إدانات فلسطينية للعدوان على جنين وفصائل المقاومة تتوعد قوات الاحتلال
العربي الجديد
العربي الجديد
علاء الحلو
تتوالى ردود الفعل والإدانات الفلسطينية لعدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، على مدينة جنين ومخيمها، مع لجوئها لاستخدام القصف من طائرات مروحية إسرائيلية للمرة الأولى في الضفة الغربية منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي اندلعت عام 2000، وسقوط عدد من الشهداء والجرحى.
وواجه جيش الاحتلال كمائن محكمة وضعتها المقاومة المسلحة في طرقات المدينة، وأدت إلى إعطاب عدد من آلياته بعبوات ناسفة، وإصابة 7 من جنوده، وفق إعلانه.
"سرايا القدس" تتوعّد الاحتلال
وأكدّ الناطق العسكري لـ"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، أبو حمزة، اليوم الاثنين، أنّ "الفعل البطولي لأبطال سرايا القدس في كتيبة جنين، صباح اليوم، يعكس العجز الصهيوني أمام حجم الإصرار الفلسطيني على مواصلة الكفاح وطريق الجهاد حتى دحر الاحتلال عن فلسطين الطاهرة من بحرها إلى نهرها".
وقال أبو حمزة، في تصريحات وتغريدات نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، إنّ "هذه الملحمة البطولية، التي سطرها مقاتلونا ضد العدوان الغاشم، هي الامتداد الطبيعي لوفاء مجاهدينا الأبطال لقادة العمل العسكري في الضفة الأبية، وفي مقدمتهم الشهيد القائد الكبير طارق عز الدين ورفاقه المجاهدين"، لافتاً إلى أنه على "العدو أن ينتظر المزيد طالما استمرت سياسة الاغتيالات وانتهاك حرمة الأسرى والمسرى والمقدسات".
من تصدي مجاهدي سرايا القدس - كتيبة جنين ضمن معركة «بأس الأحرار» رداً على العدوان.
— الحـكـيم (@Hakeam_ps) June 19, 2023
كتيبة جنين - الإعلام الحربي pic.twitter.com/adcFpjcA1b
وأعلن أبو حمزة استشهاد اثنين من مقاتلي السرايا في التصدي للعدوان، وهما قسام أبو سرية وقيس جبارين، وقال إنهما استشهدا "مدافعين عن أرض مخيم جنين في الملحمة البطولية التي سطرها فرسان سرايا القدس، في عملية بأس الأحرار، حيث أوقعت جيش الاحتلال في كمين محكم حقق إصابات مباشرة في عديد الجيش وآلياته المتوغلة".
وقال أبو حمزة: " سنبقى بإذن الله حراس الأرض المباركة فلسطين، وذروة سنام جهادها، والسهم المُتَّقد غضباً في صدر الاحتلال"، مشدداً على أنّ "العمل العسكري في الضفة الغربية لن يتوقف ولن تكون عملية بأس الأحرار آخر جهادنا".
حركة "الجهاد": التهديدات لن ترهب المقاومة الفلسطينية
إلى ذلك، أكدّ رئيس الدائرة الإعلامية في حركة "الجهاد الإسلامي" أنور أبو طه، اليوم الاثنين، أنّ تهديدات وزراء الاحتلال وقادته لن ترهب المقاومة الفلسطينية، "وقد علموا اليوم القوة المتصاعدة لكتائب المقاومة، وفي مقدمتها كتيبة جنين، وقدرتها على تكبيدهم الخسائر الجسيمة".
وفي تصريحات وزعت على وسائل الإعلام، قال أبو طه: "شعبنا المجاهد ومقاتلونا البواسل يسطرون اليوم مرحلة جديدة من مقاومة شعبنا المستمرة ضد الاحتلال وجرائمه"، مؤكداً الاستمرار في التصدي لعدوانه بكل الإمكانات والقدرات، و"ما رآه اليوم ليس إلا فاتحة تطور ستشل كل قواه وصولاً إلى هزيمته الشاملة".
وشدد على أنّ "استمرار الاحتلال سيكلفه ثمناً باهظاً، ونعلنها أن مدننا وقرانا ومخيماتنا لم تعد هدفاً سهلاً ومستباحاً لقواته المجرمة".
ودعا أبو طه السلطة الفلسطينية إلى وقف كل أشكال التنسيق الأمني "المذل"، والإفراج عن المقاومين، والتصدي لعدوان الاحتلال المتواصل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، كما دعا "شعوب أمتنا العربية وقادتها إلى وقفة شرف وعز، تردع الاحتلال المجرم وتعزز من صمود شعبنا الصامد".
"حماس" تدعو لمساندة جنين: يد المقاومة على الزناد
وفي غزة، نظمت "حركة حماس" وقفة في ساحة الجندي المجهول، إسناداً لأهالي مدينة جنين ومقاومتها، بعد الاعتداءات الإسرائيلية التي تعرضت لها.
ورفع المشاركون أعلام فلسطين، ورايات "حركة حماس"، ويافطات مساندة لمدينة جنين، تضمنت اليافطة الرئيسية عبارة "ثوري يا أرض الضفة ثوري، ثوري وانتفضي"، وشعارات أخرى كان من بينها "يا جنين يا ثورة"، "بالعبوات الناسفة، والرصاص المبارك كتائبنا تذل المحتل".
