إسرائيل تحظر تعامل دبلوماسيي النرويج مع السلطة الفلسطينية

08 اغسطس 2024
من أمام المبنى الذي يضم مكاتب سفارة النرويج في تل أبيب، 22 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **حظر التعامل الدبلوماسي مع النرويج**: قررت إسرائيل حظر تعامل دبلوماسيين نرويجيين مع السلطة الفلسطينية كعقاب على اعتراف النرويج بالدولة الفلسطينية، مما قد يضر بجهود النرويج في تقديم المساعدات.

- **ردود الفعل الدولية**: أثار القرار ردود فعل دولية، حيث وصفه وزير الخارجية النرويجي بـ"المتطرف" وانتقدته الولايات المتحدة لعرقلته جهود السلام.

- **الإدانة الفلسطينية**: أدانت فلسطين القرار واعتبرته تهديداً خطيراً، داعية دول العالم للرد بالمثل، وأشادت بالعلاقات الثنائية مع النرويج.

منع 8 دبلوماسيين نرويجيين في سفارة تل أبيب من التعامل مع السلطة

خطوة عقابية أخرى ضد النرويج بسبب اعترافها بالدولة الفلسطينية

أوسلو تعليقاً على القرار: عمل متطرف وستكون له عواقب

قررت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يوم الخميس، حظر تعامل دبلوماسيين نرويجيين مع السلطة الفلسطينية، في خطوة عقابية أخرى ضد النرويج بسبب مواقفها تجاه الفلسطينيين، ولا سيما اعترافها بالدولة الفلسطينية. وتأتي الخطوة بعد يوم من الكشف عن توقّف إسرائيل عن حفظ حصة قطاع غزة من أموال المقاصة الفلسطينية في النرويج.

وسُلِّم القرار الإسرائيلي الجديد لمفوض السفارة النرويجية بعد استدعائه إلى وزارة خارجية الاحتلال اليوم الخميس. ويدور الحديث عن مجموعة من ثمانية دبلوماسيين نرويجيين يعملون في سفارة بلادهم بتل أبيب، ويتولون مهمة تمثيل النرويج أمام السلطة الفلسطينية. وتقود النرويج الدول المانحة المسؤولة عن تقديم المساعدات للسلطة الفلسطينية، ما يعني أن منع فريقها من التعامل مع رام الله قد يضر على نحو خطير بجهودها لمواصلة تجنيد المساعدات.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان لها إنه "على خلفية سلسلة من التحركات المناهضة لإسرائيل، والخطوات أحادية الجانب التي اتخذتها الحكومة النرويجية، بما في ذلك الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والانضمام إلى الدعوى المرفوعة ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية (في لاهاي)، والتصريحات الخطيرة لمسؤولين نرويجيين كبار، أوعز وزير الخارجية يسرائيل كاتس، اليوم، بإلغاء أي تمثيل من طرف السفارة النرويجية في إسرائيل أمام السلطة الفلسطينية. واستُدعي مفوّض سفارة النرويج في إسرائيل إلى وزارة الخارجية وسُلِّم مذكرة دبلوماسية تبلغ النرويج بالرد الإسرائيلي".

وقال كاتس: "هناك ثمن للسلوك المناهض لإسرائيل. بدلاً من محاربة الإرهاب (على حد تعبيره) الفلسطيني بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول ودعم إسرائيل في القتال ضد محور الشر الإيراني، اختارت النرويج منح جائزة لحماس على شكل اعتراف بالدولة الفلسطينية، لكنها لم تكتفِ بذلك، وانضمت أيضاً إلى الدعوى الباطلة ضدنا في المحكمة الجنائية الدولية".

وأضاف: "النرويج تنتهج سياسة أحادية الجانب تجاه قضية الفلسطينيين، وبالتالي سيتم إبعادها عن القضية الفلسطينية. لقد أوعزت اليوم بإنهاء أي تمثيل من قبل السفارة النرويجية في إسرائيل أمام السلطة الفلسطينية. إنّ من يهاجمنا ويتبنّى سياسة أحادية الجانب ضدنا، سيدفع الثمن".

