- المذكرات تضمنت أحداث يومية وأبيات شعرية، وقوبلت بردود فعل متباينة، مع اعتبار البعض أنها خالية من المعلومات الجديدة، لكنها أثارت نقاشاً واسعاً في العراق.
- توقيت النشر يحمل دلالات سياسية، يعيد تسليط الضوء على فترة حكم صدام وفشل الحكومات اللاحقة، مع تواجه رغد تحديات في النشر تعكس الانقسامات حول إرث صدام حسين.
نشرت رغد ابنة الرئيس العراقي السابق صدام حسين، على منصة إكس، 40 صفحة من مذكرات قالت إن والدها كتبها أثناء اعتقاله داخل معتقل كروبر بالقرب من العاصمة العراقية بغداد، بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003. وكتبت رغد عبر حسابها، تدوينة أشارت فيها إلى أن الأوراق المنشورة "جزء بسيط جداً من مذكرات والدي الرئيس الشهيد صدام حسين في الأسر".
وجاء نشر مذكرات صدام حسين في يوم ميلاده الذي يصادف 28 إبريل/نيسان، وذكرت فيها: "كل عام والأمة العربية بخير، الأمة التي طالما كانت الأهم في مسيرتك النضالية، إلا أن الأمة ليست بخير والعراق ليس بخير يا أبي، فقد تكالبت عليها الأمم"، بحسب وصفها. وأضافت: "إلا أنني وعدتك أن يكون العراق بخير بإذن الله، واليوم قررت أن أبدأ بنشر جزء صغير من مذكراتك بطريقتي، لأن دور النشر لديها محاذير من نشرها، وسيكون اليوم مهماً لكثير من محبيك، بل غيرهم أيضاً". وتابعت رغد: "إليهم نهدي مذكراتك الخاصة التي كتبتها، في أثناء وجودك بالمعتقل الأميركي في العراق. لك يا أبي كل الإجلال والتقدير".
كل عام والأمة العربية بخير، الأمة التي طالما كانت الأهم في مسيرتك النضالية، إلا أن الأمة ليست بخير والعراق ليس بخير يا أبي، فقد تكالبت عليها الأمم، إلا إنني وعدتك أن يكون #العراق بخير بإذن الله، واليوم قررت أن أبدأ بنشر جزء صغير من مذكراتك بطريقتي، لأن دور النشر لديها "محاذير من… pic.twitter.com/aCBVSs66wo
— رغد صدام حسين (@RghadSaddam) April 27, 2024
وتضمنت مذكرات صدام حسين أحداثاً يومية رصد فيها تفاصيل عايشها قبل اعتقاله وبعده، إضافة إلى مجموعة من الأبيات الشعرية والقصائد لشعراء عرب، من بينهم المتنبي، تناولت العديد من القضايا. ولاقت مذكرات صدام حسين ردود فعل متباينة، فقد امتدحها جانب، وهاجمها آخرون واعتبروها خالية من أية معلومات، بل إنها تتحدث عن يوميات طبيعية واعتيادية لأي معتقل. لكنها بالمجمل ظلت ضمن تداول مواقع التواصل في العراق، إذ تفرض السلطات عقوبات مشددة إزاء ما تسمّيه "الترويج لنظام صدام حسين وحزب البعث"، تصل إلى السجن لفترة 15 عاماً، وهو ما دفع وسائل الإعلام المحلية إلى الإحجام عن تناولها.
وفي السياق، قال الباحث في الشأن السياسي العراقي إياد الدليمي، إن "توقيت نشر مذكرات صدام حسين له دلالات مهمة، بما فيها شد الذاكرة العراقية نحو تلك الفترة، خاصة في ظل حكومات ما بعد الغزو الأميركي، وفشلها في إدارة حكم العراق، ويبدو أن رغد نجحت في لفت الانتباه، بالإضافة إلى مناسبة ميلاد صدام حسين، وإلى ما هو أبعد، خاصة في ما يتعلق ببعض الأدوار التي تمت ممارستها سواء من القوات الأميركية أم من القوى العراقية القريبة منها، وأهمية كشفها للرأي العام".
وأضاف الدليمي لـ"العربي الجديد"، أن "رغد لو وجدت دار نشر تعنى بنشر هذه المذكرات، للجأت إليها، ولكن على ما يبدو كانت هناك ممانعة ورفض من دور النشر بسبب ضغوط مورست عليها"، مشيراً إلى "وجود خلافات داخل عشيرة صدام حسين وعائلته وهو ليس بالأمر الجديد، وبعضها طفا على السطح أثناء حكم الرئيس الراحل، ولعل أبرزها موضوع حسين كامل، فضلاً عن خلافات كانت معروفة مع إخوته غير الأشقاء، لكنها كانت خلافات تبدو عابرة، لا أحد يتعمق بها وسرعان ما تندرس عند العامة، واليوم تعيش العائلة انقساماً، وتدفع ثمناً باهظا لتلك الخلافات القديمة".
في المقابل، قال نظيره في بغداد، فاضل أبو رغيف، المقرّب من أحزاب السلطة، قال عبر منصة إكس: "رغد صدام حسين تنشر مذكرات والدها إبان حقبة سجنه، قلتُ في نفسي إنني سأجدُ ما يثير أو يلفت النظر، توقعت أن أقرأ خفايا مثيرة لحقبة دامية دامت لأكثر من ثلاثة عقودٍ، لكن كالعادة لم أقرأ إلا أبيات شعر حماسية فارغة من المحتوى وركيكة جداً (بسبب غياب كُتّاب الإنابة عنه)، لَحنٌ بيّن وضعفٌ سبكي وهن".
رغد صدام حسين
— فاضل ابو رغيف (@fadhil_abu_ragh) April 29, 2024
تنشر مذكرات والدها أبان حقبة سجنه،قلتُ بنفسي أنني سأجدُ مايثير او يلفت النظر،توقعت أن اقرأ خفايا مثيرة لحقبة دامية دامت لأكثر من ثلاثِ عقودٍ،لكن كالعادة لم أقرأ إلا أبيات شعر حماسية فارغة من المحتوى وركيكة جداً(بسبب غياب كُتّاب الإنابة عنه)،لَحنٌ بيّن وضعفٌ سبكي وهن pic.twitter.com/0N18w1IdLr
وعلى الرغم من مرور نحو 18 عاماً على إعدام صدام حسين، إلا أن عملية اعتقاله، وما واجهه في المعتقل، والاتهامات التي وجهت إليه بشأن جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، وكذلك إعدامه، ظلّت كلها محط جدل ونقاش بين العراقيين والعرب الذين ترى شريحة كبيرة منهم، أن محاكمته كانت مدفوعة بالتعسف من الولايات المتحدة الأميركية، والأحزاب السياسية الإسلامية المدعومة من إيران.