في محاولة للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لاسترداد جثمان الشهيد الفلسطيني شادي الشرفا، الذي يحتجزه الاحتلال، بعد أن أقدم على قتله الأسبوع الماضي، في بلدة بيتا جنوب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، قررت الفصائل الفلسطينية، بالتنسيق مع القائمين على المقاومة الشعبية في البلدة، عدم السماح بإدخال المنتجات الزراعية الإسرائيلية إلى سوق الخضار المركزي الذي يقع على مدخل البلدة.
وفي بيان لمجموعة "حُرّاس الجبل"، التي تقود فعاليات مناهضة لإقامة بؤرة استيطانية على قمة جبل صبيح في بلدة بيتا، أعلن المنع الكلي لدخول أي سيارة تحمل بضائع إسرائيلية إلى "حسبة" بيتا كوسيلة لإجبار الاحتلال على تسليم الجثمان.
وقال أحد نشطاء مجموعة "حرّاس الجبل"، والذي فضل عدم ذكر اسمه في حديث لـ"العربي الجديد"، "إن الشهيد قدم روحه في سبيل إيصال المياه إلى أهالي بلدته بيتا، فهو يعمل في صيانة شبكات المياه، وليس أقل من أن نقوم بمثل هذه الخطوة لاسترداد جثمانه ومواراته الثرى بما يليق بمكانة الشهداء، وجزء بسيط من رد المعروف له، وإطفاء الشوق في قلوب ذويه، الذين يأملون بدفنه على الشريعة الإسلامية".
وأضاف "من هنا كان القرار بالإجماع بمنع دخول أي سيارة إسرائيلية تحمل بضائع إسرائيلية إلى حسبة بيتا منعاً باتاً، وقد أبلغنا القائمين عليها بذلك، وقد تفهموا الأمر".
وتابع "هذا يؤلم الاحتلال ويكبده خسائر مالية كبيرة، خاصة إذا طالت المدة، وفي جعبة حراس الجبل ما يجبر الاحتلال على تسليم جثمانه الطاهر، ولن نقبل أن يبقى شهيدنا في ثلاجات الاحتلال مهما كلّفنا الأمر".
واستشهد الشرفا في الـ27 من تموز/ يوليو الماضي، على مفرق بلدة بيتا خلال قيامه بالعمل على مضاعفة حصّة المياه التي يقننها الاحتلال عن البلدة منذ أشهر على خلفية جهود المقاومة الشعبية التي تقودها جماهير البلدة ضد إقامة بؤرة استيطانية جديدة تحمل اسم (افيتار)".
من جهته، أوضح القيادي في "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" محمد دويكات، وهو أحد أهالي بلدة بيتا أيضاً، أن القرار بمنع دخول منتجات الاحتلال مرتبط بتسليم جثمان الشهيد شادي الشرف، حيث اتفقت الفصائل والناشطون على هذا الخطوة، إكراماً لروحه، وسعياً لتسليم جثمانه.
وتابع دويكات في حديث لـ"العربي الجديد"، "لكننا حقيقة كنا ندرس وبجدية مثل هذه الخطوة منذ زمن طويل، وتحديداً عقب التصعيد الإسرائيلي الخطير بحق البلدة التي قدمت حتى الآن ستة شهداء في سبيل منع المستوطنين من إقامة البؤرة الاستيطانية على قمة الجبل".
وأضاف أن "المقاومة لا تقف عند حد المواجهات في الميدان، بل تمتد لتطاول كافة القطاعات وعلى رأسها المقاطعة الاقتصادية، ومقاطعة منتجات الاحتلال الزراعية والصناعية وغيرها، وهذا ما يراكم عمل الشبان على الأرض ويرفده بعوامل نجاح إضافية".
دويكات: المقاومة لا تقف عند حد المواجهات في الميدان، بل تمتد لتطال كافة القطاعات وعلى رأسها المقاطعة الاقتصادية
وقال دويكات: "وبعدها سيكون هناك برنامج متكامل يستمر شهراً لإفراغ كافة المحلات التجارية في بلدة بيتا من أي بضائع إسرائيلية ضمن الحملة الوطنية للمقاطعة، سنجوبها كاملة، محلاً محلاً، سواء السوبرماركت أو المواد الغذائية والصناعية والملابس والأحذية، ونطلب من أصحابها إفراغها من أي منتجات إسرائيلية، وعدم استيراد أي شيء ممن يقتل أولادنا ويسرق أرضنا".
ولفت إلى أن خطوة منع إدخال المنتجات الزراعية الإسرائيلية سوق الخضار تندرج في إطار محاربة سياسة إغراق الأسواق الفلسطينية بالمنتجات الزراعية الإسرائيلية، خاصة في بعض المواسم كموسم البندورة والبصل والبطاطا والبطيخ، ما يلح قمن خسائر فادحة بالقطاع الزراعي الفلسطيني، وقد يدفع بعض المزارعين إلى هجرة الزراعة وترك أراضيهم لقمة سائغة للمستوطنين.