أوكرانيا تترقّب هجوماً روسياً كبيراً على ماريوبول ودونباس

12 ابريل 2022
يبدو الوضع في ماريوبول المدمّرة والمحاصرة مأساوياً (Getty)
+ الخط -

تواصل القوات الروسية، اليوم الثلاثاء، ضغطها على مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية، التي يحاول الجنود الأوكرانيون الدفاع عنها بشدة كما يفعلون في شرق بلادهم، حيث تترقّب كييف هجوماً كبيراً قريباً جداً.

ويبدو الوضع في ماريوبول المتضرّرة كثيراً، والتي يحاصرها الجيش الروسي منذ أكثر من 40 يوماً، مأساوياً. وكتب مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك في تغريدة عبر "تويتر"، أن "عشرات آلاف" الأشخاص قُتلوا في هذه المدينة، ودُمّرت "90% من المباني"، مضيفاً أن "الجنود الأوكرانيين محاصرون وعالقون".

من جانبه، صرّح مساعد رئيس بلدية المدينة سيرغي أورلوف لشبكة "بي بي سي"، بأن "المعارك من أجل ماريوبول مستمرّة". وأوضح أن "الروس احتلّوا مؤقتاً جزءاً من المدينة. الجنود الأوكرانيون يواصلون الدفاع عن وسط المدينة وجنوبها، وكذلك عن المناطق الصناعية". وكتبت القوات البرية الأوكرانية عبر "تلغرام" أن "الدفاع عن ماريوبول مستمر"، مؤكدةً الإثنين، أن "التواصل مع وحدات قوات الدفاع التي تتمسك بالمدينة ببطولة، مستقرّ ومستمر".

من جهته، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الإثنين، مرة جديدة، في تصريح عبر الفيديو، حلفاءه بمزيد من الأسلحة، خصوصاً لتعزيز الدفاع عن المدينة. وقال: "لا نتلقى القدر الذي نحتاج إليه لإنهاء هذه الحرب بشكل أسرع، لتدمير العدو بشكل كامل على أراضينا، وخصوصاً، لفكّ حصار ماريوبول".

منذ أسابيع، يحاصر الروس مدينة ماريوبول، التي ستتيح السيطرة عليها تعزيز مكاسبهم الميدانية على طول ساحل بحر آزوف، عبر ربط مناطق دونباس بشبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو عام 2014.

"مادّة سامّة"

في غضون ذلك، أعلنت بريطانيا أنّها تتحقّق من صحّة معلومات عن استخدام القوات الروسية أسلحة كيميائية في هجوم شنّته على ماريوبول، وذلك بعيد إعلان كتيبة آزوف الأوكرانية أنّ طائرة مسيّرة روسية ألقت "مادّة سامّة" على عسكريين ومدنيين أوكرانيين.

وكتبت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس مساء الإثنين في تغريدة على "تويتر": "هناك تقارير مفادها أنّ القوات الروسية قد تكون استخدمت عوامل كيميائية في هجوم على سكّان ماريوبول. نعمل بشكل عاجل مع الشركاء للتحقّق من التفاصيل".

إلا أن مستشاراً لرئيس بلدية ماريوبول بيترو أندريوشتشينكو، أعلن عبر تطبيق "تلغرام"، أن "المعلومات بشأن الهجوم الكيميائي ليست مؤكدة بعد في الوقت الحالي". كذلك بالنسبة للمتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، الذي صرّح مساء الإثنين بأن واشنطن على علم بالمعلومات التي تفيد عن هجوم كيميائي على هذه المدينة، لكنّها لا تستطيع تأكيدها.

"لحظة حاسمة"

وفيما تجعل موسكو من السيطرة الكاملة على منطقة دونباس هدفها الأساسي، أعلنت كييف أنها تترقب قريباً جداً هجوماً كبيراً على هذه المنطقة المحاذية لروسيا، والتي يسيطر الانفصاليون الموالون لموسكو على جزء منها منذ 2014. وأكدت رئاسة أركان الجيش الأوكراني عبر "فيسبوك"، صباح اليوم الثلاثاء، أنه "من المرجح في المستقبل أن يحاول العدو السيطرة على ماريوبول، والاستيلاء على بوباسنا (الواقعة بين دونيتسك ولوغانسك)، وإطلاق هجوم في اتجاه كوراخوف (غرب دونيتسك)، بهدف بلوغ الحدود الإدارية لمنطقة دونيتسك".

دونباس

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع أولكسندر موتوزيانيك: "بحسب معلوماتنا، بات العدو على وشك إتمام الاستعدادات لهجوم على الشرق. سيقع الهجوم قريباً جداً".

في واشنطن، أعلن مسؤول كبير في البنتاغون أن القوات الروسية تعزز قوّتها حول دونباس، خصوصاً قرب مدينة إزيوم الاستراتيجية، لكنها لم تبدأ بعد هجومها لبسط سيطرتها الكاملة على هذه المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا. يرى محللون أن الرئيس الروسي الذي اصطدم هجومه على أوكرانيا بمقاومة شرسة، يريد أن يحقق انتصاراً في دونباس، قبل العرض العسكري الضخم في الساحة الحمراء في 9 مايو/أيار بمناسبة ذكرى انتصار السوفييت على ألمانيا النازية.

وقال مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندري يرماك عبر "تلغرام" إن "المعركة من أجل منطقتَي دونيتسك ولوغانسك هي لحظة حاسمة في الحرب". وأكد أنه "بالنسبة لأوكرانيا، إنها فرصة لحرمان روسيا من إمكانية مواصلة عدوانها عبر هزيمة جيشها"، مضيفاً أن "بالنسبة للغرب، إنها أيضاً معركة جوهرية، لأن انتصارنا يعتمد على سرعة اتخاذ القرارات بشأن التسليح".

من جانبه، توقع حاكم منطقة لوغانسك في دونباس سيرغي غايداي عبر "فيسبوك"، أن "تستمر المعركة للسيطرة على دونباس أياماً عدة، وخلال تلك الأيام قد تتعرض مدننا لدمار كامل"، داعياً المدنيين إلى إخلاء المدينة عبر الممرات الإنسانية الخمسة المحددة لذلك. وحذر من أن "يتكرر سيناريو ماريوبول في منطقة لوغانسك".

في خاركيف (شرق) ثاني مدن البلاد، قُتل ثمانية أشخاص جراء عملية قصف، وفق ما أعلنه حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف.

(فرانس برس)