ذكر موقع الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن الإسرائيلية التي كانت قد اجتازت الحدود إلى سورية، وصلت فجر اليوم الجمعة إلى مطار بن غوريون، يرافقها في الطائرة كلّ من رئيس طاقم الأسرى والمفقودين، يرون بلوم، ورئيس طاقم ديوان نتنياهو آشر حيون، بعد أن كانت دولة الاحتلال قد أعادت أمس الخميس راعيي أغنام كان قد اعتقلتهما في الأيام الأخيرة، بعد اكتشاف أمر عبور الفتاة الإسرائيلية الحدود إلى سورية من منطقة القنيطرة. وتعدّ هذه الصفقة تنفيذًا لعرض ثانٍ بحثه الطرفان، بعدما رفض أسيران سوريان تسليمهما إلى دمشق.
من جهة ثانية، تحدثت صحيفة "هآرتس" عن بند سرّي غير معلن بالصفقة، غير أنّها لم تذكر ما هو هذا البند.
وأعلنت الإذاعة أن الفتاة الإسرائيلية ستخضع للتحقيق من قبل جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" حول كيفية اجتيازها الحدود، وماذا حدث معها في سورية، مع الإشارة إلى أنها تجيد اللغة العربية.
وكانت صفقة التبادل قد تمّت نهائياً أمس بين نظام الأسد ودولة الاحتلال عبر وساطة روسية، عبر تبادل الإسرائيلية براعيي أغنام، ورفع القيود عن الأسيرة الجولانية هالة المقت، التي رفضت، كما الأسير السوري ذياب قرموز، اقتراح الاحتلال بترحيلهما إلى سورية، بحسب ما كشفته المقت في تصريحات صحافية في اليومين الماضيين.
وتحدّث "نادي الأسير" الأربعاء، عن أن إدارة سجن "النقب" استدعت الأسير قهموز لإبلاغه بقرار الإفراج عنه، ضمن صفقة تبادل تجري بين سورية والاحتلال، وبوساطة روسية، لكنه رفض ذلك، وأصرّ على العودة إلى قريته، وعاد مجدداً إلى حيث يقبع في سجن "النقب الصحراوي".
وكان رئيس حكومة الاحتلال قد حاول تضخيم عملية التبادل، عندما أعلن الإعلام الإسرائيلي منتصف هذا الأسبوع أن الحكومة الإسرائيلية تجتمع على نحو طارئ وسط تكتم شديد بشأن قضية إنسانية طلبت فيها إسرائيل وساطة روسيا. وتبين لاحقاً أن المبادرة للصفقة جاءت أساساً من النظام السوري عبر روسيا، وأن دولة الاحتلال لم تكن تعلم أصلاً أن مواطنة إسرائيلية تمكنت من اجتياز الحدود إلى سورية.
ومع أن الأطراف الضالعة في إبرام الصفقة لم تذكر أنه كانت للصفقة شروط ومضامين أخرى، غير استعادة المواطنة الإسرائيلية وتحرير الأسيرين السوريين في المقترح الأول؛ هالة المقت وذياب قرموز من قرية الغجر (قبل أن يرفض كلاهما الذهاب إلى دمشق وتسليمهما للنظام السوري، فانتقل التفاوض بين النظام والاحتلال إلى عرض ثانٍ يشمل راعيين سوريين مقابل الإسرائيلية)، إلا أنه لا يستبعد أن تكون المفاوضات شملت أموراً أخرى، لكن الإعلام الإسرائيلي نفى أن تكون إسرائيل قد وافقت على تخفيف هجماتها في سورية.
"هآرتس": بند سري في الصفقة
وفي هذا السياق، تحدثت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية ظهر اليوم الجمعة، عن أن الصفقة السورية الإسرائيلية شملت بنداً استثنائياً غير معلن، ظلّ سراً، خوفاً من أن يثير خلافات في الرأي العام الإسرائيلي.
وكرّرت الصحيفة الرواية الإسرائيلية بأن الفتاة التي أعيدت صباح اليوم إلى إسرائيل، حاولت في السابق أيضاً اجتياز الحدود الإسرائيلية الأردنية مرات عدة من دون أن تنجح في ذلك. واعتبرت الصحيفة أن "السؤال الذي يُطرح هو هل الثمن الذي دفعته إسرائيل كان مبالغاً به، خصوصاً وأن الفتاة لم تخطف، بل اجتازت الحدود بمبادرتها ولا تزال دوافعها غير واضحة؟".
وكشفت الصحيفة عن أنه وفقاً للتحقيقات الأولية لقيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال، فقد وصلت الفتاة إلى قرية مجدل شمس في هضبة الجولان السوري المحتل، ثم اتجهت في وقت لاحق من مساء الثاني من الشهر الجاري إلى جبل الشيخ، حيث لا يوجد سياج حدودي، ومن هناك تمكنت من اجتياز الحدود وصولاً إلى الأراضي السورية، ولم يتم رصدها بفعل عدم وجود كاميرات مراقبة في ذلك المكان على ما يبدو".
ووفقاً للصحيفة، فقد وصلت الفتاة الإسرائيلية إلى قرية الخضر السورية حيث تم اعتقالها من قبل المخابرات، والتحقيق معها، وبعد أن تحدّد أنها ليست جاسوسة، تم نقل رسالة لإسرائيل عبر روسيا لبدء مفاوضات بشأن إعادتها لإسرائيل.
في المقابل، قالت الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي أقرّ بأن كلفة إقامة سياج حدودي في تلك النقطة مرتفعة وغير مجدية مقارنة بالاحتياجات الميدانية الأكثر إلحاحاً.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو كان ضالعاً في الاتصالات لاستعادة الإسرائيلية من سورية. ومثله أيضاً وزيرا الأمن بني غانتس والخارجية غابي أشكنازي، اللذان أجريا اتصالات هاتفية مع نظيريهما في سورية.
في المقابل، فإن باقي كبار الموظفين والمسؤولين في وزارة العدل، وباقي الجهات المختصة، لم يعرفوا بالأمر إلا أمس الأول، مع "انعقاد الجلسة الطارئة للحكومة الإسرائيلية" التي أُعلن عنها في وسائل الإعلام، مع إبراز موضوع السرية والحالة "الإنسانية" الطارئة.
واستذكرت الصحيفة أن روسيا تتوسط في السنوات الأخيرة بين إسرائيل والنظام السوري، بفعل عمق التدخل الروسي في سورية. وقبل عامين، كانت روسيا الوسيط في إعادة رفات الجندي الإسرائيلي زكريا باومل، الذي كانت فقدت آثاره في معركة السلطان يعقوب خلال الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982.
وقالت الصحيفة إن روسيا أبدت أمام الطرف الإسرائيلي توقعات بشأن خفض عدد الهجمات الإسرائيلية في الأراضي السورية، وخصوصاً استهداف قوافل السلاح، بادعاء أن هذه الهجمات تعرقل وتضرّ بجهود النظام في السيطرة على شمال شرقي سورية، وفرض الاستقرار في تلك المنطقة.
من جهتها، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الشابة الإسرائيلية حاولت في الماضي أيضاً اجتياز الحدود باتجاه قطاع غزة وتم إفشال محاولتها.