يواجه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، تحدياً وفرصة، عندما يتوجه، غداً السبت، إلى نيوهامشير ثم كارولاينا الجنوبية، في إطار حملته الرئاسية لانتخابات عام 2024، وفق ما ذكره موقع "ذا هيل" الأميركي اليوم الجمعة، مشيراً إلى أن ترامب يحتاج لأن يثبت أنه مرشح كبير، وليس مرشحاً في طور التلاشي.
يحاول ترامب، من جهة، التخلص من الإحساس بأن حملته شهدت بداية بطيئة، وأن مكانته السياسية قد تراجعت بسبب عدد من الزلات التي بدأت مع الانتخابات النصفية، وأن شهية الحزب الجمهوري بالاستمرار بدونه قد زادت حدتها؛ ومن جهة ثانية، فهو لا يزال المرشح الأوفر حظاً في السباق الرئاسي، ولديه الفرصة لإعادة بناء الزخم، فهو أُعلِم أخيراً بعودته إلى موقعي "فيسبوك" و"إنستغرام" بعد حظره، إثر اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021، وقد عاد أيضاً إلى النشاطات العامة، التي يبدو أنه يستمدّ منها طاقة.
ويشير الموقع الأميركي إلى أن حملة ترامب الرئاسية لعام 2024 فشلت فشلاً ملحوظاً، إذ إنها فشلت في إثبات هيمنته أو تخويف المنافسين الآخرين المحتملين من إعلان ترشحهم. فعلى الرغم من إعلانه ترشحه في 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد أسبوع فقط من الانتخابات النصفية، فإن نائبه السابق مايك بنس، ووزير خارجيته مايك بومبيو، والسفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، يفكرون جميعاً في خوض السباق نحو البيت الأبيض.
ويتحدث موقع "ذا هيل" في تقريره عن أهمية عودة ترامب إلى مواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن عودته إلى منصات التواصل الرئيسية قد تكون أكثر أهمية من أي من التحركات المبكرة في الحملات العامة.
وفي هذا السياق، يقول رئيس الشؤون العالمية في شركة "ميتا" نيك كلاغ، إنه ستكون هناك حواجز حماية جديدة لمنع الجرائم المتعلقة بالاضطرابات المدنية، من بين أمور أخرى، لافتاً إلى أن عودة ترامب إلى هذه المنصات ليست فورية، لكنها ستحدث في الأسابيع المقبلة.
ويلفت الموقع إلى أنه على الرغم من الجدل الذي أثارته هذه الخطوة، بين مؤيد ورافض لها، إلا أن "فيسبوك" يُعدّ أداة تنظيم وجمع أموال حاسمة للحملات الحديثة، بما فيها حملة ترامب، وأن قدرته على استخدامه مرة أخرى مكسب كبير له.
وعلى الرغم من أن ترامب لم يغرّد بعد على موقع "تويتر" بعد رفع الحظر عنه مع تولّي إيلون ماسك ملكيته، فإن عودته للتغريد ستسمح له بإعادة نفسه إلى الحديث السياسي اليومي بطريقة مختلفة تماماً عمّا يحصل مع منشوراته الحالية على منصة "تروث سوشل".
وبحسب الموقع، فإن النشاطات العامة المرتقبة، وعودة ترامب المتوقعة إلى المنصات الاجتماعية الرئيسية، تتيح له الآن فرصة عكس ديناميكية الأشهر الأخيرة، حيث إن الهزائم التي مني بها أبرز مؤيديه في الانتخابات النصفية، أضعفت أهمية الرئيس السابق، وشجعت الانتقادات ضده داخل الحزب الجمهوري.
ومع الحديث عن توجه المانحين لدعم حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس في حال ترشحه للرئاسة، تؤكد شخصية من دائرة ترامب لـ"ذا هيل" أن ترامب لن يكون يوماً مرشح "وول ستريت"، لافتاً إلى أنه على الرغم من كلّ الاهتمام الذي يحيط بديسانتيس، فإن ترامب يحظى بحوالي 45 بالمائة من الأصوات الأولية، و"هذا صلب جداً"، مؤكداً أن من يؤيدون ترامب يؤيدونه بشدة.