تعكف المؤسستان السياسية والعسكرية في إسرائيل، على دراسة آليات الردّ على "تفجير مجيدو" الذي نفذه شاب لبناني الإثنين الماضي.
وذكرت قناة التلفزة "13"، ليل أمس الأربعاء، أن المستوى السياسي الحاكم استمع لمقترحات المؤسسة العسكرية بشأن آليات الرد على التفجير، مشيرة إلى أن تل أبيب "ليست في عجلة من أمرها، وفي حال تقرر الرد، فسيتم تصميمه بحيث لا يفضي إلى مواجهة شاملة".
ولفتت القناة إلى أن عدم وقوع قتلى في التفجير يمنح القيادة الإسرائيلية هامش مناورة، ويجعلها تتخذ القرارات بشأن الرد بدون ضغط.
وأشارت إلى أنه على الرغم من أنه لا توجد أدلة قاطعة على أن "حزب الله" هو الذي يقف خلف تفجير "مجيدو"، إلا أنه في الوقت ذاته لا يمكن لأحد أن يعبر الحدود "بدون علمه ومباركته".
وتحدثت القناة عن أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لا تعرف حتى الآن المسار الذي سلكه الشاب اللبناني، خلال عبوره الحدود وحتى وصوله إلى مفترق "مجيدو" وكيفية عبوره.
وأشارت إلى أن جيش الاحتلال لا يستبعد تماماً إمكانية استخدام الشاب اللبناني نفقاً لضمان وصوله إلى داخل إسرائيل، مشيرة إلى أن قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال مطالبة حالياً "بقلب كل حجر حتى تعرف المسار الذي سلكه الشاب، على اعتبار أن آخرين بإمكانهم سلوك هذا المسار لدخول إسرائيل في المستقبل".
واستهجنت القناة أن يفشل جيش الاحتلال في إحباط عملية التسلل، رغم أن قواته تستنفر بشكل دائم على الحدود اللبنانية بسبب حساسيتها، مشيرة إلى أن نجاح الشاب في تجاوز الحدود رغم وجود مكثف لقوات الجيش، "يضع علامة استفهام كبيرة ويثير القلق".
من ناحيتها، نقلت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان" عن مصدر عسكري قوله إن نجاح الشاب اللبناني في عبور الحدود، "وقطعه مسافة كبيرة، وتحركه بحرية في المكان، تُعدّ فشلاً كبيراً".
وبحسب المصدر، فإنه "لو نجح الشاب اللبناني في العودة من دون أن يتم المساس به، لكان هذا يُعدّ إنجازاً كبيراً على صعيد الوعي بالنسبة للجهة التي أرسلته".
وأشارت القناة إلى أن كل التقديرات تفيد بأن "حزب الله" هو الذي يقف وراء التفجير، من منطلق أن منطقة الحدود تخضع لسيطرته المطلقة، إلى جانب أن العبوة التي استُخدمت في التفجير "نوعية"، فضلاً عن أن طريقة استخدامها والحزام الناسف والأسلحة التي كانت بحوزته، تدل على مسؤولية "حزب الله". وأضافت أنه على الرغم من أنه لا يمكن استثناء أن تكون قاعدة "حماس" في لبنان هي المسؤولة عن التفجير، "إلا أن كل الأصابع تشير إلى حزب الله".
وفي سياق متصل، ربط معلق الشؤون العربية عوديد غرانوت بين تفجير "مفترق مجيدو" والأوضاع الداخلية المتفجرة في إسرائيل، في أعقاب إصلاحات حكومة بنيامين نتنياهو القضائية.
وفي تحليل نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" اليوم الخميس، زعم غرانوت أن زعيم "حزب الله" حسن نصر الله أقدم على هذا التصعيد من منطلق إدراكه أن نتنياهو مشغول بمواجهة الاحتجاجات الداخلية.
"اليونيفيل": لم نلاحظ أي عبور من لبنان إلى إسرائيل
إلى ذلك، أعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، اليوم الخميس، أنها "لم تلاحظ أي عبور للخط الأزرق (جنوب لبنان) في الأيام الأخيرة".
وقال المتحدث باسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي، في بيان، إن "اليونيفيل اطلعت على التقارير الإعلامية التي تفيد بأن شخصاً تسلل إلى إسرائيل من لبنان.. اليونيفيل لم تلاحظ أي عبور للخط الأزرق في الأيام الأخيرة"، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية.
والخط الأزرق حددته الأمم المتحدة لانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان عام 2000، ويتحفّظ لبنان على بعض المناطق التي يمر بها في ظل استمرار احتلال إسرائيل لأراضٍ لبنانية.
وحث رئيس بعثة "اليونيفيل"، قائدها العام اللواء أرولدو لاثارو، الطرفين اللبناني والإسرائيلي على "ضبط النفس، والحفاظ على الاستقرار، واستخدام آليات اليونيفيل للتنسيق والارتباط لتجنب سوء الفهم وتقليل التوترات"، وفقاً للبيان.