في إطار استعداداتها لاحتمال التصعيد في حربها مع "حزب الله" في لبنان تبحث دولة الاحتلال الإسرائيلي إمكانية إيواء نحو 100 ألف نازح من سكان مستوطنات الشمال في مدارس بمناطق أخرى، الأمر الذي أثار غضباً كبيراً في بعض الأوساط الإسرائيلية.
100 ألف نازح من مستوطنات الشمال
وأفاد موقع "والاه" العبري، أمس الأحد، بأن وزير الأمن يوآف غالانت عمم الأسبوع الماضي، مقترحاً على الجهات المسؤولة في الحكومة، بشأن الاستعدادات لاحتمال التصعيد على الجبهة الشمالية مع لبنان ما قد يدفع عدداً كبيراً من سكان مستوطنات الشمال إلى إخلاء منازلهم بشكل ذاتي، وقد يصل عددهم إلى نحو 100 ألف، قد يتم إيواؤهم في المدارس.
وبحسب الموقع، فإن الاقتراح تسبب بغضب في الوزارات والمكاتب الحكومية. وتصّر "سلطة الطوارئ الوطنية"، على اعتماد خطة الإيواء في الفنادق، وهي خطة دخلت حيز التنفيذ عام 2012 وتبيّن أنها غير مناسبة في الحرب الحالية، لأنه حتى في الفنادق التي توفّرت فيها المرافق الأساسية، يجد السكان الذين تم إخلاؤهم صعوبة في البقاء هناك لفترة طويلة متواصلة.
وأشار الموقع إلى أنه رغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على الحرب الحالية، فإن "سلطة الطوارئ الوطنية" لم تقم بتحديث خطتها، لتتلاءم مع الوضع الحالي. وتلقي وزارة الأمن المسؤولية عليها، كما تعارض وزارة الداخلية بدورها الإخلاء إلى المدارس، وترى أنه غير مناسب، وأن هناك غرفاً متوفّرة في الفنادق يجب استغلالها.
وفي ذروة عمليات الإجلاء، استقبلت الفنادق المنضوية تحت اتحاد الفنادق الإسرائيلي نحو 120 ألف نازح موزعين على 45 ألف غرفة في الفنادق.
ومع تقديم مساعدات اقتصادية من قبل الحكومة لمن تم إجلاؤهم، ترك بعضهم الفنادق وفضّل الانتقال إلى استئجار بيوت وشقق سكنية فيما يشغل النازحون اليوم نحو 37 ألف غرفة.
ونقل الموقع العبري عن مصدر مطّلع لم يسمه قوله، إنه "في حين يتم إيواء سكان الجنوب في فنادق، يريدون تركيز سكان مستوطنات الشمال في مدارس دون أي قدرة على ممارسة الحد الأدنى من الحياة الطبيعية. كان لدى سلطة الطوارئ الوطنية ما يكفي من الوقت من أجل الاستعداد للتصعيد وتوفير حلول مناسبة، من فنادق وغرف سياحية أو حلول أخرى مناسبة، لكنهم هناك لا يقومون بدورهم منذ بداية الحرب، ويتوقعون من الآخرين القيام به بدلاً عنهم".
وأضاف المصدر ذاته أن "هناك أعداداً كبيرة من غرف الفنادق التي تمت مغادرتها في الآونة الأخيرة في ضوء عودة عدد من السكان إلى منازلهم"، متسائلاً: "لماذا لا تُمنح الأولوية للإيواء في الفنادق وبعد ذلك توفير حلول ماديّة مثل التي تم تقديمها لسكان الجنوب، وبالتالي مساعدة العائلات على إيجاد حلول بشكل ذاتي وفقط في حال لم يكن هناك أي حل آخر يتم إجلاؤهم إلى المدارس".
ضربة استباقية؟
من جانبه، اعتبر رئيس "منتدى بلدات خط المواجهة"، موشيه دافيدوفيتش، أن "استعداد سلطة الطوارئ للإجلاء الطوعي لسكان مستوطنات الشمال، أي مناطق خط المواجهة، يشير إلى تغيير في اتجاهات الدولة والجيش الإسرائيلي، في إطار استعدادهما لعملية إسرائيلية استباقية في الشمال، وهو أمر مطلوب ونحن كرؤساء للسلطات المحلية في الشمال توقعناه ورغبنا به في الأشهر الماضية".
وأضاف: "أريد أن أثق بأن الاستعداد الصحيح بكل ما يتعلق بالسكان وكذلك بالجيش الإسرائيلي سيقود إلى وضع حد لهجوم حزب الله على سكان الشمال، الذين ظل بعضهم بعيدًا عن منازلهم لأكثر من 100 يوم. ونأمل أن تتمكن الحكومة الإسرائيلية من تخصيص الموارد المناسبة لإجلاء منظم ومحترم لأولئك الذين سيضطرون إلى إخلاء منازلهم".
وعقّبت "سلطة الطوارئ الوطنية" قائلة: "في هذه الأيام، تعمل الوزارات بقيادة سلطة الطوارئ الوطنية، من أجل توفير حلول لسيناريو متطرف لمن يتركون منازلهم بمبادرة من قبلهم على نطاق واسع من مستوطنات الشمال".
واعتبرت أن نقل السكان إلى المدارس لتوفير سقف يؤويهم، سيكون في الحالات المتطرفة فقط، التي قد تقود إلى إجلاء جماعي، من قبل شرائح تختار الإجلاء الطوعي.
في سياق متصل، أشارت دراسة إسرائيلية جديدة إلى أن نحو نصف سكان مستوطنات الشمال القريبة من الحدود مع لبنان، يعانون من أعراض ما بعد الصدمة.