استمع إلى الملخص
- يعاني الحزب من تراجع في نوايا التصويت، حيث يحصل على 15% فقط، بينما يتقدم عليه ائتلاف الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي بنسبة 33%، وحزب البديل من أجل ألمانيا بنسبة 18%.
- يعتمد شولتز في استراتيجيته الانتخابية على ضبط النفس في الدعم العسكري لأوكرانيا، مستفيدًا من النزعة السلمية لدى الألمان، ويراهن على خبرته السياسية وقدرته على المناورة.
اختار "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" في ألمانيا رسمياً اليوم الاثنين المستشار أولاف شولتز مرشحاً له للانتخابات المبكرة المقررة في فبراير/شباط، على الرغم من تراجع شعبيته إلى مستويات غير مسبوقة بعد انهيار ائتلافه الحكومي. وقال مصدر مقرب من الحزب اليساري الوسطي لوكالة "فرانس برس" إن قيادته عبّرت "بالإجماع" عن تأييدها لشولتز. وسيصدق أعضاء الحزب على الترشيح خلال مؤتمر في 11 يناير/كانون الثاني.
وكان شولتز (66 عاماً) قد أعلن رغبته في الترشح عن حزبه بعد انهيار ائتلافه الحكومي مع حزب الخضر والليبراليين في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني، وواجه ضغوطاً داخل حزبه لترك منصبه لوزير الدفاع بوريس بيستوريوس الذي يتمتع بشعبية. وقرر الاشتراكيون الديمقراطيون دعم أولاف شولتز رغم عدم تحسن حظوظ الحزب الذي تظهر استطلاعات الرأي حصوله على نحو 15% فقط من نوايا التصويت.
وحصل ائتلاف "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" و"الاتحاد الاجتماعي المسيحي" المعارض المحافظ على أكثر من ضعف هذه النسبة (33%)، كما يتقدم "حزب البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف على حزب شولتز حاصداً 18% من نوايا التصويت. وكتبت مجلة "دير شبيغل" الألمانية أن أولاف شولتز هو "على الأرجح المرشح الأكثر ضعفاً وأقل شخصية مناسبة لتولي منصب المستشار رشحها الحزب الاشتراكي الديمقراطي على الإطلاق".
انهار الائتلاف الحكومي الألماني بزعامة شولتز الذي تولى السلطة منذ نهاية العام 2021، بعد إقالة المستشار وزير المال الليبرالي كريستيان ليندنر إثر خلافات عميقة حول الميزانية والسياسة الاقتصادية التي يجب اتباعها، في خضم معاناة أكبر اقتصاد في أوروبا من أزمة صناعية.
ويكرر شولتز، هادئ الطباع، قناعته بقيادة حزبه إلى النصر مرة أخرى، مذكراً بفوزه في انتخابات العام 2021 بخلاف كل التوقعات، إذ استفاد إلى حد كبير من انقسامات في المعسكر المحافظ. وتتمثل استراتيجيته هذه المرة في تقديم نفسه على أنه رجل ضبط النفس في الدعم العسكري لأوكرانيا على أمل الاستفادة من النزعة إلى السلام المتجذرة لدى الألمان منذ الفظائع النازية، ومن أصوات المؤيدين لروسيا.
وأشار استطلاع حديث أجراه التلفزيون العام "آي أر دي" إلى أن 61% ممن شملهم يؤيدون قرار شولتز بعدم تزويد أوكرانيا بصواريخ "توروس" القادرة على ضرب عمق الأراضي الروسية. ويتناقض هذا الموقف مع موقف حلفاء ألمانيا الرئيسيين، الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. وفي السياق نفسه، أثار الاتصال الهاتفي الذي أجراه شولتز مؤخراً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاستياء، خصوصاً في كييف. كما اتهمته المعارضة في ألمانيا، بالمساهمة في "الدعاية" الروسية وبالقيام بمناورة انتخابية تقدمه على أنه "مستشار السلام" قبل انتخابات خطيرة.
ولا يخفي المحافظون ارتياحهم لترشيح المستشار. وقال النائب ماتياس ميدلبرغ إن القرار "جيد بالنسبة لنا"، مضيفاً أن "بيستوريوس كان سيسبب إزعاجاً أكبر لائتلاف الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي" المعارض المحافظ. لكن أظهر أولاف شولتز عدة مرات قدرته على تحدي التوقعات، وهو سياسي مخضرم شغل منصب رئيس بلدية مدينة هامبورغ (شمال)، ونائب المستشارة أنجيلا ميركل (2005-2021) في حكومتها الأخيرة متولياً حقيبة المال.
وفي 2021، فاز من خلال تقديم نفسه على أنه الوريث الحقيقي للمستشارة المحافظة. وينوي هذه المرة أيضاً أن يطمئن الناخبين من خلال تجربته، في خضم سياق جيوسياسي عالمي متوتر وغارق في المجهول بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة. وشددت رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي ساسكيا إسكين في تصريحات للإذاعة البافارية الاثنين على أن شولتز يتمتع بـ"خبرة كبيرة جداً، وبقدرة على المناورة، لا سيما على المستوى الدولي".
(فرانس برس)