في سياق متصل، أفاد موقع "واينت" العبري، الأربعاء، بأن إسرائيل قررت عدم تحويل أموال المقاصة الفلسطينية لحفظها في أوسلو، كنوع من العقاب للنرويج بسبب اعترافها بالدولة الفلسطينية ومواقف أخرى، منها تصريحات سابقة شديدة اللهجة لوزير الخارجية النرويجي ضد إسرائيل، وعدم ممانعتها إصدار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أوامر اعتقال مسؤولين إسرائيليين.

وبموجب اتفاق أُعلن في الأشهر الماضية للإفراج عن أموال المقاصة ومنع السلطة الفلسطينية من الانهيار، اضطلعت أوسلو بدور الوسيط لحفظ الإيرادات التي احتجزتها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت. وتبحث إسرائيل عن دولة جديدة بعد قرارها الذي اتخذه المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) في الآونة الأخيرة، وتم التكتّم عليه بسرّية تامة. وكانت النرويج قد حوّلت رأياً مكتوباً للمحكمة الدولية في لاهاي أخيراً، قالت فيه إنها لا تمانع إصدار أوامر اعتقال ضد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت، وأن لا علاقة لاتفاقات أوسلو بتحديد اختصاص المحكمة. وقد تكون لموقف النرويج أهمية كبيرة بالنسبة إلى المحكمة الجنائية الدولية، لكونها راعية اتفاقيات أوسلو.

وبحسب الموقع العبري، تدرس إسرائيل من خلال الولايات المتحدة اتفاقاً مع دولة أخرى تحل مكان النرويج. وأشار الموقع إلى أن تل أبيب تستخدم العديد من الموارد لإقناع سويسرا بقبول دور الوصي على أموال المقاصة بدلاً من النرويج. بالإضافة إلى ذلك، زار وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر سويسرا في الآونة الأخيرة، وأجرى محادثات هناك.

النرويج: القرار ستكون له عواقب

وفي أول تعليق للبلد الإسكندنافي، أعلن وزير الخارجية، الخميس، أن قرار إسرائيل إلغاء الوضع الدبلوماسي لاعضاء في السفارة النرويجية مكلفين بالعلاقات مع السلطة الفلسطينية، "عمل متطرف" وستكون له "عواقب". وقال الوزير إسبن بارث إيدي في بيان إن هذا القرار "ستكون له عواقب على علاقاتنا بحكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو. نحن ندرس الإجراءات التي سنتخذها للرد على الوضع الذي خلقته حكومة نتنياهو".

انتقاد أميركي للقرار الإسرائيلي

بدورها، اعتبرت الولايات المتحدة الأميركية أن إعلان إسرائيل أنها ستلغي الصفة الدبلوماسية لأفراد في السفارة النرويجية مكلّفين بالعلاقات مع السلطة الفلسطينية، إجراء غير مفيد، مذكّرة بدور أوسلو في السعي نحو السلام في الشرق الأوسط. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين: "لا نعتقد أن الخطوات التي تحول دون أدائهم هذا الدور هي مفيدة على وجه التحديد".

إدانة فلسطينية

من جانب آخر، قوبل قرار وزارة الخارجية الإسرائيلية بإدانات فلسطينية، اعتبرت أن الخطوة "خطيرة ولها تداعيات كبيرة". وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ في تصريح صحافي: "إن ‏قرار الخارجية الاسرائيلية تجاه البعثة النرويجية في فلسطين يحمل في طياته أبعاداً خطيرة وله تداعيات كبيرة". وأضاف الشيخ: "على دول العالم، وتحديداً أوروبا، أن ترد على هذا الإجراء بالمثل، لما فيه من تجاوز وخرق للأعراف والقوانين الدولية".

من جانبها، عبّرت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان لها، عن إدانتها واستهجانها قرار سلطات الاحتلال، معتبرة ذلك "سابقة خطيرة وتهديداً مباشراً للدول كافة، للتأثير في مواقفها العادلة تجاه انتهاكات الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني". وأشادت الوزارة بالعلاقات الثنائية التي تربط دولة فلسطين ومملكة النرويج.

المساهمون