ودعت الحركة كلّ مدن الضفة الغربية إلى مساندة مدينة جنين، التي تتعرض لأبشع الاعتداءات الإسرائيلية، وقالت إنّ "يد المُقاومة على الزناد، ولن تذهب الدماء هدراً".
وقال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" سهيل الهندي، في كلمة له، إن "قطاع غزة يقف مع القدس، والداخل المحتل، ومختلف مدن الضفة الغربية، ومع "جنين الشهداء الأبطال، وجنين القسام، والطوالبة، وأبو جندل".
ووجه الهندي تحية من قِطاع غزة إلى "السواعِد الرامية، والقابِضة على الزِناد"، مشدداً على أن الاعتداءات الإسرائيلية تُعتبر دليلاً على تطوير المقاومة وسائلها وأدواتها في مقارعة الاحتلال.
وشدد الهندي على أن المقاومة الفلسطينية تنظر بعين الاستعداد والجهوزية للرد على إجراءات العدو الإسرائيلي، و"لن نسمح لهذا العدو المجرم أن يستبيح أهالي مدينة جنين، فالمقاومة إذا قالت صدقت، وإذا وعدت أوفت".
وقال الهندي لـ"العربي الجديد"، على هامش الوقفة، إن ما حدث في مدينة جنين يُعتبر تغولاً إسرائيلياً جديداً على الدماء الفلسطينية، وأبناء الشعب الفلسطيني.
وشدد الهندي على أن الاحتلال الإسرائيلي "لن يرتاح أو يستريح، إذ تنظر المُقاومة الفلسطينية بعين كبيرة جداً لما يحدث في الضفة الغربية، ويدها على الزِناد، لترد الصاع صاعين للعدو".
وبين أن الأحداث في مدينة جنين شهدت تطوراً لأدوات وأساليب المقاومة في الضفة الغربية، وجنين على وجه التحديد، وهي بمثابة رسالة للاحتلال بأن هناك استعدادات وجهوزية كبيرة للمقاومة الفلسطينية، لافتاً إلى أن تلك الأساليب الجديدة أصابت الاحتلال الإسرائيلي بحالة من الدهشة والإرباك من رد فعل المقاومة السريع، الذي يُدلل على وعي المقاومة، وأنها على أهبة الاستعداد.
ومن المقرّر أن تنظم "حركة الجهاد الإسلامي" مسيرة إسناداً لمدينة جنين وأهلها، ودعماً لمقاومتها، ستنطلق عصر اليوم من مسجد أبو خضرة وسط مدينة غزة، وصولاً إلى ملعب اليرموك القريب.
الرئاسة الفلسطينية: لتدخل دولي لوقف الجنون الإسرائيلي
بدوره، اعتبر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن المجازر المتواصلة، التي ترتكبها حكومة الاحتلال بحق شعبنا، هي محاولات لتفجير المنطقة وجرها إلى مربع العنف.
وأضاف أبو ردينة، في بيان صحافي، أن الوضع الحالي لا يمكن استمراره، وعلى المجتمع الدولي، والإدارة الأميركية خاصة، التدخل فوراً لوقف هذا الجنون الإسرائيلي.
وشدد أبو ردينة على أن الصمت الدولي والاكتفاء ببيانات الإدانة والتنديد هما ما يشجع حكومة الاحتلال على الاستمرار بجرائمها، وشن حرب شاملة ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.
وقال الناطق باسم الرئاسة إن "إسرائيل تتحمل مسؤولية إفشال كل الجهود العربية والدولية التي بذلت أخيراً لمنع التصعيد والتوتر".
حزب التجمّع في الداخل الفلسطيني يدين العدوان الإسرائيلي على جنين
بدوره، أصدر التجمّع الوطنيّ الديمقراطيّ، صباح اليوم، بيانًا يدين فيه العدوان الإسرائيلي الهمجي على جنين.
وأكد التجمّع في بيانه: "إن هذه الجرائم لا يمكن أن تمرّ مرور الكرام على المستويين السياسي والشعبي والدولي. فما تقوم به إسرائيل بشكل يومي ومستمر تجاه الشعب الفلسطيني يحتاج إلى وحدة وطنية على كافة الساحات، وأساسها مجابهة الاحتلال وجرائمه وفضحه أمام المجتمع الدولي، وملاحقة المجرمين والقتلة من قيادات إسرائيل التي تتفاخر بالتحريض على سفك الدماء والقتل في محكمة الجنايات الدولية".
وأضاف التجمّع في بيانه: "إن الصمت الدولي هو بمثابة إعطاء ضوء أخضر لإسرائيل بالاستمرار بقتل الشعب الفلسطيني وارتكاب المزيد من الجرائم بلا حسيب ورقيب، واستمرار إعفاء إسرائيل من التزامها بالقوانين والمواثيق الدولية هو تعبير صارخ عن نفاق هذا العالم ودعمه الواضح لإسرائيل وجرائمها".
وأنهى التجمّع بيانه: "جنين، التي كانت على مدار تاريخ النضال الشعبي الفلسطيني صخرة صمود ومقاومة، تستمر في مقاومتها وصمودها أمام الاحتلال وجرائمه، ولا يمكن للاحتلال أن ينال منها ومن أهلها مهما ازدادت الجرائم اليومية بحق أهلها الصامدين، كما وسيستمر نضال شعبنا الفلسطيني حتى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
