إجراءات فرنسا لاحتواء الاحتجاجات: إيقاف النقل العمومي بعد الغروب وفرض حالة الطوارئ وارد
أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، اليوم الجمعة، أنها أصدرت تعليمات بالتوقف الكامل لجميع خدمات الحافلات العامة والترام قبل غروب الشمس، في الوقت الذي تكافح فيه الحكومة أعمال شغب أثارها إطلاق الشرطة النار على شاب يبلغ من العمر 17 عاماً، وتدرس فرض حالة الطوارئ.
وقالت الوزارة إن وزير الداخلية جيرالد دارمانان أصدر الأمر بعد حضور اجتماع أزمة، يوم الجمعة، برئاسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأضافت أن دارمانان أصدر تعليماته بوقف خدمات الحافلات والترام، في التاسعة مساء قبل حلول الظلام، في جميع أنحاء فرنسا. وكانت منطقة باريس قد أعلنت بالفعل عن هذا الإيقاف لحماية عمال النقل والركاب.
كما أمر دارمانان بحظر بيع وحمل الألعاب النارية، التي أطلقها مثيرو الشغب على الشرطة ومنشآت، وكذلك حظر بيع عبوات البنزين والأحماض والمواد الكيميائية الأخرى والسوائل القابلة للاشتعال، بحسب الوزارة.
وفي وقت سابق من اليوم، أكدت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، أن السلطة التنفيذية تدرس "كل الاحتمالات" لإعادة النظام في فرنسا، ومن بينها فرض حالة الطوارئ، بعدما تواصلت أعمال الشغب لليلة الثالثة على التوالي في أرجاء البلاد.
ومن شأن فرض الطوارئ أن يعطي السلطات صلاحيات إضافية للإعلان عن تدابير حظر تجول محددة وحظر التظاهرات وإعطاء الشرطة حرية أكبر في ضبط الأشخاص الذين يشتبه في أنهم مثيرو شغب وتفتيش المنازل.
وردّاً على سؤال خلال مؤتمر صحافي حول احتمال اللجوء إلى فرض حالة الطوارئ قالت رئيسة الحكومة: "سندرس كل الاحتمالات خلال اجتماع مع رئيس الجمهورية عند الساعة 13:00. لن أجيبكم الآن. لكننا ندرس كل الاحتمالات، واضعين أولوية إعادة النظام الجمهوري على كل الأراضي" الفرنسية.
جاء ذلك قبل حضور بورن، التي كانت تجري زيارة إلى مركز شرطة في إيفري-كوركورون جنوبي باريس، اجتماع أزمة أمنياً برئاسة الرئيس إيمانويل ماكرون عند الساعة 13,00 (11,00 ت. غ.) الجمعة.
وكان مصدر مقرب من ماكرون قد أفاد بأن الرئيس يستعد، الجمعة، لفرض إجراءات أمنية "من دون محظورات"، ما يعني أن الحكومة تفكر في اتّخاذ تدابير أكثر تشدداً.
إلغاء فعاليات في عدة مدن فرنسية
وفي كلمة ألقاها خلال اجتماع أزمة لحكومته، قال ماكرون، الجمعة، إنه سيتم نشر قوات أمنية إضافية للسيطرة على أعمال الشغب والاضطرابات التي تشهدها فرنسا.
وأضاف أن وزارة الداخلية ستعمل على حشد "وسائل إضافية" للتعامل مع الاحتجاجات العنيفة، وذلك بعد "إلغاء عدد من الفعاليات في عدة مدن حفظاً لأمن المواطنين والبلديات"، على حد قوله.
وفي حين ندد ماكرون بما سمّاه "الاستغلال غير المقبول لوفاة مراهق"، دعا منصات التواصل الاجتماعي إلى حذف مشاهد الشغب "الحساسة"، بحسب وصفه.
وفي آخر أعمال شغب في المدن اجتاحت البلاد عام 2005، أعلنت الحكومة اليمينية حينذاك حالة الطوارئ بعد صدامات استمرت أسبوعين.
وقال الناطق باسم حزب "التجمع الوطني" اليميني المتشدد سيباستيان شينو لقناة "إل سي إي" التلفزيونية الجمعة: "ندعو إلى حظر للتجول مبدئياً، ومن ثم فرض حالة الطوارئ بشكل كامل وتعبئة جميع قوى حفظ القانون والنظام في البلاد".
وأضاف: "نحن الآن على حافة الهاوية، وعلينا أن نكون غاية في التشدد".
كما دعا زعيم حزب الجمهوريين اليميني إريك سيوتي إلى فرض حالة الطوارئ الخميس، قائلاً: "لا يمكن للأمّة أن تتزعزع في أي ظرف كان".
(فرانس برس، أسوشييتد برس)