صيدلياً في 1999، وشغل منصب الأمين العام لفترة واحدة ورئيس الغرفة لفترتين في غرفة الصيادلة في مانيسا بين 2001 و2007، وخلال هذه الفترة شغل منصب المتحدث الرسمي ورئيس اتحاد الغرف الأكاديمية في مانيسا.
كذلك فإن أوزال عضو في منظمات دولية مثل اتحاد الصيادلة الدولي ومجموعة صيادلة الاتحاد الأوروبي ومنتدى الصيادلة الأوروبي، وانتخب عضواً في البرلمان عام 2015، وتولى مهام مثل عضوية لجنة الصحة والأسرة والعمل والشؤون الاجتماعية، وعضوية لجنة الأبحاث التابعة لحزب الشعب الجمهوري حول مشاكل الجامعات والطلاب وغيرها.
وبسبب مهام الكتلة النيابية للحزب في البرلمان أدار عمله هناك للفترات الثلاث قبيل أن يبدأ مرحلة الترشح لرئاسة الحزب، والحديث عن قيادة مرحلة التغيير، وتلقى دعماً من قيادات شابة بالحزب، من بينها رئيس بلدية إسطنبول.
وفي 15 أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلن أوزال في مؤتمر صحافي بمقر الحزب في أنقرة، ترشحه لرئاسة الحزب، معلناً ورقة موقف تناول فيها أهدافه، وموجهاً فيها بالوقت نفسه انتقادات للمرحلة السابقة، ومشدداً على مسألة التغيير مستقبلاً.
وقال أوزال في تصريحه: "من أجل توظيف الشباب في الحزب، وعمل النساء بشكل فاعل في السياسة، ومن أجل وصول حزب أتاتورك إلى الحكم، أعلن ترشحي من أجل تولي منصب رئاسة حزب الشعب الجمهوري".
وفي تصريحات سابقة بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة، قال: "هذه الحكاية قصة من لم يستطع النوم بشكل مريح منذ إعلان نتائج الانتخابات، لا داعي للخوف بعد الآن، هذه حكاية من يتصرف بأنه لم يكن هناك أي شيء، ومن لا يريدون مزيداً من الأخطاء".