ربطت وزيرة الاقتصاد الإسبانية ناديا كالفينو، اليوم الإثنين، قرار الجزائر فسخ معاهدة صداقة دامت عقوداً مع إسبانيا بما وصفته بالتحالف المتزايد للدولة الواقعة في شمال أفريقيا مع روسيا.
في مقابلة مع راديو كتالونيا، قالت ناديا كالفينو إنه في اجتماعات صندوق النقد الدولي الأخيرة التي ترأستها، لاحظت أن "الجزائر كانت أكثر وأكثر انحيازاً لروسيا، وعلى هذا النحو، فإن (القرار) لم يفاجئني".
وعلقت الجزائر، الأربعاء الماضي، معاهدة الصداقة القائمة منذ عقدين مع إسبانيا، ما أدى إلى تجميد الروابط الاقتصادية.
واعتبرت الخطوة انتقاماً بعدما أظهرت مدريد دعماً للمغرب في ملف الصحراء. وتدعم الجزائر حركة الاستقلال في الإقليم.
ويوم الجمعة الماضي، حذر الاتحاد الأوروبي من استعداده لاتخاذ إجراءات للدفاع عن مصالح أعضائه.
ثم بدت الجزائر وكأنها تتراجع عندما أصدرت بعثتها في الاتحاد الأوروبي بياناً قالت فيه إن البلاد لم تعلق المعاهدة إطلاقاً.
لكن الجزائر تواصل عرقلة التجارة، ووصفت وزارة الخارجية الجزائرية، السبت، الرد الأوروبي بأنه "متسرع ولا أساس له من الصحة"، وفي بيان شديد اللهجة، أضافت أن القضية كانت "خلافاً سياسياً ذا طبيعة ثنائية" بين مدريد والجزائر ولا ينبغي أن تهم الاتحاد الأوروبي.
ورحبت كالفينو بخطوة الاتحاد الأوروبي، مضيفةً أن تعليق المعاهدة سيكون عبئاً على الاقتصاد الإسباني، وقالت "أهم شيء في هذه اللحظة أن تغير الجزائر موقفها وتتراجع".
ويقول مسؤولون إسبان إنهم يأملون بأن تحل المحادثات مع الجزائر القضية قريباً.
وكان القلق الرئيسي في إسبانيا سببه أن التعليق قد يؤثر على إمدادات الغاز المهمة من الجزائر، لكن الحكومتين الإسبانية والجزائرية قالتا إن هذا لن يحدث. وتوفر الجزائر 23 في المائة من احتياجات إسبانيا من الغاز.
وتسعى إسبانيا وبقية دول الاتحاد التي تضم 27 دولة إلى إيجاد بدائل لواردات الطاقة الروسية للاحتجاج على الحرب الروسية في أوكرانيا.
وتظهر أرقام وزارة الصناعة أن إسبانيا صدرت بضائع بقيمة ملياري يورو (2.1 مليار دولار)، إلى الجزائر خلال العام الماضي، بينما قُدرت قيمة وارداتها بنحو 5 مليارات يورو.
(أسوشييتد برس)