حذر الجيش الإثيوبي المدنيين في عاصمة إقليم تيغراي المحاصر من أنه لن تكون هناك "رحمة إذا لم ينقذوا أنفسهم" قبل هجوم أخير لطرد زعماء المنطقة المتحدين، وهو تهديد قالت هيومن رايتس ووتش يوم الأحد إنه قد "يعد انتهاكاً للقانون الدولي".
وقال المتحدث العسكري الإثيوبي الكولونيل ديجين تسيجاي مساء السبت: "من الآن فصاعداً، سيكون القتال معركة دبابات"، مؤكداً أن الجيش يسير باتجاه ميكيلي، عاصمة تيغراي، وسيحاصرها بالدبابات. وأضاف: "يجب إخطار شعبنا في ميكيلي بضرورة حماية نفسه من المدفعية الثقيلة". واتهم زعماء تيغراي بالاختباء بين السكان، ونبّه المدنيين إلى ضرورة "الابتعاد" عنهم.
وغردت ليتيسيا بدر، الباحثة في هيومن رايتس ووتش، اليوم الأحد قائلة: "معاملة مدينة بأكملها كهدف عسكري ليست أمراً غير قانوني فحسب، بل يمكن اعتبارها أيضاً شكلاً من أشكال العقاب الجماعي". وكتبت مستشارة الأمن القومي الأميركية السابقة سوزان رايس في تغريدة على (تويتر): "بعبارة أخرى، هذه جريمة حرب".
وأمهل رئيس الوزراء الإثيوبي، الحائز على جائزة نوبل للسلام، آبي أحمد في بيان جديد قادة "جبهة تحرير شعب تيغراي" 72 ساعة للاستسلام، قائلاً: "أنتم في نقطة اللاعودة". واتهم قادة الجبهة باستخدام مواقع دينية وفنادق ومدارس "وحتى مقابر" كمخابئ، واستخدام سكان ميكيلي دروعاً بشرية.
على مدى أيام، أكدت حكومة آبي أنها تسير إلى ميكيلي في محاولة أخيرة لإنهاء الصراع الدامي الذي اندلع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني بين الحكومة الفيدرالية وحكومة إقليم تيغراي المدججة بالسلاح.
وسيطرت الجبهة على الائتلاف الحاكم في إثيوبيا لمدة ربع قرن، قبل أن يتولى آبي أحمد منصبه، ويدخل إصلاحات سياسية جذرية، ويهمش زعماء الجبهة.
ومع انقطاع الاتصالات والنقل عن منطقة تيغراي بالكامل تقريباً، بات من الصعب التحقق من مزاعم طرفي النزاع.
في غضون ذلك، تتكشف أزمة إنسانية واسعة النطاق، حيث تقول الأمم المتحدة إن حوالي مليوني شخص بحاجة ماسة إلى المساعدات بسبب النقص الشديد في الغذاء والوقود والإمدادات الطبية.
وطردت الحكومة الإثيوبية ويليام دافيسون وهو محلل يعمل مع مجوعة الأزمات الدولية. وقالت المنظمة إن الحكومة لم تعلن سبباً رسمياً لطرده، لكن "في النهاية، ما من شك في أن السبب وراء ترحيله مرتبط بالموقف المتوتر الراهن في البلاد، وحساسية السلطات المتزايدة إزاء وجهات النظر التي لا تتوافق مع نهجها".
وأضافت المنظمة: "جدير بالذكر أنه في اليوم نفسه الذي طرد فيه السيد دافيسون، أصدرت السلطات (الإثيوبية) أيضاً رسائل تحذير إلى مراسل وكالة رويترز للأنباء في إثيوبيا وقناتي بي.بي.سي ودويتشه فيلة".
(أسوشييتد برس)