في تطور لافت، وفي ظل تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية لوقف الحرب، اتهمت أوساط في حزب الليكود الحاكم في إسرائيل، زعيمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإطالة أمد الحرب لاعتبارات سياسية.
ونقلت صحيفة "معاريف" عن أحد المستشارين السياسيين التابعين للحزب أن نتنياهو يواصل الحرب بهدف تقليص فرص تمكن منافسه زعيم المعارضة يئير لبيد، من تشكيل الحكومة.
وفي تقرير نشره موقعها اليوم، نقلت الصحيفة عن المستشار قوله: "نتنياهو يتجه إلى جولة انتخابات خامسة والدولة باتت أسيرة لرغباته". وواصل المستشار هجومه: "نتنياهو يواصل الحرب فقط ليمنع لبيد من تشكيل الحكومة، فهو لا يطيل أمد الحرب بهدف تدمير حماس، بل من أجل كسب الوقت، وهو في سبيل ذلك مسّ بالعلاقات بين اليهود وفلسطينيي الداخل".
على صعيد آخر، وبشكل يظهر وجهاً آخر من أوجه الضغوط الداخلية التي يتعرض لها نتنياهو لوقف الحرب، أوضح الجيش الإسرائيلي أنه لم تعد هناك أهداف في غزة بالإمكان ضربها.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" أوضحت بشكل لا يقبل التأويل أن الأهداف المركزية التي وضعها الجيش الإسرائيلي للحرب على غزة قد استنفدت الأسبوع الماضي، وضمن ذلك منظومات الأنفاق ومعامل إنتاج السلاح والصواريخ.
وفي تقرير نشره موقع الصحيفة اليوم، حذرت "أمان" من أن إطالة أمد الحرب يمكن أن تمنح حماس الفرصة لتنفيذ عملية تودي بحياة جنود الاحتلال، وهو ما سيجعل إسرائيل تنهي الحرب "بصورة خاسرة".
من ناحيته، رأى عاموس هارئيل، المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس"، أن الضغوط غير المسبوقة التي مارسها الرئيس الأميركي جو بايدن على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إلى جانب توتر الأوضاع على الجبهة الشمالية بعد إطلاق الصواريخ من لبنان، فرضا على دوائر صنع القرار في تل أبيب حسم موضوع مواصلة الحرب على غزة.
وفي تحليل نشرته الصحيفة اليوم، أشار هارئيل إلى أنه يتوقع على نطاق واسع أن تتجه كل من "حماس" وإسرائيل إلى خفض وتيرة العمليات، تمهيداً لإعلان وقف إطلاق النار.
ولفت هارئيل إلى أن حديث نتنياهو أمس أمام السفراء الأجانب عن عدم استبعاد شنّ عملية برية على قطاع غزة يهدف إلى تحميل قيادة الجيش المسؤولية عن عدم القيام بها.
ويشار إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تُجمع على أن أياً من أعضاء المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن وكبار القادة العسكريين لا يظهرون حماسة لشنّ حرب برية على القطاع بسبب كلفتها الكبيرة على المستويات كافة. وتخشى الدوائر العسكرية الإسرائيلية أن يفضي استمرار الحرب على غزة إلى اشتعال الجبهة الشمالية والضفة الغربية.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" اليوم الخميس عن مصادر عسكرية في تل أبيب تقديرها أنه على الرغم من أن حزب الله غير مسؤول عن إطلاق الصواريخ التي انطلقت من لبنان خلال الأيام الثلاثة الماضية، فإنه في المقابل سمح لتنظيمات فلسطينية بإطلاقها.
وحسب التقديرات العسكرية الإسرائيلية، فإن إطلاق الصواريخ من لبنان يأتي في إطار توجه إيراني لتسخين كل الجبهات.
وأشارت الصحيفة إلى تعاظم مخاطر انفجار الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية في أعقاب الحرب على غزة والتظاهرات داخل مدن فلسطينيي الداخل وبلداتهم، ما يزيد الأمور تعقيداً بالنسبة إلى صانع القرار في تل أبيب.
وفي السياق، قال السفير الإسرائيلي في واشنطن والأمم المتحدة، جلعاد أردان، إن إسرائيل مطالبة بأن تأخذ بالاعتبار موقف الرئيس جو بايدن في كل ما يتعلق بموعد إنهاء الحرب على القطاع، مشيراً إلى أن إسرائيل تدين لبايدن بالفضل في منع التصويت على مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار.
وفي مقابلة مع الإذاعة العبرية الرسمية "كان" اليوم، تمنى أردان أن تحبط الولايات المتحدة مشروع القرار الذي أعدته فرنسا وتتجه إلى طرحه على مجلس الأمن، والذي يدعو إلى وقف إطلاق النار.
من ناحية ثانية ذكرت الإذاعة العبرية "كان" أن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أجرى الليلة الماضية اتصالاً بنظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي، حثه فيه على وقف إطلاق النار.
ونقلت الإذاعة عن ماس، الذي يقوم اليوم بزيارة لإسرائيل، قوله إن زيارته تهدف إلى التعبير عن التضامن مع الأطراف التي تعرضت للضرر في الجانبين.