ألقى الزعيم الإصلاحي الرئيس الأسبق للبرلمان الإيراني مهدي كروبي أول كلمة له في بيت قيادي محسوب عليه، وذلك منذ 11 عاما من الإقامة الجبرية، في حضور شخصيات سياسية إصلاحية، وفق ما أفادت أمس الاثنين وسائل إعلام محلية مقربة منه.
وسبق أن سمحت السلطات لكروبي بالخروج من الإقامة الجبرية خلال الأشهر الماضية، وذلك لزيارة بعض المقربين منه في بيوتهم، وسمحت لآخرين بزيارته في بيته، لكن هذه هي المرة الأولى التي يلقي كلمة في ظل الإقامة الجبرية.
ونشر موقع "إنصاف نيوز" الإيراني مقطعا مصورا للكلمة التي ألقاها كروبي بمناسبة وفاة رسول الإسلام، والتي توافق اليوم الثلاثاء حسب الرواية الشيعية، في منزل الأمين العام لحزب "كوادر البناء" غلام حسين كرباسجي.
وحول مشاركته في المناسبة، قال كروبي إنها جاءت بعد سماح السطات الإيرانية له بذلك بعد تلقيه الدعوة من كرباسجي، مشيرا إلى أنه "كنا نعد ذات ليلة للمناسبة، لكن فجأة أبلغونا بإنهاء التحضيرات وبأن اللقاء لن يُعقد، لا أتذكر كم مضى من السنوات منذ تلك الليلة، لكن لم يكن نصيبنا أن نشارك في المراسم الدينية والجلسة. فهذه الجلسة كانت رائعة بالنسبة لي".
وفي كلمته التي تحدث فيها عن المناسبة الدينية وذكريات حول بدايات الثورة الإيرانية، أشاد الرئيس الأسبق للبرلمان بمؤسس الثورة الإسلامية في إيران المرشد السابق روح الله الخميني، وبحقبته وتأسيسه الجمهورية الإسلامية وإطاحته النظام الملكي السابق، داعيا إلى "الحفاظ على أصل الثورة"، مع إعرابه عن أمله في "رفع العيوب والنواقص".
ويقبع كروبي، الذي هو رجل دين، بالإضافة للزعيم الإصلاحي رئيس الوزراء الإيراني الأسبق مير حسين موسوي وزوجته زهراء رهنورد، في إقامة جبرية منذ 11 عاما، بعد احتجاجات "الحركة الخضراء" التي انطلقت عام 2009 ضد نتائج الانتخابات الرئاسية، التي ترشح فيها موسوي وكروبي وفاز فيها الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد وسط جدل حول نتائجها واعتراض الإصلاحيين عليها.
وظلت السلطات الإيرانية ترفض، خلال هذه السنوات، الدعوات المتكررة من التيار الإصلاحي وشخصيات ونشطاء مدنيين للإفراج عنهم، غير أنها خففت، خلال الأشهر الأخيرة، قيود الإقامة الجبرية بحقهم، وسمحت لهم بإجراء اتصالات ولقاءات مع مقربين منهم.
وكان كروبي وموسوي قد أعلنا دعمهما لترشيح الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، ودعَوَا المواطنين إلى التصويت له خلال انتخابات 2017، لكن في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي أجريت في يونيو/ حزيران الماضي، اختلف موقف كل منهما منها، حيث دعا كروبي إلى التصويت لصالح المرشح الإصلاحي عبد الناصر همتي الذي ترشح بشكل مستقل خارج الأطر الإصلاحية، لكن موسوي قاطع الانتخابات.