أعرب مستشار البيت الأبيض لشؤون أمن الطاقة العالمي عاموس هوكشتاين عن ثقته بأن الدول العربية المنتجة للنفط لن تلجأ لسلاح النفط، وذلك رغم تصاعد حدة الغضب في مختلف أرجاء المنطقة بسبب الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة، التي وصلت إلى يومها الـ45 وراح ضحيتها أكثر من 13 ألف شهيد، بينهم أكثر من 5500 طفل و3500 امرأة.
وقال هوكشتاين في مقابلة مع صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية إن مستوى التعاون بين الولايات المتحدة الأميركية ودول الخليج المنتجة للنفط، بما فيها السعودية"، ظل "قويا جدًا" على امتداد العامين الأخيرين. وأضاف: "لقد جرى استخدام النفط سلاحاً من وقت إلى آخر بعدما أصبح من السلع المتداولة، ولذا تساورنا دائماً مخاوف بهذا الخصوص، ونعمل على عدم حدوثه، لكن أعتقد أنه لحد الساعة لم يحدث ذلك".
وأردف هوكشتاين: "لدينا الآن حربان جاريتان في العالم، إحداهما ينخرط فيها ثالث أكبر منتج للنفط في العالم (يقصد روسيا)، والأخرى في الشرق الأوسط حيث تحلق الصواريخ بالقرب من حقول إنتاج النفط، ومع ذلك، فإن الأسعار تلامس أدنى مستوياتها خلال هذه السنة". وتابع أن هذا يوضح "أننا نسيّر الوضع بشكل جيد، لكن ليس في وسعنا أن نغمض أعيننا في ظل وضع متطور كهذا".
وقال هوكشتاين للصحيفة أيضاً إن "التعاون والتنسيق بين المنتجين والمستهلكين على امتداد السنوات الأخيرة ظل قويا جدا على صعيد محاولة تفادي أي صدمات طاقة".
من جهة أخرى، أوردت "فاينانشال تايمز" عن أشخاص مطلعين على طريقة تفكير السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، قولهم إن تراجع أسعار النفط للشهر الرابع إلى 77 دولاراً للبرميل الأسبوع الماضي، وتصاعد الغضب وسط الأعضاء بخصوص الحرب على غزة، قد يساهمان في اتخاذ قرار إضافي لتقليص إمدادات النفط.
وأضافت عن المصادر نفسها، من دون كشف هويتها، تشديدها على عدم وجود قرار نهائي بعد، مع إشارتها إلى أن أي تصريحات قد تصدر عن وزارة الطاقة السعودية ستحاول على الأرجح إبقاء التركيز على أسواق النفط بدل الحرب الإسرائيلية على غزة.
وكانت "فاينانشال تايمز" قد أوردت، يوم الجمعة الماضي، عن مصادر قولها إنّ تحالف الدول المصدرة للنفط وروسيا "أوبك+" يتجه لخفض إنتاج النفط مرة أخرى لرفع الأسعار.
ونقلت الصحيفة عن شخص آخر مقرّب من شخصيات خليجية بارزة في "أوبك" قوله: "يجب ألا تقلل من شأن مستوى الغضب الموجود، والضغوط التي يشعر بها القادة في الخليج من شعوبهم بسبب الحرب على غزة".
وأضاف المصدر أنه لن يكون هناك تكرار للصدمة النفطية التي حدثت في السبعينيات، عندما أوقفت الدول العربية صادراتها إلى الغرب، لكنه أضاف: "لقد أصبح الناس راضين عن إمكانية تقليص إمدادات النفط لإرسال رسالة خفية، والتي سوف تكون مفهومة جيداً في الشوارع، وفي واشنطن العاصمة".